حين تتزيّن دولة الإمارات بألوانها، وتعلو فيها مشاعر الفخر بالوطن وإنجازاته، تبرز قصص تُجسّد الروح الحقيقية لهذا البلد. ومن بين هذه القصص يسطع اسم المغامِر وصانع المحتوى محمد خليفة، الذي لا يكتفي باجتياز الدروب الوعرة فحسب، بل يتتبّع من خلالها خيوط قصة انتمائه، ويُوثّق الإمارات من صحرائها إلى جبالها، ومن سواحلها إلى مدنها. إنها رحلة لا يتتبع فيها الطريق فقط، بل يتتبع جذور هويته التي تشكلت منذ طفولته، وحتى اليوم، في دولة يعتبرها أكثر من وطن. بل مساحة مفتوحة للحلم والاكتشاف.
وفي هذا الحوار، يتحدث محمد عن علاقته بالإمارات، وعن رحلته التي بدأت قبل الجلوس خلف عجلة القيادة، بسنوات طويلة، وصولاً إلى مغامرته التي خاضها بسيارته نحو ليوا، وعن معنى أن يكون جزءاً من جيل يحلم ويرتقي بروح الوطن.
كيف بدأت علاقتك بدولة الإمارات، وما الذكريات الأولى التي شكّلت هذا الارتباط؟
منذ طفولتي والإمارات هي عالمي الأول. كنتُ أرى الطبيعة كمساحة مفتوحة لا تنتهي، صحراء شاسعة، جبال صامتة، وساحل يلتقي فيه الأفق بالبحر. هذه الأماكن كانت ملعب طفولتي، ومنها تعلّمت الصبر والمناعة، وتكوّن لديّ إحساس عميق بالانتماء. نشأتُ وسط جنسيات مختلفة، وكان هذا طبيعي جداً بالنسبة لي. بيئة منفتحة ومنسجمة، منحتني شعوراً بالوطن منذ اللحظة الأولى.
كيف تحوّل هذا الارتباط إلى محتوى وصناعة قصص بصرية توثّق الدولة؟
مع مرور الوقت، أصبحت الكاميرا امتداداً لفضولي. كنت ألتقط اللحظات التي تعكس جمال الإمارات: شروق الشمس على الطرق الفارغة، الظلال التي ترتسم على الجبال، لحظات سكينة داخل المدينة. ومع انضمام «شيفروليه سيلفرادو» إلى رحلتي، تغيّر كل شيء. لم أعد أوثّق أماكن فقط، بل صرت أقرأ الدولة عبر طرقاتها، وروابطها الطبيعية.
ما أبرز الأماكن التي ترى أنها شكّلت هويتك وحرّضت لديك روح المغامرة؟
هناك أربعة أماكن تشكّل جزءاً مني:
الصحراء: منها تعلّمت الصبر والمناعة.
الجبال: عرّفتني إلى معنى القوة والخروج من منطقة الراحة.
الخط الساحلي: يجعلني أشعر بانفتاح الإمارات على العالم.
المدينة: مركز الطموح والفرص اليومية.
كل مكان منها هو صفحة من قصة الدولة... وقصتي الشخصية.
حدّثنا عن مغامرتك بالسيارة في ليوا وكيف أصبحت جزءاً أساسياً من رحلتك؟
ليوا لها مكانة خاصة جداً بالنسبة لي. الكثبان العالية، الرمال المتحركة، والمساحات المفتوحة... كلها تحدّيات تضعك أمام نفسك. أول تجربة حقيقية كانت مع سيلفرادو ZR2 سنة 2006، حين رأيتها تتعامل بثقة مع أصعب التضاريس. عندها فقط فهمت معنى القوة والحرية التي تحملها هذه المركبة. ليست مجرد أداء. إنها رفيق طريق، توصلني إلى الأماكن التي شكّلت شخصيتي، وتسمح لي بمشاركة المغامرة مع من أحب.
كيف ترى دورك ضمن الجيل الجديد الذي يتشكل في الإمارات؟
أشعر بأنني جزء من مجتمع يزداد تنوعاً وقوة. نحن أبناء خلفيات مختلفة، لكن يجمعنا الإحساس بالانتماء والطموح. قصتي ليست قصة شخص وسيارته فقط، بل قصة جيل يحلم، ويصنع، ويستكشف، ويبتكر... جيل يمشي بروح الإمارات نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
وهكذا، تبقى رحلة محمد خليفة أكثر من مجرد مغامرة على الطرق، أو عبور للكثبان؛ إنها حكاية إنسان يرى في الإمارات مرآة لهويته، وفي الطبيعة كتاباً مفتوحاً يقرأ فيه معنى الانتماء. من شغفه بالاكتشاف إلى التزامه بتوثيق جمال الدولة، يواصل محمد كتابة فصول جديدة من قصة تمتزج فيها الأصالة بالطموح. وبينما يمضي في رحلاته المقبلة، تظل رسالته واضحة: أن يحتفي بالوطن من خلال ما يجيده... أن يروي قصة الإمارات بطريقته، ويقدّمها للعالم كما يراها هو—بلداً يصنع الحلم، ويمنح أبناءه أسباباً لا تنتهي للمضي قدماً.