03 ديسمبر 2025

في عيد الاتحاد الـ54... د.إيمان الهاشمي: موسيقاي تتنفّس هوية الإمارات

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

تترجم الموسيقى روح المكان والإنسان، وتنقل هوية وثقافة البلد، باعتبارها لغة عالمية تتجاوز الحدود، وتعبر المشاعر. فالموسيقى هي ذاكرة توثق خطوات، وطقوساً، ووجداناً، وتراثاً، وتاريخاً، في لحن يحمل كل عبق الأرض، وانتماءها.

هكذا تمضي الدكتورة إيمان الهاشمي، أول ملحّنة إماراتية متخصّصة في الموسيقى الأوركسترالية والتصويرية، في رسم حضور ثقافي يليق ببلد يحتفي بالإبداع، حاملة النغمة الإماراتية إلى محافل عالمية كُرّمت فيها تقديراً لتفرّد بصمتها الموسيقية.

مجلة كل الأسرة

فقد كانت أول إماراتية تشارك في يوم الموسيقى العالمي عام 2000، كما كانت أول من مثّل الإمارات خارج الدولة في «إكسبو ميلان 2015» بإيطاليا، ومثلّت الإمارات في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كأول ملحنة إماراتية عام 2018. كما حصدت الهاشمي جائزة «الشرق الأوسط لتميز المرأة القيادية في مجال الثقافة والفنون»، وجائزة «دبي سينسيشن لتميز الأعمال»، تقديراً لإنجازاتها في مجال الموسيقى.

فعلى الصعيد الفني، لا بد من القول إن النغم الإماراتي صدح في أكثر من مكان خارج الدولة، وكُرّمت د.الهاشمي  في أكثر من محفل دولي، حيث استطاعت أن تعكس الهوية الإماراتية في أعمالها الفنية، وتكون مرآة لوطنها الإمارات، من خلال موسيقاها.

تبيّن لـ«كل الأسرة»: «أنا لا أعكس هويتي الإماراتية في موسيقاي، أنا أتنفّسها حرفياً. فالإمارات ليست خلفية لألحاني، بل هي ألحاني نفسها، وقلبي هو خلفيتها، فهي النَفَس الأول، والنبضة التي يبدأ منها كل لحن حين أعزف، أسمع خطوات الأجداد على الرمل، وصوت البحر، ودعاء الأمهات، فأكتب».

د.إيمان الهاشمي مكرمة.
د.إيمان الهاشمي مكرمة.
اماراتية متعددة المواهب ، عازفة بيانو ،
اماراتية متعددة المواهب ، عازفة بيانو ،

تقدّم الدكتورة الهاشمي موسيقاها كنبضٍ يتنفس الإمارات، وتحوّل ملامح الهوية إلى ألحان يشعر بها المستمع، وترانيمَ مستوحاة من روح الوطن. وحين تسأل عن سر تفاعل الجمهور معها، تشير إلى «أنّ أكثر ما يلفت الجمهور الأجنبي في موسيقاي هو الصدق، فاللحن الصادق لا يحتاج إلى ترجمة. يقولون لي كثيراً «موسيقاك تبكينا بلا حزن، كأنها تعيدنا إلى أماكن لم نعد نذكرها»، ثم يصفونها بأنها قوية بشكل غريب، ووجدانية بصورة عجيبة، ولا تُفسَّر... كأنني «موزارت الخليج»، ثم يسألونني «كيف تضيء عيناك وأنتِ تعزفين مغلقة العينين أحياناً؟»، فأجيبهم بابتسامة: لأنني أرى ألوان الحب الذي أغدقه وطني عليّ، وعلّمني أن النغمة قد تكون أبلغ من الكلام».

ايمان الهاشمي تعزف مع الفرقة الموسيقية
ايمان الهاشمي تعزف مع الفرقة الموسيقية
مجلة كل الأسرة

ثمة عناصر تضمّنها الهاشمي في ألحانها تعكس روح الهوية الإماراتية أمام العالم «أحرص على أن تكون موسيقاي صادقة قبل أن تكون جميلة، لأن الصدق هو ما يمنح اللحن روحاً. فالحس الإنساني يجعل لحني ليس مجرّد نغمة، أو صوتاً جميلاً فقط. فالفن هو الذاكرة التي لا تُمحى بها الأوطان، وبالتالي من يستمع لموسيقاي حقاً يجب أن يشعر بروح الإمارات، وإن لم يرها بعينيه، بل بأذنيه».

وفي عيد الاتحاد تردّد لنفسها: «الحب مسؤولية كبيرة، وأنا عشقي للإمارات متجدّد للأبد». وتوجه رسالتها إلى الجيل الإماراتي: «أنتم امتداد الضوء والمسؤولية، فالإمارات لا تحتاج منكم أن تشبهوا أحداً، بل تحتاج منكم أن تكونوا أنتم... بصدقكم، وعلمكم، وأخلاقكم، وشجاعتكم في البناء، بل البدء بأول لبنة (الآن)».