03 ديسمبر 2025

الشيف خلود عتيق: استطعت أن أروي حكاية المطبخ الإماراتي في المحافل الدولية

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

 تُجسّد مسيرتها المتميزة الحضور الإماراتي في عالم الطهو، حيث استطاعت أن تحوّل شغفها بالمطبخ الإماراتي إلى مشروع حضاري متكامل، حمل المذاق الإماراتي إلى العالم.

منذ بداياتها، أدركت خلود عتيق، أول شيف إماراتية وأخصائية تطوير تجربة الطهو، أن المطبخ هو طريقها الأمثل لرواية حكاية المطبخ الإماراتي، وتجسيد تراثها وترجمة مذاقاتها، في تجارب طهو وصلت نكهاتها إلى العالم، من خلال مشاركات دولية، وتجارب رائدة وثّقت بها حضور المطبخ الإماراتي، وتراثه، في أرفع المحافل، واستطاعت أن تقدّم صورة مشرّفة للمطبخ الإماراتي بأصالته.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

كان أول ظهور عالمي لاسم خلود عتيق في إكسبو شنغهاي، بالصين، وهناك، أثبتت قدرتها على تقديم المطبخ الإماراتي بأسلوب معاصر، يجمع بين الأصالة والتجديد؛ فاستقطبت أنظار الحاضرين بأسلوبها الهادئ والواثق، وقدرتها على تحويل المكونات التقليدية إلى تجربة طهو راقية تعكس جمال الثقافة الإماراتية.

هذا الظهور فتح أمام خلود عتيق الباب للمشاركات الدولية، فحضرت في مهرجان الطبخ الكبير في الولايات المتحدة، خلال «السنة الخمسين» للدولة، مقدّمة مجموعة من الأطباق التي مثّلت رحلة عبر تاريخ المطبخ الإماراتي، ما عزّز انطباع الجمهور العالمي عن ثراء التجربة الإماراتية، ومذاقات المطبخ الإماراتي.

مجلة كل الأسرة

ومع اتساع حضورها العالمي، انطلقت الشيف خلود في جولات عبر سفارات الدولة حول العالم، لتكون سفيرة للمذاق الإماراتي، تقدّم خلال زياراتها ورش تدريب، وموائد رسمية تعرّف فيها الضيوف بالخصوصية الثقافية التي يحملها كل طبق. وتصف مشاركتها في ضيافة مجلس الأمن الدولي في نيويورك بأنها «واحدة من أهم محطاتها المهنية»، إذ أُسند إليها إعداد مائدة الغداء الرسمية لأعضاء المجلس، وقدمت خلال هذه المناسبة أطباقاً إماراتية أصيلة تم اختيارها بعناية، ولاقى هذا الحضور إشادة واسعة من الدبلوماسيين والحضور.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

وتجاوزت جهود الشيف خلود مجال التقديم إلى تدريب الطهاة، وتعريفهم بطرق إعداد الأطباق الإماراتية التقليدية، بطريقة مبتكرة. فقد نفّذت برنامجاً تدريبياً خاصاً داخل القصر الجمهوري في تركيا، حيث قدمت جلسات متعمقة عن هوية المطبخ الإماراتي، وأساليب تطويره بصورة عصرية تراعي الأذواق الدولية، من دون المساس بجوهره التراثي. وشمل البرنامج تدريب مجموعة من الطهاة العاملين في القصر الجمهوري، بمن فيهم الطهاة الخاصّون بالسيدة الأولى، أمينة أردوغان، الأمر الذي أسهم في فتح نافذة جديدة للتبادل الحضاري بين الإمارات وتركيا، عبر لغة الطعام.

وتؤكد الشيف خلود أن هذا التعاون مهّد لتعزيز التفاهم الثقافي بين البلدين، إذ أصبح المطبخ الإماراتي يحظى باهتمام أكبر لدى الطهاة الأتراك الذين لمسوا غنى تقنياته، وتنوّع نكهاته.

وتتوقف عند هذين الحدثين: «تعّد مشاركتي في ضيافة دولة الإمارات داخل مجلس الأمن الدولي بنيويورك، من أهم محطاتي المهنية، إذ توليت إعداد مائدة الغداء لأعضاء المجلس، وقدّمت خلالها أطباقاً إماراتية أصيلة نالت إعجاب الحضور وتركت أثراً طيباً. كما كان برنامج التدريب الخاص داخل القصر الجمهوري في تركيا، تعريفاً عميقاً بهوية المطبخ الإماراتي، قدمت خلاله تدريبات تسهم في تقديمه بصورة عصرية وراقية».

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

وخلال مشاركاتها المختلفة، حرصت الشيف خلود على إقامة ورش عمل، وبرامج تدريبية لطهاة، محليين ودوليين، منهم متدرّبون في معاهد الطهي ومؤسسات الضيافة، بهدف توفير معرفة عميقة بالأطباق التراثية الإماراتية، وكيفية تقديمها بأساليب تناسب الفنادق العالمية، والمطابخ الاحترافية. كما أسهمت في إعداد أدلّة تدريبية متخصصة توضح مسميات المكونات الشعبية، وتقنيات الطهو التقليدية، وطرق تقديم الأطباق بطريقة راقية وحديثة.

وتتويجاً لمسيرتها، أصدرت كتابها الأول «سراريد»، الذي اعتبرته وثيقة تراثية تسجل المصطلحات الشعبية الإماراتية الخاصة بالطهو، وتوثّق عادات الضيافة والتقاليد الاجتماعية المرتبطة بالمناسبات والأطعمة، إلى جانب وصفات محلية مقدّمة بأسلوب مبسّط ومهني، في آن واحد.

وتقول: «هذا الكتاب يعتبر وثيقة تراثية ضمّت مسميات شعبية باللهجة الإماراتية، وتفاصيل الضيافة، والعادات والتقاليد، إلى جانب الأطباق المحلية، وأعمل حالياً على كتابي الثاني، لتقديم صورة أوسع للمطبخ الإماراتي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الثقافة والهوية الوطنية».

وتختم الشيف خلود عتيق حديثها بالتأكيد على أن دعم دولة الإمارات كان الركيزة الأساسية في رحلتها، إذ أتاح لها فرصاً استثنائية للمشاركة وتمثيل الدولة في محافل دولية هامة« هذا الدعم كان الركيزة الأهم في رحلتي، حيث استطعت، من خلال الترشيح والثقة والدعم، أن أمثل الدولة بكل فخر، وأنقل تراث المطبخ الإماراتي إلى العالم بصورة مشرّفة تستحقها الإمارات».