لم تعد المطابخ مجرد مساحة للطهي، بل تحوّلت إلى قلب المنزل ومكان يجمع أفراد العائلة. ومع اقتراب عام 2026، تكشف "مطابخ نولتي" عن توجهات جديدة تعيد تعريف المطبخ العصري ليكون مساحة تعزّز جودة الحياة.
أولى هذه الاتجاهات هي الفخامة الهادئة التي باتت تحل محل التصاميم الصاخبة. تتراجع حدّة الأبيض الساطع لصالح الدرجات المحايدة مثل البيج الناعم والأبيض الدافئ والرمادي الهادئ، والتي تُبرز جمال الملمس الطبيعي للمواد. وتمنح الواجهات غير اللامعة بالألوان الرملية أو الرمادية الدافئة عمقاً بصرياً هادئاً، فيما تضيف المواد الطبيعية كالخشب والحجر والرخام المزخرف دفئاً وتفرّداً.
أما تصميم المطبخ المفتوح فأصبح ركناً اجتماعياً بامتياز، حيث تحولت جزر المطابخ إلى مساحات تفاعلية للحوار والطهي المشترك. ويدفع هذا التوجه إلى دمج المطبخ مع غرفة المعيشة أو الطعام ضمن بيئة واحدة، مدعومة بمواد موحدة وأرضيات متصلة وإضاءة متكاملة. كما يبرز تقسيم المساحات إلى مناطق للطهي والتحضير والتنظيف والاسترخاء لتحقيق انسجام بين الشكل والوظيفة.
في المقابل، يرتقي التصميم الذكي بدور التكنولوجيا داخل المطبخ. فقد أصبحت الصنابير تعمل بلا لمس، والأفران تُفعَّل صوتياً، والإضاءة تتكيف تلقائياً. كما ظهرت خزائن بحساسات RFID لمتابعة المخزون وتحديث قوائم التسوق، إلى جانب أنظمة تنبؤية تقترح وصفات وتجهّز الأجهزة مسبقاً. ويُتوقع أن تتصل الإضاءة والأجهزة ووحدات التخزين مستقبلاً في منظومة واحدة تعزز الراحة وكفاءة الطاقة.
وتبرز الاستدامة كعنصر أساسي في تصميم المطابخ الحديثة، خصوصاً مع اعتماد أكثر من 70% من المواد على الخشب. لذا تتجه العلامات إلى استخدام مواد منخفضة الفورمالديهايد وأخشاب معاد تدويرها وتحمل شهادتي FSC وPEFC، ما يحسن جودة الهواء داخل المنزل.
وتستمر الأسطح في لعب دور "الأبطال الخفية"، حيث يسيطر الكوارتز والأحجار الصناعية على المشهد بفضل متانتها وسهولة تنظيفها، إضافة إلى تقنيات مضادة للبكتيريا وذاتية التنظيف، مع رؤية مستقبلية لأسطح تفاعلية تعرض الوصفات وتتعقب المشتريات.
تتصدر الحرفية والملمس توجهات التصميم، من الخزائن بلا مقابض وأنظمة الفتح بالضغط، إلى الواجهات المزخرفة والخشب الطبيعي والإضاءة المدمجة التي تحافظ على نقاء التفاصيل المعمارية.
في المطبخ العربي، تلعب الضيافة دوراً محورياً في توجيه التصميم، من المساحات المفتوحة إلى الطاولات الكبيرة والمطابخ الثانوية، إضافة إلى المواد المحلية مثل الرخام العماني والنحاس وخشب الجوز، في مزيج يربط الهوية الثقافية بالرقي المعاصر.
أما الفخامة الجديدة لعام 2026 فهي فخامة واعية، تركز على الراحة والصحة والبساطة، عبر تفاصيل دقيقة مثل الأدراج الانسيابية والإضاءة الدافئة ومساحات التخزين العملية. إنها فخامة تعكس أسلوب حياة عملياً وذكياً ومتوازناً مع احتياجات الأسرة.