هناك العديد من الأفلام الأمريكية التي تتحدث عن الشرطة وتجار المخدّرات. عمّن يدافع عمّا بقي من كيان اجتماعي صالح، ومن يسعى لهدمه. عن الناجين من الآفة والواقعين تحت بشاعتها. لكن من بين كل ما شاهده هذا الناقد، ليس هناك فيلم يشابه «كينغ آيفوري» KING IVORY (عبارة تُطلق بين التجار والمدمنين على نوع معيّن من المخدّرات)، من إخراج جون سواب.
سبب التميّز أن كل مشهد من هذا الفيلم يبدو حقيقياً. فعل وقع وحصدته الكاميرا من دون تغيير. نعم، هناك تمثيل طوال الوقت، ومشاهد متوالية، ومشدودة من بداية العمل حتى نهايته، هناك كاميرا ذكية الجمع بين الحركة والتأطير، لكن هذا من إيجابيات الفيلم، وأسباب اختلافه نظراً لأن المخرج احتاط لعمله، ودرس كل جزء فيه.
جورج (بن فوستر) من شرطة مكافحة المخدّرات. ينتقل من عملية إلى أخرى، لأنه يؤمن بالدفاع عن أولئك المهدّدين من قِبل «الكورتيلات» المتعدّدة التي توزّع أنواع المخدرات على كل من لديه مال يدفعه لينال حصّته. في البداية- يُشير الفيلم- كانت هناك عصابتان كبيرتان تديران هذه التجارة. اليوم، هناك أكثر من مئة توزّع أعمالها في كل ولاية أمريكية، وفي البلدات الصغيرة كما الكبيرة. إنها تجارة تعتمد على الجيل الجديد من الشبّان والشابات، أو كما يقول زعيم لا تمنعه قضبان السجن من إدارة هذا «البزنس» (غراهام غرين) «المطر يهطل على الجميع، العادلون وغير العادلين».
للفيلم معالجة تنتقل بين شخصيات عدّة. هناك جورج وصديقه (كما رفيقه في المهام)، والمداهمات والتحقيقات التي يقومان بها. هناك خريج السجن الذي يستعيد مهامه في تنفيذ عمليات القتل، والمهرّب المكسيكي الذي يستخدم اللاجئين غير الشرعيين لبيع المخدّرات، وحكايات أخرى كثيرة تلخّص عالماً كاملاً (أهمها سقوط ابن الشرطي ضحية الإدمان أيضاً).