20 نوفمبر 2025

Thunderbolt and Lightfoot.. فيلم رايان رينولدز المقبل جديد- قديم

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

مجلة كل الأسرة

يستعد الممثل رايان رينولدز لإنتاج وبطولة مشروع سينمائي اقتبسه من فيلم سابق عنوانه «ثندربولت ولايتفوت» Thunderbolt and Lightfoot وهو فيلم من الستينيات قام ببطولته كل من كلينت ايستوود وجف بردجز، وكان الفيلم الأول للمخرج الراحل مايكل شيمينو. بعد هذا الفيلم بأربع سنوات، فاز شيمينو بأوسكار أفضل مخرج، وأوسكار أفضل فيلم عن عمل بارع عنوانه «صائد الغزلان» (The Deer Hunter)، بطولة روبرت دنيرو.

مجلة كل الأسرة

سينما سريعة

بطبيعة الحال، لا أحد يستطيع معرفة كيف ستؤول إعادة صنع هذا الفيلم إليه. رايان هو الثاني بين أكثر ممثلي السينما حالياً في خانة الأجور (حسب مجلة Forbes)، وأقل من ذلك بكثير في خانة المبدعين (الأول دواين جونسون)ن خصوصاً أن المخرج المنتدب لإعادة تحقيق هذا الفيلم، شاين ريد، من رعيل حديث، وسيهمّه إثبات جدارته عبر السير مع الموجة الحديثة: سرعة إيقاع، سرعة توليف، سرعة عرض الشخصيات، وعين على إنجاز عمل يفتح العين على مواهبه في هذا الشأن. حضور رايان رينودلز كمنتج وممثل أول، سيساعد على بلورة هذا الاتجاه، لكون رينولدز من الذين عملوا، مراراً وتكراراً، في نوع السينما السريعة.

مجلة كل الأسرة

أفلام رينولدز السابقة مثل «فري غاي»، و«رد نوتِس»، و«رصاصة قطار»، وصولاً إلى سلسلة Deadpool بنيت جميعاً على ترفيه واسع في زمن ضحل نسبياً، بالمقارنة مع ما توفره هوليوود من أفلام فنية (ولو ترفيهية).

مجلة كل الأسرة

استعادة لفيلم كلينت ايستوود

في سنة 1974 لم يكن شيمينو مخرجاً معروفاً، وكان كلينت ايستوود نجماً مشهوراً، أما جف بردجز فكان شاباً طريّ العود والتجربة.

الحكاية الخلفية هي أن شيمينو كتب سيناريو فيلم سابق لايستوود هو «ماغنوم فورس»، الذي حقق حين إنجازه سنة 1973 نجاحاً جيداً. هذا ما شجع شيمينو على التقدم لإيستوود بمشروعه الجديد «ثندربولت ولايتفوت»، طالباً منه الموافقة على أن يقوم هو بإخراجه.

وفي حديث تم بيني وبين شيمينو، عندما اخترته ليكون رئيس لجنة تحكيم إحدى دورات مهرجان دبي السينمائي في مطلع العقد الثاني من القرن الجاري، قال لي:

«في الأساس لم أتخيّل أحداً في دور ثندربولت سوى كلينت ايستوود. كان الأفضل والأنسب، وصاحب شعبية واسعة. كل شيء بالنسبة لي كان في مكانه الصحيح باستثناء أنني لم أكن متأكداً من أن ايستوود سيرضى به».

وأضاف:

«كانت خبرتي مخرجاً شبه معدومة. سبق لي أن أخرجت فيلمين تسجيليين من النوع الذي كان يُطلق عليه لقب «أفلام صناعية»، (تلك التي تقوم بها شركات تصنيع لغايات غير تجارية)، لكني كتبت أكثر من سيناريو، وتوسمت أن أحظى بفرصة الانتقال خطوة أخرى صوب الإخراج. ايستوود منحني هذه الفرصة».

هل تدخل ايستوود في عملك كمخرج؟

ليس في نطاق التدخل. تشاورنا كثيراً في مرحلة كتابة السيناريو، لكنه تركني طليق اليد بعد ذلك. احترمت علمه، وحسن اختياره للممثلين الآخرين، جف بردجز، وجورج كندي، وغاري بوشين والآخرين».

مجلة كل الأسرة

من التهميش إلى الإعجاب

لم ينل «ثندربولت ولايتفوت» تقديراً نقدياً كبيراً حينها. نقاد الصحف الأمريكية الكبرى وجدوه عملاً متوسط القيمة في أحسن الحالات. تجارياً، نجح الفيلم بحدود، لكن الذي حدث بعد ذلك، وعبر العقود المتوالية، أثبت أن هذا الفيلم تبلور إلى أحد كلاسيكيات السينما من فترة السبعينيات، وعن استحقاق. اختيار ايستوود من الممثلين كان بالفعل صائباً، موزّع أنواع الشر بين كندي، وجفري لويس، وبل مكينلي (الأخيران مثلاً في أفلام عدّة لايستوود بعد ذلك). ما لم يثر اهتمام نقاد الأمس أن الفيلم تبع موديلاً «مختلفاً عن أفلام أكشن أخرى، لكن عناصر تميّزه ليست هامّة»، كما ذكرت صحيفة «ذَ نيويورك تايمز»، حينها.

لم يتم النظر مليّاً إلى حقيقة أن الشخصيات مركّبة بما يسمح الفيلم البوليسي به (المائل لأن يكون في الوقت ذاته وسترن حديث الزمن). مشكلته كانت أن رغبة المخرج كانت توسيع إطار الأحداث بصرياً، وكتوليف، ما جعل الفيلم يبدو مثل سهل منبسط في عدد من مراحله. لكن هذا بدوره نتج عن رغبته في صنع ملحمة فنية، حتى في نطاق الحكاية البوليسية.