من جديد، تعود إلينا هذه السلسلة من أفاتار، التي هي من إخراج جيمس كاميرون.
كل ما يحدث في «أفاتار: نار ورماد»، على مدى ثلاث ساعات و17 دقيقة، كان يمكن له أن يحدث على كوكب الأرض فيما لو قرر جيمس كاميرون، وكاتبو السيناريو، ذلك.
هذا ليس جديداً بل في الواقع حال فيلمي السلسلة السابقين «أفاتار» (2009) و«أفاتار: طريق الماء» (2022). التيمة التي تدور حول استعمار البِيض للقبائل هي في الأساس بعض التاريخ الأمريكي مع مواطني البلاد الأصليين. التكنولوجيا مقابل السهام، وأدوات القتال البدائية تدخل في هذا المعترك (شأن تلميحات أكيرا كوروساوا في عدد من أفلامه بدءاً بـ«الساموراي السبعة» في 1954). الحيوانات المائية في هذه السلسلة هي بديل للحيتان والأسماك في البحار الأرضية. والحيوانات المجنّحة التي تطير هي استعاضة عن الخيول في أفلام الوسترن، والأفلام التاريخية.
«أفاتار: نار ورماد» يؤكد هذه الاستعارات مجدداً. حتى الحكاية المسرودة هنا هي- في الأساس- حكاية قبائل متقاتلة، كما كان حال قبائل الولايات المتحدة (وكل القارة الأمريكية)، ضد بعضها بعضاً، تنازعت على الزعامة، والأرض، والمراعي.
في الفيلمين الأول والثاني، من السلسلة يقوم الصراع أساساً بين الأرضيين الذين استعمروا جزءاً من كوكب باندورا (على بعد ملايين السنوات الضوئية كما يذكّرنا الفيلم الجديد)، وبين قبيلة نافي. هنا، يوجد بعد آخر. عدو جديد متمثّل في قبيلة أخرى اسمها مانغكوان (تقودها محاربة اسمها اارانغ تؤديها أونا تشابلن التي لم يسبق لها الظهور في هذه السلسلة من قبل)، هي التي تُغير على أفراد قبيلة نافي بعدما انشق عنها الآدمي المتحوّر جاك (سام وورثنغتون)، بسبب رفض رئيسها السماح لجاك استخدام السلاح الناري دفاعاً عن الغازين. هذا ما يجبر، جاك وأفراد عائلته، على التوجه صوب موقع جديد. جاك وزوجته كانا خسرا (في نهايات الجزء الثاني)، أحد أولادهما في تلك المواجهة. الآن، عليه أن يدافع عن أفراد أسرته وصحبه ضد الجميع، وهذا هو جزء أساسي من الحكاية التي يعرضها سيناريو لا يخلو من التكرار في المواقف والحوارات.