07 ديسمبر 2025

المهندسة عائشة الشحي: تكريمي يمثل دافعاً للاستمرار في تطوير أنظمة روبوتية مرنة وآمنة

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

في مشهد احتفالي يليق بعظمة الإنجاز، كانت المهندسة الإماراتية عائشة علي صمرة الشحي، على موعد مع تكريم عالمي مميّز، قدّمته لها سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، خلال حفل، برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات  «لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم»، بالشراكة مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا.

هذا التكريم لم يكن مجرّد شهادة تقدير، أو جائزة تُضاف إلى سجلّها، بل كان احتفاء بمسيرة بحثية رسخت حضور المرأة الإماراتية في ميدان التكنولوجيا المتقدمة، وأضاءت جانباً من الريادة العلمية التي باتت الإمارات تتصدر بها خرائط الابتكار العالمية.

مجلة كل الأسرة

وفي وقت تشهد فيه الدولة نهضة علمية متسارعة، جاء هذا التقدير ليؤكد أن الجهود البحثية النسائية في الإمارات أصبحت جزءاً أصيلاً من منظومة التطور العلمي، وأن الباحثات الشابات يشقّقن طريقهنّ بثقة نحو ميادين كانت حكراً على الرجال، بفضل بيئة داعمة ورؤية وطنية تُراهن على المعرفة كمحرّك رئيسي للتنمية.

مجلة كل الأسرة

روبوتات من الطبيعة نفسها

من بين الباحثات اللواتي خطفن الأنظار هذا العام، جاءت المهندسة الإماراتية عائشة الشحي بتجربة علمية متميزة، تُعيد رسم حدود إمكانات الروبوتات. فبعيداً عن النماذج التقليدية الصلبة للآلات، صاغت الشحي أفكارها من الطبيعة نفسها، مستلهمة من الكائنات الحية حركتها، وقدرتها على التكيف والمناورة.

وتركز عائشة الشحي في أبحاثها على تصميم أنظمة روبوتية مرنة وهجينة، قادرة على التحرك بانسيابية داخل البيئات الحساسة والمعقدة، وهي قدرات لطالما شكلت تحدّياً أمام علماء الروبوتات في العالم. وقد اختارت أن تُطبق ذلك عملياً، في واحد من أصعب القطاعات وأكثرها حساسية: قطاع الطيران.

ذراع روبوتية مستوحاة من الثعبان

تعمل عائشة الشحي حالياً على تطوير ذراع روبوتية رفيعة مستوحاة من حركة الثعبان، مصممة خصيصاً للدخول بين طبقات محركات الطائرات، والطواف داخل هياكلها التوربينية الدقيقة. هذه الذراع، التي تعتمد على نظام ذكي يستخدم كابلاً واحداً فقط، يجمع بين المرونة والصلابة، تفتح المجال لعمليات صيانة أكثر دقة وأماناً، وتُقلل من الحاجة إلى تفكيك أجزاء كبيرة من المحرك بهدف الفحص، ما يؤدي إلى تقليل الوقت والجهد، وتقليل التكاليف التشغيلية.

مجلة كل الأسرة

من «ترايدنت» البحري إلى الجيل الجديد من الروبوتات الذكية

جاءت هذه الخطوة التطويرية امتداداً لخبرة المهندسة عائشة في تطوير الروبوت الهجين «ترايدنت»، المستوحى من الكائنات البحرية، والذي امتاز بقدرته على التكيّف، والتنقل تحت الماء. وقد شكّل هذا الابتكار الأساس الذي انطلقت منه نحو تصميم أنظمة روبوتية، أكثر تقدماً وفعالية.

ولا تقتصر تطبيقات ابتكاراتها على الطيران، بل تمتد لتشمل مجالات استراتيجية، مثل:

  • الفضاء
  • الفحص الصناعي
  • الاستجابة للكوارث
  • الرعاية الصحية

لتسهم جميعها في خلق جيل جديد من الروبوتات الحيوية الذكية القادرة على العمل في المواقع التي يصعب الوصول إليها، سواء بسبب ضيق المساحات، أو طبيعة البيئة المحيطة.

جائزة تُعزز الإيمان بقدرة المرأة العربية على الابتكار

وعن فوزها بالبرنامج، عبّرت المهندسة عائشة الشحي عن فخرها بهذا الإنجاز الذي وصفته بأنه محطة هامة في مسيرتها العلمية، وقالت: «يمثل فوزي ضمن برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات «لوريال–اليونسكو من أجل المرأة في العلم» محطة هامة في مسيرتي البحثية، ودافعاً للاستمرار في تطوير أنظمة روبوتية، مرنة وآمنة، تخدم القطاعات الحيوية. هذا البرنامج يرسخ الإيمان بقدرة المرأة العربية على الابتكار، وقيادة مستقبل التكنولوجيا. أشعر بفخر كبير لتمثيل الإمارات، وأتمنى أن يسهم هذا الإنجاز في إلهام المزيد من الشابات لدخول مجالات الهندسة والبحث العلمي».

مجلة كل الأسرة

إعلاء صوت الباحثات العربيات

منذ انطلاقه عام 1998، نجح البرنامج العالمي «لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم»، في تكريم أكثر من 4,700 باحثة حول العالم من 140 دولة، من بينهنّ 140 فائزة على المستوى العالمي، إضافة إلى 63 باحثة من منطقة الخليج، حصلن على دعم إجمالي يُقدّر بأكثر من 3.8 مليون درهم إماراتي، لمساندة أبحاثهنّ العلمية. وفي كلمة ألقاها على هامش الحدث، قال لوران دوفييه، المدير الإداري للوريال الشرق الأوسط: «يستمر البرنامج منذ اثني عشر عاماً في إعلاء صوت الباحثات العربيات بطريقة تعزّز الخيال العلمي، وتُحفّز الإبداع الإقليمي، وترتقي بالتطوّرات العلمية على مستوى العالم. كما يسلّط الضوء على الأثر العميق الذي تتركه الباحثات في مختلف الحقول، من ابتكارات ثورية تعيد تشكيل مستقبل العلوم، إلى حلول عملية تُعالج تحدّيات العصر، وتُلهم الجيل الجديد من صنّاع القرار. فتمكين النساء في قطاع العلوم ليس ضرورة معنوية فحسب، بل قوة دافعة لإحداث تحوّلات كبرى، وتحفيز الابتكار، وصياغة إرث علمي مستدام».