أكثر من 40 عاماً مضت على وفاة "ملك الروك أند رول"، إلفيس بريسلي، معشوق الشباب والمراهقين في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، عن عمر ناهز الـ 42 عاماً فقط، وذلك بعد حياةٍ قصيرةٍ مثيرةٍ للجدل ومليئة بالنجاحات والعقبات والسقطات.
شارك إلفيس أثناء مسيرتهِ الفنية بـ 31 فيلماً سينمائياً، وسجل نحو 780 أغنية، كما شارك بأكثر من 1680 حفلٍاً غنائياً. ومع حلول ذكرى ميلاده ، هذا الشهر ، دعونا نتعرف سوياً إلى بعض المراحل المهمة في حياة "ملك الروك أند رول" الراحل، إلفيس بريسلي.
من أسرة فقيرة للغاية
وُلد بريسلي في مدينة توبيلو في ولاية ميسيسيبي يوم 8 يناير عام 1935، وكان من أسرة تعاني شظف العيش وتعيش على الإعانات الحكومية. قررت عائلته الانتقال إلى ممفيس بولاية تينيسي للبحث عن فرصة حياة أفضل عندما كان عُمره 13 عاماً. وبعد هذه النقلة بست سنوات بدأ إلفيس مسيرته الموسيقية في ممفيس عام 1954، عندما قرر تسجيل أداء صوتي له على أسطوانة وإرسالها إلى المنتج سام فيليبس في شركة "صن ريكوردز"، في محاولة منه لإنقاذ أسرته من الفقر بعد أن منعت الحكومة عنها الإعانة الشهرية. بعد ذلك فوجئ إلفيس بمكالمة تليفونية من سام فيليبس يدعوه لزيارته في الاستوديو.
النجاح رفيقه منذ بدايته
حاز إلفيس على إعجاب فيليبس على الفور، وبعد عدة أسابيع من التدريب على موسيقى "الكانتري" و"البلوز" مع عازف الجيتار سكوتي مور، وعازف الباس بيل بلاك، أصبح بريسلي جاهزاً لإصدار أولى أغنياته مع فريقه الجديد، والذي انضم إليه لاعب الطبل دي جي فونتانا عام 1955 ليكتمل به الفريق الغنائي.
عَقد "آر سي أيه فيكتور" كان انطلاقته الحقيقية
بمساعدة توم باركر ، الذي كان وكيل أعمال بريسلي منذ بداية رحلته الفنية وعلى مدار عشرين عاماً، تمكن إلفيس من توقيع عقد مع شركة "آر سي أيه فيكتور" التي قامت بإنتاج أولى أغنيات بريسلي "Heartbreak Hotel" في يناير 1956، والتي حققت نجاحاً منقطع النظير في كافة أنحاء الولايات المتحدة. وفتح ذلك الأبواب على مصراعيها كي يدخل إلفيس إلى عالم الروك أند رول ويحقق سلسلة من النجاحات بأغانيه ذات الطابع المختلف وأدائه الذي تميز به.
إلفيس .. حلم الفتيات
سجل إلفيس عدداً من الحفلات التلفزيونية، وأصبحت أغانيه تملأ كل مكان في أمريكا، وتهافت الشباب على أغانيه واعتبروا بريسلي ظاهرة فنية نادرة من الصعب أن تتكرر – وكانوا محقين في ذلك – وأصبح الشباب يقلدونه في كل شيء؛ تسريحة شعره الشهيرة، وسرواله الأبيض وطريقة رقصه المليئة بالحيوية والمرح، وأصبح إلفيس هو حلم كل فتاة أمريكية.
أول أفلامه عام 1956
قدم بريسلي أول أفلامه Love Me Tender في نوفمبر عام 1956، بعدها توقف عن التمثيل والغناء لمدة عامين بسبب تجنيده في الخدمة العسكرية، ليعود بعدها بقوة ويستأنف أعماله بمجموعة من أشهر وأنجح أفلامه السينمائية في هوليوود. وفي عام 1968، عاد إلفيس إلى المسرح بعد انقطاع دام عدة سنوات بعرض تلفزيوني بعنوان Elvis-68 Comeback Special والذي حقق نجاحاً ساحقاً، مكنه من إحياء العديد من الحفلات الغنائية في لاس فيغاس عام 1970 وحتى عام 1972.
صاحب أول حفل يبث بالأقمار الصناعية
في عام 1973، قام بريسلي بإحياء أول حفل يبث عبر الأقمار الصناعية إلى 40 دولة، ليشاهد الحفل أكثر من مليار شخص حول العالم لأول مرة في التاريخ. وأعتبرت كلفة إنتاج هذا الحفل أضخم ميزانية عرفها العالم في ذلك الوقت، بمبلغ 2.5 مليون دولار، مما جعل إلفيس يُتوج ملكاً لموسيقى البوب والبلوز والكانتري ويصبح واحداً من أعلى الفنانين المنفردين مبيعاً في تاريخ الموسيقى، بمبيعات تخطت حاجز الـ 500 مليون ألبوم في جميع أرجاء العالم.
نهاية مأساوية وموت في ريعان الشباب
مع الأسف، أتت كل هذه النجاحات المتلاحقة بنتيجة عكسية ظهرت آثارها على حياة إلفيس، فقد أحاطت به مجموعة متسلقة من عشاق الشهرة، انجرف معهم وراء تعاطي العقاقير المخدرة والسهر والإسراف في تناول الطعام والمُسكرات، مما أدى إلى زيادة وزنه في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ. أدى ذلك إلى دخول إلفيس في نوبة من الاكتئاب والإدمان. وفي 16 أغسطس 1977، أصيب بنوبةٍ قلبية في بيته في غريسلاند، توفي بسببها على الفور.
فاز إلفيس بثلاث جوائز غرامي، منها جائزة غرامي عن "إنجاز العمر" وهو في السادسة والثلاثين فقط من عمره. وتم إدراج اسمه في العديد من قاعات مشاهير الموسيقى. كما يعتبر منزله في مدينة غريسلاند ، التي توفى بها، هو أكثر منازل المشاهير زيارةً في الولايات المتحدة الأمريكية بعد البيت الأبيض، بمعدل 650,000 زائر في السنة.