ضُبطت في شقته كميّات من مختلف أنواع المخدرات، وكان مروّجاً يعمل «ديلر» لمصلحة إحدى العصابات، ويوزع على المتعاطين مقابل الحصول على مبالغ مالية مُتفاوتة، حسب الكمية والنوع.
يدعى «م.ز» ويبلغ من العمر 28 عاماً، ضُبطت في شقته 4 آلاف و485 كبسولة من عقار بريجابالين، الذي يُعد من المؤثرات العقلية، وكيلوجرامين و15 غراماً من مخدّر الحشيش، و17 غراماً من مخدّر الكوكايين، و4 غرامات من مادة «القنب» التي تُستخدم في التعاطي.
قصة «الديلر» ومصيره الختامي، اطّلعت «كل الأسرة» عليه من حكم قضائي صادر بحقه من محكمة الجنايات، بعد ضبطه، وضبط هذه الكميات في شقته التي كان يستخدمها أيضاً كـ «وكر» تعاطٍ.
بداية القصة... وكر في شقة
كانت عملية ضبط «الديلر» في البداية ليست موجهة له شخصياً، بل لشاب اشتُبه في تعاطيه المواد المخدّرة، فقد علمت الجهات المختصة في مكافحة المخدرات أن هذا الشاب يتعاطى، فقررت إلقاء القبض عليه بعد الحصول على إذن من النيابة العامة، وتفتيشه ذاتياً، وتفتيش مقر السكن الذي يتواجد فيه.
توجّه رجال المكافحة إلى الشقة التي كان الشاب قد توجه إليها، ودخلوا عليه فيها، وهنا كانت المفاجأة، فالشاب يتواجد في وكر، وليس شقة، ففي داخلها عثروا على مختلف أنواع المواد المخدّرة، وأكياس بلاستيكية عليها آثار مادة الحشيش، وكيس بلاستيكي شفاف في داخله 5 سكاكين، ومقصات، وشرائط لاصقة عليها آثار وبقايا مادة الحشيش أيضاً.
كما عثروا على كيس بلاستيكي شفاف فيه مسحوق أبيض يُشتبه في أن يكون لمادة الكوكايين، إلى جانب العثور على كبسولات البريجابالين.
وتبيّن أن الشرائط اللاصقة المتواجدة في الشقة تُستخدم في تغليف المواد المخدّرة والمؤثرات العقلية، بعد وضعها في الأكياس التي تم العثور عليها أيضاً في المكان، لتوزيعها وبيعها على المتعاطين، حسب الكمية والنوع.
وفي الوقت ذاته، عثر رجال المكافحة على مجموعة كبيرة من الأنابيب البلاستيكية يُشتبه في أنها تُستخدم في تعبئة المواد المخدّرة والمؤثرات العقلية، وعثروا أيضاً على 6 أجهزة ميزان حساسة متعدّدة الأحجام والأشكال، عليها آثار وبقايا الحشيش، إلى جانب وعاء بلاستيكي عليه آثار وبقايا لمادة الكريستال المخدّرة.
ماذا يحدث؟
في ظل هذه المضبوطات لم تعُد القضية قضية تعاطي شاب، وإنما قضية اتجار في المخدرات، فاستفسر رجال المكافحة من الشاب عن مالك كل هذه المواد المخدّرة والأدوات، فأبلغهم أنها لا تعود إليه، وإنما لشاب آخر «الديلر» الذي يُدير بواسطتها بيع المخدرات، مشيراً إلى أنه حضر للشقة من أجل التعاطي فقط، وأنه استغرق في النوم جرّاء التعب من التعاطي.
مفاجأة ثانية
في تلك الأثناء، حضرت مفاجأة ثانية إلى الشقة، شاب آخر يطرق الباب، فاستقبله رجال المكافحة، ولاحظوا أنه في حالة غير طبيعية، ويتلعثم في الكلام، فتم إلقاء القبض عليه فوراً.
وعند سؤاله عن سبب الحضور إلى هذه الشقة، قال هذا الشاب: «إنه اشترى مخدر من «الديلر» مقابل 250 درهماً، لكنه وجده غير صالح للتعاطي والاستعمال، فاتصل به من أجل استبداله».
ويؤكد الشاب أن «الديلر» طلب منه الحضور إلى شقته حتى يستبدل المخدر غير الصالح له، مُقرّاً في الوقت ذاته بأنه اشترى المخدرات منه مرات عدّة، في وقت سابق، مقابل مبالغ متفاوتة تتراوح بين 250 و350 درهماً.
ضبط «الديلر»
طلب رجال المكافحة من الشاب التواصل مع «الديلر» من أجل استبدال الكمية غير الصالحة التي بحوزته، واتفق الطرفان على أن يحضر الشاب بالقرب من محل سوبرماركت من أجل أن يبدّل له الكمية، نظراً لانشغاله وعدم وجود وقت لديه للعودة إلى الشقة.
وعلى الفور، تحرك رجال المكافحة وبصحبتهم الشاب إلى أن وصلوا إلى منطقة تواجد السوبرماركت، حيث شاهدوا «الديلر»، وألقوا القبض عليه، وعثروا في جيب بنطاله على كمية من المواد المخدّرة.
ماذا قال «الديلر»؟
كُشف أمر «الديلر» الذي يعمل في الخفاء، وأقرّ بأن كل المخدّرات المضبوطة في مقر سكنه عائدة إليه، وأنه يبيعها للمتعاطين مقابل مبالغ متفاوتة، حسب نوع المخدّر، مؤكداً أنه يعمل لحساب شخص يقود عصابة خارج الدولة، وبعد البيع يُودع المبالغ المالية في ماكينة الصراف الآلي لحسابه.
السجن المؤبد نهايته
بعد اعترافاته، وفي ظل المضبوطات والشهادات، رفعت النيابة العامة لائحة اتهام بحق «الديلر» إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، موجهة إليه 3 تهم تتمثل في «الاتجار بكافة أنواع المواد المخدرة والمؤثرات العقلية التي عُثر عليها في شقته، وفي بنطاله»، و«تحويل مبالغ مالية إلى الشخص والعصابة التي يعمل لمصلحتها خارج الدولة»، إلى جانب «تعاطي السموم المخدّرة».
دانت الهيئة القضائية «الديلر» بالتهم الثلاث الموجهة إليه، وقضت بمعاقبته بالسجن المؤبد، وبإبعاده عن الدولة، فيما قضت بمعاقبة الشابين اللذين ضُبطا برفقته بالحبس لمدة 3 أشهر، وبإبعادهما عن الدولة.