11 ديسمبر 2025

TRAIN DREAMS... فيلم ذو شجون وحزن مستفيض

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

 

مجلة كل الأسرة

فيلم TRAIN DREAMS من إخراج كلينت بنتلي، إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية، ومصنّف ضمن فئة الدراما. مقتبس من رواية دنيس جونسن المنشورة سنة 2011، والتي استلهمها المخرج بنتلي لفيلمه هذا، ولكنها تكشف عن اختلافات عدّة، أولها يكمن في مطلع الكتاب عندما يقوم عدد من عمال قطع الأخشاب بجر عامل صيني (أدّاه ألفرد سينغ)، إلى حافة الجبل ورميه من عليه، حيث لقى حتفه.

مجلة كل الأسرة

بطل الرواية غرانيير (جووَل إدغرتون) يشترك في عملية القتل، لكن المخرج يؤثر أن يتابع غرانيير ما يدور من دون الاشتراك فعلياً فيه. لاحقاً على صفحات الكتاب يعبّر غرانييه عن شعوره بالذنب، وهذا الشعور هو الذي يبقى في الفيلم، على الرغم من أن لا يد لبطله في ما حدث. العامل الصيني يتراءى له، لكن بما أن غرانييه لم يشارك في الجريمة فإن تكرار ظهور ذلك الصيني ونظرته العاتبة، لكون غرانير لم يفعل شيئاً للحؤول دون مقتله، يُثير بعض التعجب، عوض الإعجاب.

الرواية والفيلم يقعان في رحى الأربعينيات، ويدوران حول ذلك الرجل الذي وُلد يتيماً في بعض جبال ولاية واشنطن، وترعرع منتقلاً من عمل لآخر، إلى أن بدأ يعمل في قطع الأشجار، في بعض جبال الولاية الشمالية الباردة. تزوّج وأنجب، لكنّ حريقاً كبيراً التهم الكوخ الذي عاش فيه. وحين تفقّد المكان لم يجد أثراً لزوجته، أو لابنته، فينعزل فيه على كل حال، منتظراً عودتهما إلى أن يدرك- بعد سنوات- أنه كان حالماً.

مجلة كل الأسرة

هي قصّة حزينة صنع منها المخرج فيلماً ذا شجن مستفيض وهادئ ومقنع. هناك تعليق صوتي من الراوي (كما في الكتاب)، يتكفّل بشرح موجز لمراحل زمنية لا يرغب المخرج في تخصيص الوقت لها، وفي هذا الإطار يعمد إلى إيجاز ناجح. الفيلم بأسره متابعة لحياة رجل ما أن وجد السعادة متمثلة في أسرته الصغيرة حتى فقدها ليعود إلى العزلة الداخلية التي كان يشعر بها. هو شخص محمّل بما يوخز ذاكرته وضميره. ذاكرة تحتوي موت بعض رفاق العمل الآتين، مثله، من خلفيات مقفرة من البهجة ويموتون على هذا الوضع.