20 نوفمبر 2025

وعدها بالزواج وشاهدته مع أخرى... وهذا ما فعلته لتفريغ غضبها

فريق كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

وعدها بالزواج بعد علاقة عاطفية بينهما، ثم، وبشكل مُفاجئ، هجرها وابتعد عنها، ليبدأ علاقة عاطفية مع أخرى في السّر، من دون أن تعرف، إلى أن جاءت لحظة كشف الحقيقة، وشاهدته بالصدفة برفقة الفتاة الجديدة في الشارع العام، لتنطلق بسرعة نحوها، وتنهال عليها بالضرب المصحوب بـ«عبارات السب».

تفاصيل ما حدث، اطّلعت عليه «كل الأسرة» من حكم قضائي، بعد أن وصلت القضية إلى أروقة المحاكم، إثر الإصابات التي تعرّضت لها «الفتاة الجديدة».

تعارف ووعد بالزواج

تعود تفاصيل القضية إلى أن الشاب تعرّف إلى الفتاة الأولى، وأصبحت تجمعهما علاقة صداقة وعشق استمرت ما يقارب العام، وكانا خلالها على علاقة وطيدة، يخرجان، ويقضيان معظم أوقاتهما، معاً، إلى أن وصلت الأحلام والخطط بينهما إلى أبعد من علاقة عشق ومحبة.

يقول الشاب: «أنا على معرفة بها منذ سنة، تقريباً، وكنا على اتفاق بأن نتزوج، لكنني لم أستمر في العلاقة معها لعدم رغبتي في الزواج منها».

ويدّعي الشاب أن تغيير رأيه في الزواج منها ناجم عن الخلافات التي بدأت تنشأ بينهما، ما دفعه إلى الابتعاد عنها، وعدم الحديث معها، وهجرها، لكن الفتاة كانت تشك في الأسباب الحقيقية التي دفعته للابتعاد عنها، وهجرها بهذه الطريقة «غير المبررة».

في ظل الخلافات بينهما، تعرّف الشاب إلى فتاة جديدة، وبدأت بينهما علاقة صداقة وحب، كان خلالها يبتعد بشدة عن الفتاة الأولى، التي لم تكن تعرف أنه ارتبط عاطفياً بفتاة أخرى.

يوم الصدمة

في أحد الأيام، خرجت الفتاة الأولى من البناية التي تقطن فيها إلى الشارع الرئيسي المحاذي، وإذا بسيارة عشيقها أمامها، فشاهدته يقف بجانبها، وبرفقته فتاة أخرى تنزل من السيارة، وهو حريص على مساعدتها.

كانت الصدمة صدمتين للفتاة، الأولى مشاهدة فتاة مع عشيقها، والثانية أنها تعرف الفتاة الجديدة جيداً، ومن نفس جنسيتها، ما أسهم في أن يُجَنّ جنونها، وتشتعل نار الغيرة  والغضب في داخلها.

وتروي «الفتاة الجديدة» تفاصيل ما حدث في إفادتها حول الواقعة، فتقول: «في ذاك اليوم طلبتُ من صديقي أن يوصلني إلى البيت، فشاهدتنا، ونحن نتحدث بجانب مركبته، وحضرت نحوي مسرعة وغاضبة».

انهالت الفتاة الأولى على الجديدة بالضرب وسط الشارع، بحضور الشاب. وتضيف الجديدة: «بدأت تصفَعني على وجهي عدة مرات، وكانت تمسك بيدي بقوة، وشعرتُ بألم جراء ذلك الضرب الذي خلّف آثاراً في جسمي».

حاول الشاب التعامل مع الموقف، وإيقاف قيام الأولى بضرب فتاته الجديدة، لكن محاولاته باءت بالفشل، فالأولى كانت تهاجم ضرباً، وتنهال عليها بعبارات السب النابية والسيئة، لكونها رأت أنها سرقت عشيقها الذي كان يفترض أن يتزوجها .

تقرير طبي

بعد فضّ الشجار، توجهت الفتاة الجديدة إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث أكد تقرير طبي وجود «كدم أسفل مقدم العضد الأيمن في جسمها جراء الاعتداء عليها».

تقديم بلاغ وتهمتان جنائيتان

في اليوم التالي، توجهت الفتاة الجديدة برفقة الشاب إلى الشرطة، وقدّما بلاغاً مرفقاً بالتقرير الطبي، وقدّما إفادتيهما حول الاعتداء والسبّ الصادر عن الأولى .

وبناء على إفادتيهما والتقرير الطبي، أحالت النيابة العامة الفتاة الأولى إلى الهيئة القضائية في المحكمة الابتدائية، موجهة لها تهمتين: الأولى تتمثل في «الاعتداء على سلامة جسم المجني عليها، بأن قامت بلطمها على وجهها عدة مرات، وأمسكت يدها بقوة، ما أدى إلى إصابتها بكدم أسفل مقدمة العضد الأيمن، والذي أعجزها عن القيام بأعمالها الشخصية مدة لا تزيد على عشرين يوماً».

وطالبت النيابة العامة بمعاقبتها عن هذه التهمة عملاً بالمادة 390 البند ثانياً من المرسوم بقانون اتحادي رقم 31 لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات، والتي تنص على عقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنة، والغرامة التي لا تزيد على 10 آلاف درهم .

أما التهمة الثانية، فتمثلت في قيامها بسبّ المجني عليها بعبارات نابية، والمعاقب عليها عملاً بالمادة 427 بالبند ثانياً، بالغرامة التي لا تزيد على 5 آلاف درهم .

أنكرت التهمة...

مثلت الفتاة أمام المحكمة واستمعت إلى التهمتين الموجهتين لها، فأنكرت قيامها بضرب المجني عليها وسبّها، فيما رأت المحكمة أنه في ظل الأدلة من التقرير الطبي وشهادة المجني عليها والشاب، أنها «لا تطمئن إلى هذا الإنكار، الذي لا ترى فيه سوى وسيلة من وسائل الدفاع ساقتها المتهمة بغرض دفع الاتهام والإفلات من العقاب».

أخذها بالرأفة والرحمة

وعلى الرغم من إدانتها، قالت المحكمة إنها «ترى من ظروف الجريمة والمتهمة معاملتها بقسط من الرأفة، لذلك قرّرت أن تنزل بالعقوبة إلى الحد الأدنى، عملاً بالحق المخوّل لها بالمادتين 100/‏2 و101 من قانون الجرائم والعقوبات الاتحادي».

اكتفت المحكمة، في ظل ظروف الفتاة، بالقضاء بتغريمها مبلغ 10 آلاف درهم عن التهمتين «الاعتداء والسب»، من دون تطبيق عقوبة الحبس عن تهمة «الاعتداء على المجني عليها».