24 نوفمبر 2025

اعترافات قاتلة زوجها: طعنته لأنه قرر الزواج بأخرى

فريق كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

قالت المتهمة في التحقيقات جملة غريبة جداً «إذا لم يكن معي وحدي، لن يكون لأحد غيري»، كانت هذه الجملة كفيلة بأن تؤكد أن الزوجة تخلصت من زوجها بكامل إرادتها، وقواها العقلية. عندما علمت برغبة زوجها في الزواج بأخرى لم تفكر في أي شيء سوى الانتقام، ولم يكن الانتقام عادياً، إذ سيطر عليها الشيطان في لحظة ضعف، ودفعها إلى قتله بطريقة بشعة.

يبدو أن زوجها (القتيل) لم ينسَ حب عمره، ولم تنجح زوجته في ملء الفراغ الذي تركته حبيبته الأولى، كان دائماً يعيش حبيس ذكرياته معها. وما أشعل نار الحب التي خمدت بفعل السنين، كان علمه بخبر طلاقها من زوجها، كان يظن أن الأمر سهل، وسيمرّ مرور الكرام، ولم يدرك أنه كتب نهايته بيده على يد زوجته الأولى.

قصة حب لم تكتمل

بدأت الحكاية قبل الزواج ببضع سنوات، وقتها كان الزوج المجني عليه تربطه علاقة غرامية بجارته الحسناء، تعلّق قلبه بها، لكن لسبب أو لآخر، لم تُتوج قصة الحب بالزواج، ومضى كل منهما في طريقه، الفتاة تزوجت بآخر، وانتقلت إلى العيش معه خارج البلاد، أما هو فتزوج بإحدى زميلاته في العمل. ومرت المدة الأولى من الزواج على أفضل ما يكون. ربما لم ينسَ الزوج حبيبته، لكن عدم تواجدها داخل البلاد جعله يستسلم للواقع الجديد الذي أصبحت عليه بعدما تزوجت، وظن الجميع أن هذه العلاقة انتهت إلى الأبد، لكن في حقيقة الأمر كان قلب الزوج لا يزال نابضاً بحبه الأول، إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان.

عودة الودّ المقطوع

عادت حبيبته إلى أرض الوطن، لكن عودتها هذه المرة لم تكن في زيارة سنوية، أو عائلية كالمعتاد، لكن كانت عودة نهائية بعد استحالة الحياة بينها وبين زوجها، ما دفعها إلى الطلاق. علم الزوج «المجني عليه» بخبر طلاق حبيبته، حاول في هذه الفترة التقرب منها، ومساندتها في محنتها حتى تتجاوز صدمة طلاقها، وعودتها إلى أرض الوطن تجرّ أذيال الحسرة والندم، لكن معظم النار يأتي من مستصغر الشرر. لم تكن هذه المساندة هي كل شيء، وإنما حبل الود المقطوع بدأ بالاتصال مرة أخرى، والمشاعر التي هدأت بفعل السنين عادت إلى الاشتعال والتوهج.

كشف المستور

على الجانب الآخر، شعرت المتهمة «زوجة المجني عليه»، بهذا التغيير الذي طرأ على حياته فجأة، سلوكاته تغيّرت تماماً، بدأ باختلاق الحجج والأعذار ليبتعد عنها. المشكلات عرفت طريقها إلى منزل الزوجية الهادئ، وبدأ الزوج باصطناع المشكلات الواحدة تلو الأخرى، كان الأمر يبدو غريباً وجنونياً، ما دفع الزوجة إلى وضع زوجها تحت الرقابة المُشدّدة، كانت تعدّ عليه أنفاسه، وتحسب كل خطواته. تماسكت وحاولت ضبط النفس حتى تصل إلى حقيقة هذا التغيير المفاجئ، وصدق حدسها عندما علمت أن زوجها قرّر الزواج بحبيبته السابقة سرّاً.

المواجهة القاتلة

واجهت الزوجة زوجها بالأمر. لم ينكر هذه المعلومات، فكانت زوجته حاسمة جداً، خيّرته بين العودة إلى رشده، وبيته، وطفلهما الوحيد، وبين الاستمرار في هذه الزيجة التي تمثل، من وجهة نظرها، نزوة، وخطيئة لا تغتفر، سوف تقلب كيان أسرتها رأساً على عقب. لكن الزوج لم يُعرها أي اهتمام، وكان قراره واضحاً: سأجمع بينكما معاً، وإذا لم يعجبك الأمر عليك بطلب الطلاق. قال الزوج هذه الجملة بمنتهى البساطة، وهو لا يدرك أنه كتب شهادة وفاته بيده، بإصراره على الزواج بأخرى. شعرت زوجته بالهوان، وأن كبرياءها أصبحت تداس بالأقدام، «قالت الزوجة المتهمة لزوجها إذا لم تبقَ معي، لن أسمح لك بالبقاء مع غيري»، كلمات قليلة كان الزوج يظن أنها مجرّد تهديدات بسبب العصبية الزائدة لزوجته، لكنه لم يتوقع أنها تعني كل كلمة، وكل حرف قالته. احتد النقاش بينهما، وتحوّل إلى مشادة كلامية عنيفة، تطوّرت إلى مشاجرة قام على أثرها الزوج بصفع زوجته، ما دفعها إلى الهرولة إلى المطبخ وأحضرت سكيناً، وطعنته في رقبته طعنة قاتلة، أسقطته أرضاً، وأودت بحياته على الفور.

من جانبهم، كان الجيران قد استمعوا لأصوات الصراخ، والطرقات، وسيل السباب والشتائم المتبادلة بين الطرفين، حاولوا التدخل لإنقاذ الموقف، لكن كل شيء كان قد انتهى. عندما اقتحم الجيران المنزل وجدوا الزوج ملقى على الأرض غارقاً في دمائه، وزوجته ملطخة بالدماء، وعلى الفور، تم نقل الزوج إلى المستشفى في محاولة لإسعافه، أما الزوجة فتم التحفظ عليها لحين استدعاء شرطة العاصمة.

قالت المتهمة في اعترافاتها أمام جهات التحقيق «كنت أحب زوجي بشدّة، ولم أصدّق ما سمعته وهو يهدّدني بالزواج بأخرى، لم أشعر بنفسي، وأصبت بحالة عصبية هستيرية غريبة، وأنا أسمع هذا الكلام، وعندما حدثت بيننا مشادة عنيفة قام بصفعي على وجهي، لم أشعر بنفسي إلا وأنا أحضر سكيناً من المطبخ، وأسدّد له طعنة قاتلة في رقبته، فسقط في الحال صريعاً. لم أصدق ما اقترفته يداي، أنا لم أقصد، وكل الموضوع يتلخص في محاولة دفاعي عن كبريائي المجروحة بغضب شديد، وبطبيعة الحال أنا لم أنوِ قتله، والجيران اقتحموا المنزل على أصوات شجارنا، وحاولوا إنقاذه لكن من دون جدوى، حيث تبين أنه فارق الحياة فور وصوله إلى المستشفى».

تمت إحالة المتهمة إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسها 15 يوماً على ذمة التحقيقات الجارية معها، تمهيداً لإحالتها إلى محكمة جنايات العاصمة، بتهمة القتل العمد.

* إعداد: كريم سليمان