27 نوفمبر 2025

بهجة احتفالات عيد الاتحاد تعزز الولاء وروح الانتماء بين أطفال المدارس في دولة الإمارات

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

يأتي الاحتفال بعيد الاتحاد في المدارس ليجسد روح الإمارات الجامعة للعديد من الجنسيات، حيث يلتقي الأطفال من بلدان وثقافات متعدّدة، تحت مظلة قيم وطنية واحدة. فوسط أجواء مفعمة بالألوان والرموز التراثية، يتعرّف الصغار إلى تاريخ الدولة، وقصّتها الملهمة، بطريقة تناسب أعمارهم، ما يعزز في نفوسهم الشعور بالانتماء، ويجعلهم جزءاً من هذا الوطن، مهما اختلفت خلفياتهم. ومن خلال الأنشطة المشتركة والتجارب التفاعلية، تتحول المدرسة إلى مساحة تحتضن التنوع، وتربّي طفل الإمارات بروح محلية، وقلب عالمي.

مجلة كل الأسرة

وقد التقت «كل الأسرة» بأطفال من المشاركين في حفل عيد الاتحاد لهذا العام، حيث تجلّت قيمة تنوّع الجنسيات والثقافات في المجتمع الإماراتي، داخل البيئة المدرسية، على وجه الخصوص، وتكتمل خلال احتفالات عيد الاتحاد، من خلال الاعتزاز بهوية الدولة، وقيمها، وتراثها.

مجلة كل الأسرة

 ركن للأعمال التراثية

وفي هذا الإطار، قالت الطالبة مريم علي «أحبّ يوم عيد الاتحاد لأن والدتي تجلب معنا بعض المقتنيات التراثية إلى المدرسة، مثل دَلّة القهوة، ووسائد المجلس، وصور عائلية قديمة. تضعها المعلّمة في ركن التراث، ونشرح لأصدقائنا معناها، وأهميّتها. أشعر في هذا اليوم كأن المدرسة تتحوّل إلى بيت كبير يجمعنا جميعاً».

مشاركة أولياء الأمور في الاحتفال

أما الطفل سعيد عبد الحميد، فقد لفت إلى مشاركة والده في الاحتفال المدرسي، وأوضح: «لقد حضر والدي إلى صفّنا، وساعدنا على إعداد مجلس صغير، وعلّمنا كيف نرحّب بالضيوف. كما أحضر بعض الأهالي البخور والسلال التقليدية، وقدموا أطعمة إماراتية، بسيطة ولذيذة. وشعرتُ بسعادة كبيرة عندما رأيتُ أُسَرَنا تحتفل معنا جنباً إلى جنب مع المعلّمين، كأنّنا عائلة واحدة نحتفي بالإمارات في هذا اليوم المميّز».

بيئات صحراوية مصغّرة

كما رأت الطفلة جوليا أن احتفال هذا العام ممتع جداً «جرّبنا أنشطة جديدة لم نرَها من قبل. دخلنا إلى بيئات صحراوية مصغّرة، فيها رمال، وجِمال، وأصداف، وماء، كأنّنا في الصحراء حقّاً. وبنينا أبراجاً صحراوية باستخدام مكعّبات تمثّل مناظر الإمارات، وشعرتُ بأنّني أصمّم مدينة صغيرة بيدي».

مجلة كل الأسرة

أزياء إماراتية وشخصيّات تراثية

وأضاف الطفل كريس: «وأنا أحببتُ الملابس الوطنية، فقد ارتدينا أزياء إماراتية، وجسّدنا شخصيّات تراثية في لعب تمثيلي ممتع. كما لعبنا بالماء في ركن الواحة، وتعرّفنا إلى كيف تبدو الواحات في الإمارات. وفي ركن الحرفيين الصغار صنعنا دِلالاً صغيرة من الطين، ووضعنا بصمات أوراق النخل، وصمّمنا شارات لجِمال صغيرة. وحتى الألعاب الحركية كانت مستوحاة من الحيوانات الصحراوية، مثل الجِمال والصقور، ما جعلني أشعر بأنّني جزء من قصص الصحراء الإماراتية».

مجلة كل الأسرة

تنمية طفل الإمارات بروح محلية وقلب عالمي

من جانبها، حدثتنا سامينا خانياري، المديرة العامة لحضانات جميرا الدولية لدى فورتيس للتعليم، عن كيفية تأثير تلك المناسبة في شعور الطلبة بالانتماء والتعاون فيما بينهم «البيئة الدافئة التي تعكس هويات الأطفال تسهّل اندماجهم، إذ يستمع الصغار لقصص وأغانٍ بلغات متعدّدة، ويشارك الأهالي عبر تقديم عناصر تراثية، أو قصص من ثقافاتهم، ما يعزز التفاهم والاحترام المتبادل».

تعزيز الانتماء من خلال الاحتفال

وأضافت «تُعد احتفالات عيد الاتحاد فرصة لتعريف الأطفال بتراث الإمارات، بأساليب تفاعلية تناسب كل فئة عمرية. يستمتع الرضّع بأنشطة حسية بألوان العلم، بينما يتعرف الأطفال الأكبر سناً إلى التراث من خلال مسارات تعليمية، تشمل معالم وطنية، وظواهر طبيعية، إضافة إلى الألعاب الشعبية التي تطور مهاراتهم الحركية، وتربطهم بثقافة المكان».

أنشطة مبتكرة لإثراء التجربة

قدمت الحضانات هذا العام تجارب متنوعة، منها بيئات صحراوية مصغّرة، وبوتيك الملابس الوطنية، وورش صنع دلال من الطين، وبصمات أوراق النخيل. أما الفئات الأكبر فيشاركون في مشاريع STEAM لبناء نماذج لمعالم الإمارات، واستكشاف الإمارات السبع عبر «جواز الإمارات»، إضافة إلى تجارب فنية، مثل رسم الصقور، والحرف التقليدية.

التعليم الإيجابي في الروتين اليومي

وقد لفتت سامينا في ختام حديثها إلى التعليم الإيجابي، وقالت: «تزرع مراكز التعليم مهارات التواصل، والتعاطف، والعمل الجماعي، إذ يتعلم الأطفال التعبير عن مشاعرهم، وحلّ النزاعات بهدوء. وتظهر نتائج هذا النهج بوضوح خلال أسبوع عيد الاتحاد، حيث يتعاون الأطفال بثقة ويشاركون في الأنشطة بروح منسجمة».