«حلول دبي للمستقبل – ابتكارات للبشرية»... إبداعات طلابية ترسم ملامح مستقبل الإنسان والبيئة
في مشهد يختزل طموح الشباب العربي وقدرته على مواجهة تحدّيات العصر عبر العلم والابتكار، برزت مجموعة من المشاريع الجامعية المتقدمة التي تجمع بين التكنولوجيا، والبحث العلمي، وحلول المستقبل، فعاليات معرض «حلول دبي للمستقبل – ابتكارات للبشرية» 2025، الذي انطلق برعاية سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، (دبي للثقافة). فمن التشخيص الحيوي الفوري، إلى إنتاج الطاقة النظيفة، وإدارة الحطام الفضائي، والذكاء الاصطناعي في الصحة والتعليم والزراعة؛ تتقاطع هذه الابتكارات لتؤكد أن الجيل الجديد لا يكتفي بطرح الأفكار، بل يعمل على تحويلها إلى أدوات عملية تحدث أثراً حقيقياً في حياة الناس. وتكشف هذه المشاريع عن وعي متنامٍ بقضايا الصحة، والبيئة، والغذاء.
يجمع الحدث العالمي نخبة المبتكرين والباحثين الشباب من أكثر من 120 دولة لعرض 100 مشروع طلابي يسعى لمعالجة أبرز التحدّيات التي تواجه الإنسانية. حيث يجسّد المعرض رؤية دبي الداعمة للعلم والمعرفة، ويؤكد دورها المتنامي كمنصة رائدة لتمكين الأفكار الخلّاقة، وتحويل الابتكارات الجامعية إلى حلول عملية تحدث أثراً ملموساً على أرض الواقع. وفي كلمتها الافتتاحية، شدّدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، على أن المبادرة تُثبت عاماً بعد عام قدرة الإنسان اللامحدودة على الإبداع، وتعكس التزام دبي بتصميم مستقبل أكثر استدامة عبر دعم المشاريع المتميّزة التي تبدأ بفكرة، وتكبر لتصبح إنجازات رائدة تخدم البشرية.
الاستشعار الحيوي للتشخيص الفوري
فقد جاء مشروع الطالبة حمدة الشحي، بناء على رغبتها في ابتكار وسيلة تشخيص أسرع وأكثر دقة، بخاصة في البيئات التي يصعب فيها إجراء الفحوص التقليدية، وتوضح: «عملتُ على تطوير جهاز استشعار حيوي معياري يعتمد على فيروسات مهندسة وراثياً مرتبطة بأوكسيد الجرافين، لتمكين الكشف عن بروتينات مسبّبات الأمراض خلال أقل من ثانية واحدة، حتى من عيّنات معقدة، كالدم، أو مياه الصرف».
وتشير حمدة إلى أن الجهاز لا يعتمد على الأجسام المضادة، ما يجعله منخفض الكلفة، وقابلاً للتكيّف مع أهداف مختلفة، مضيفة: «نطمح إلى أن يسهم هذا الابتكار في تعزيز التشخيص الفوري في القطاعات، الصحية والزراعية والبيئية، بخاصة لما يتميز به من سرعة، ومتانة، وسهولة استخدام».
دعم الأطباء بأدوات أكثر ذكاء وأماناً
ويوضح الطالب هيثم الهزايمة، أنّ مشروعه يستهدف تحسين إجراءات الانصمام المستخدمة في علاج عدد من الحالات الطبية، ويشرح: «طوّرنا نظام ميكروكاتيتر قادراً على كشف التدفق العكسي غير المقصود للجسيمات لحماية الأعضاء المحيطة أثناء العمليات».
ويضيف، أن النظام يعتمد على مستشعر مصغر يراقب الضغط، والتدفق لحظة بلحظة، مع تشغيل تنبيهات فورية، أو إيقاف تلقائي عند وجود خطر، مشيراً إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي يساعده على التكيف مع تدفق كل مريض، ويقول: «هدفنا دعم الأطباء، وتعزيز التدريب السريري بأدوات أكثر ذكاء وأماناً».
تطوير شبكة أقمار صناعية
من جهته، يقول الطالب خاجة فيصل حسين، إن ازدحام المدار الأرضي، وتزايد الحطام الفضائي ألهمه العمل على نظام ذكي لإدارة حركة المرور الفضائية «قمنا بتطوير شبكة أقمار صناعية قادرة على تبادل البيانات اللحظية، واتخاذ القرارات ذاتياً، لمراقبة المسارات بدقة عالية من دون الاعتماد الكامل على المحطات الأرضية. والنظام يمكنه كشف احتمالات التصادم، وتعديل المسارات تلقائياً، ما يسهم في تحسين السلامة وتقليل المخاطر، ووضع أساس لإدارة مستدامة لحركة الفضاء».
شرائح ميكروفلويدية مطبوعة ثلاثية الأبعاد
توضح الطالبة بسمة عيد خشاب، أن مشروعها يهدف لتوفير أداة تشخيص مبكر لسرطان الكبد في بيئات محدودة الموارد «صمّمنا جهازاً مطبوعاً بتقنية ثلاثية الأبعاد يقيس بروتين GPC3 من قطرة دم واحدة، من دون الحاجة إلى جهاز طرد مركزي».
وتشرح أن الجهاز يستخدم هلاماً خاصاً وأجساماً مضادة ذهبية لتضخيم الإشارة، فيما يقرأ مستشعر مدمج التغيّر اللوني خلال دقائق، وتضيف: «يوفر الجهاز نتائج رقمية خلال 15 دقيقة فقط، ما يجعله مناسباً للمختبرات الميدانية، والمناطق ذات الإمكانات المحدودة».
منصة «سند» المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقييمات ثقافية مناسبة
يبين الطالب محمود سليمان، إنه شعر بوجود فجوة في الأدوات الرقمية الموجهة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، بخاصة باللغة العربية، موضحاً: «عملنا على تطوير منصة «سند» المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم تقييمات ثقافية مناسبة، وألعاب تعليمية بالواقع المعزز، ووكلاء افتراضيين ثنائيي اللغة".
ويضيف: «المنصة توفر لوحات تحكّم ذكية للآباء والمعالجين، بهدف توحيد الرعاية وجعلها أكثر سهولة عبر الهاتف المحمول، بما يرفع جودة الدعم المقدم للأطفال وأُسرهم».
حماية المحاصيل ودعم الزراعة المستدامة
توضح الطالبة منّة الله حسن، أن مشروعها يستهدف مكافحة خنفساء النخيل الحمراء بطرق مبتكرة، وتقول: «اعتمدنا على نظام صوتي حيوي يحوّل أصوات الحفر إلى مخططات Mel، ثم يحلّلها نموذج تعلّم عميق بدقة تصل إلى 98.2%».
وتشير إلى أن النظام يتضمن معالجة متقدمة للإشارة، ولوحة تحكّم سهلة الاستخدام «بفضل هذه التقنية يمكن خفض استخدام المبيدات، وحماية المحاصيل، ودعم الزراعة المستدامة».
تصوير: السيد رمضان
