17 ديسمبر 2025

HAMLET... فيلم شكسبيري مختلف عن المألوف

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

مجلة كل الأسرة

تقوم جامعة كاليفورنيا، خلال الشهر الجاري، بعرض خمسة أفلام للمخرج الإيطالي الراحل فرانكو زيفرللي، في عداد العروض الدائمة في صالة الجامعة في وستوود فيلاج، في مدينة لوس أنجلوس. أحد هذه الأفلام هو «هاملت» الذي قام المخرج الإيطالي بتحقيقه في عام 1990 عن مسرحية وليام شكسبير.

مجلة كل الأسرة

اختلافات كثيرة في فيلم زيفرللي تبدأ من المشهد الأول. في حين أن المسرحية تنطلق في توفير مشهد يلخص لأزمة هاملت (مشهد ظهور شبح والده)، يختار زيفرللي بدء فيلمه بجنازة الأب، مزوّداً إياه بحوارات كُتبت لمشاهد أخرى. كذلك تحرر المخرج من جغرافية المكان. فيلمه هو تصوير ثري لمكان مختلف. وعوض القتامة الواقعية في النسختين السابقتين، يندفع زيفريللي لتقديم جماليات هي جزء من تكوين جديد للفيلم بصرياً.

مجلة كل الأسرة

هذا فيلم استعراضي في الدرجة الأولى، والمكان هو جزء من هذا الاستعراض، كذلك التصاميم الفنية، والتصوير، وملابس الممثلين، وحقيقة أن الفيلم بالألوان وليس بالأبيض والأسود كما في نسختي كوزمتزف وأوليغييه، إلى جانب تحديث شخصيات الفيلم، وإثراء النص بمعطيات سياسية تخص الحاضر يجعل الفيلم ترجمة مفتوحة على اختلافات كثيرة، من دون أن ينفصل عن الحكاية ذاتها، أو الابتعاد عن طروحاتها.

«هاملت»، الشخصية والدراما، جزء هام في المعالجة البصرية، والرؤية الاستعراضية التي عالج بها زيفريللي معظم أفلامه (وبينها نسخته من «روميو وجولييت»)، حبّاً في منح مشاهديه فرصة مشاهدة فيلم شكسبيري مختلف.