Below the Clouds ، «تحت السحب»، من إخراج جيانفرانكو روزي، الذي تمكن من خلال السينارية والمشاهد في دفع هذا الفيلم نحو الترشح للأوسكار.
يعمد جيانفرانكو روزي (ابن المخرج الشهير فرانشسكو روزي)، إلى التذكير بأول انفجار لبركان فزيوفيوس وقع سنة 97 قبل الميلاد، وأتى على مدينة نابولي. ويسجل أنه من الغرابة بمكان أن المدينة عادت إلى الحياة بعد كل مرّة ينفجر فيها هذا البركان، أو أحدث زلزالاً.
لكن «تحت السحب» ليس عن البركان وحده، بل عن المدينة وأناسها. يصوّرها من كل جانب، ويدخل أحياء في الداخل، ومناطق في الضواحي. يعرض لسعي الشرطة للقبض على نابشي قبور، ويعرض العدد المتنامي للاتصالات الهاتفية التي يقوم بها مواطنون لسرية الإطفاء، كلما شعروا (أو اعتقدوا أنهم شعروا)، بهزة. هناك مهاجران عربيان يعملان في سفن النقل، يتحدّثان عن خشيتهما العودة إلى أوكرانيا التي جاءا منها. أحدهما يتمنى لو يُتاح له البقاء في إيطاليا.
المدينة ذاتها معروضة بظلال سوداوي أخّاذ من تصوير المخرج نفسه. ما يقع في إطار المشاهد يوجّهنا لصوب ما هو أكثر بكثير من مجرّد الحديث عن بركان فزيوفيوس، هو عن المدينة التي تحتوي على حاضر وتاريخ، وعلى شخصيات عدّة تتداول سمات الحياة، كما واظب المخرج على رصدها في أفلامه الماضية، من بينها «نار عند البحر» (2016)، الذي وثّق فيه وصول المهاجرين غير الشرعيين خلال الحرب السورية.