03 ديسمبر 2025

في عيد الاتحاد الـ54... هزاع الحبسي: رحلاتي توثق جمال الإمارات والكنوز الخفية لطبيعتنا

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

من خلال رحلاته الجبلية في رأس الخيمة، يعرّف هزاع سعيد الحبسي، مغامر ومستكشف إماراتي، السياح والمقيمين في الدولة، بجمال طبيعة الإمارات، وتنوع تضاريسها، لتتحول رحلاته إلى مساحة تصنع الانتماء، وتحتفي بالهوية، وتعيد اكتشاف الإمارات، بعيداً عن المدن وضجيجها.

ففي مغامراته تتجلى روح الاكتشاف، كما تظهر كنوز الطبيعة الإماراتية التي تخبّئ بين ثنايا تضاريسها كنوزاً طبيعية تستحق أن تُروى قصصها.

هذا الشاب قرّر أن يكرّس جزءاً كبيراً من وقته وحياته لتوثيق جمال الإمارات، ونقله إلى العالم ليكون «سفيرا سياحياً»، ومرشداً في جبال ووديان رأس الخيمة، إضافة إلى كونه مدرب فروسية معتمداً.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

يقول، وهو المعروف في منصات التواصل الاجتماعي بالمغامر «هزّاع فزّاع »: «منذ سنوات بدأت أوثق رحلاتي ومغامراتي في أرجاء الدولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومع نشر هذه المقاطع، بدأ الناس يشاهدون ما نصوره من أماكن طبيعية خلابة، ومواقع لا يعرفها الكثيرون داخل الإمارات، من كهوف، وشلالات، وأودية. وكان السؤال الملحّ من المتابعين: أين يقع هذا المكان؟ فأجيبهم: هنا في الإمارات... بيننا وفي ديارنا». ومع ازدياد الفضول والرغبة لدى الجمهور لرؤية هذه المواقع بأنفسهم، بدأ البعض يطلب مني أن أصحبهم إلى تلك المناطق. ومن هنا انطلقت فكرة تنظيم رحلات أسبوعية مفتوحة للجميع».

ويتابع: «في البداية، كانت أعداد المشاركين لا تتجاوز عشرين إلى ثلاثين شخصاً، إلا أن الإقبال أخذ يتوسع، حتى أصبح الحد الأدنى لعدد المشاركين في الرحلة الواحدة نحو مئتي شخص. ومع الوقت، تحولت رحلاتنا إلى ظاهرة اجتماعية وبيئية جميلة، وبلغ عدد المشاركين في رحلتنا الأخيرة إلى قمة جبل جيس، أكثر من ألف ومئة شخص».

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

ومن يتتبع مسيرة هزاع الحبسي يدرك أنه لم يكن يوماً مجرّد موجّه للرحلات، بل صاحب رؤية إذ حرص، منذ بداياته، على أن تكون كل رحلة  مساحة للتأمل، وفرصة للتعارف بين الناس، ومنصة للتوعية البيئية. ولذا، لم يكن غريباً أن تتحول مغامراته إلى حركة شبابية تسهم في تعزيز ثقافة الاستكشاف، وتشجع أبناء المجتمع على الخروج إلى الطبيعة.

يقول بفخر: «هؤلاء المشاركون وقفوا جميعاً على أعلى قمة في دولة الإمارات، حيث رفعنا علم الدولة، في مشهد يجسد الاعتزاز والانتماء، كما أنّ هذا الحدث شكّل أقوى تجمع للهايكنغ في الإمارات، إذ استطعنا جمع هذا العدد الضخم من محبي المشي الجبلي في فعالية واحدة، وهي سابقة تُسجَّل في تاريخ هذه الرياضة داخل الدولة. لقد حققنا إنجازاً جديداً في مسارات الهايكنغ، وكان شرفاً لنا أن يتم هذا الإنجاز على قمة جبل جيس».

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

وليس هذا الإنجاز الوحيد في مسيرة الحبسي؛ فقد اكتشف خلال رحلاته عشرات المسارات الجديدة، وطوّر خرائط ميدانية مصغّرة يستخدمها الهواة لتتبع الطرق الآمنة في الجبال. كما شارك في مبادرات تطوعية، إيماناً منه بأن الاستكشاف الحقيقي يتضمن مسؤولية الحفاظ على البيئة.

ويضيف: «ما زلنا نعمل على توثيق أجمل المواقع الطبيعية في الدولة والترويج لها. نأخذ المشاركين إلى جبل المبرح، جبل ينس، وجبل جيس، وغيرها، كما نكشف لهم عن مناطق ساحرة، مثل وادي كوب، وهي مواقع تتميز بجمال طبيعي استثنائي، وتستحق أن يراها الجميع. ونسعى لتعريف الناس بهذه الكنوز، وإظهار الإمارات كوجهة مملوءة بالجمال والتجارب الفريدة، وربط الأفراد، من مواطنين ومقيمين وزائرين، بجماليات المكان، وروح التراث المرتبط بالبيئة الإماراتية».

وهكذا، يستمر هزاع الحبسي في رحلة تتجاوز حدود الجغرافيا إلى حدود التأثير الإيجابي في الناس، عبر توثيق الجمال كشكل من أشكال الولاء للوطن.