العواصف، والأمطار، وأنواع الغضب الطبيعية وغير الطبيعية، تقع في أيّ مكان وزمان. هذه بضع حكايات عن تلك التي وقعت خلال مهرجانات، أوروبية وعربية.
• ذات يوم قرّر مدير عام محطة تلفزيونية، كنت أعمل فيها، أن أصطحبه إلى جزيرة بونتالاريو (في مقاطعة صقلية)، لأنه تلقّى دعوة من مهرجان لم أسمع به قبل، وأقيمت له دورة وحيدة. هو كان سعيداً بالدعوة، والكلمة التي سيلقيها.
• الافتتاح كان في هواء الطلق في غابة صغيرة من شجر الصنوبر، خارج المدينة، حيث بدأ الهواء يلعب بالشاشة. نظرت إلى السماء فإذا بالسحب تتجمع. حذّرت المدير العام بأن المطر قادم حال توقف الهواء. لم يصدّقني. مشيت إلى الحافلة التي أقلّتنا، وطلبت من سائقها إعادتي للمدينة وفعل. حال وصولي للمدينة (على بعد نحو 20 دقيقة من مكان العرض)، هطل المطر غزيراً.
• في اليوم التالي علمت أن الحاضرين، وبينهم المدير طبعاً، أخذوا «دوشات» مفاجئة لكون المنطقة في العراء، ولم يكن هناك مبنى، أو سقف يلجؤون إليه. أما الحافلة فلم تكن حاضرة لإعادتهم. وحين اعترف لي المدير العام بأنني كنت على صواب في تحذيري، ضحكت في سرّي.
• في مهرجان روتردام ذات مرّة، في مطلع القرن الجاري، تجمّد الحال بسبب برد قارس لم تنفع معه الثياب الثقيلة. النهر تجمّد. المدينة نصف مغلقة، والمهرجان كاد يلغي حفلاته.
• عاصفة عاتية ضربت مهرجان كورسيكا الذي حضرته مرّة واحدة. من حسن الحظ أنني شاهدت معظم ما عرضه المهرجان قبل وصولي، ما ساعدني على التزام الفندق المريح الذي نزلت فيه.
• خلال أوائل التسعينيات، في صندانس الأمريكي (ولاية يوتاه) التزم العديد من الذين أمّوا المهرجان الذي يُقام في شمالي ولاية يوتا، فنادقهم ليومين، إثر تحذير مماثل، تبعه انهيار جزئي للجبل المطل على المدينة.
• في «كان»، وفي كل عام، تهطل الأمطار فوق صفوف الجمهور الذي ينتظر دخول الصالات. تستطيع مشاهدة المشرفين على العروض في قصر المهرجانات وهم في مأمن المطر، ينظرون إلى هؤلاء المساكين الذين تبللوا، حتى لو كان دخول الصالة متأخراً.