17 نوفمبر 2025

مأوى الشارقة للقطط والكلاب... جسر أمان بين التخلّي والتبني

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

لا يتوقف مأوى الشارقة للقطط والكلاب عند دوره في إيواء الحيوانات الضالّة والمسلّمة، وتقديم الخدمات الطبية، بل يتجاوز ذلك إلى تبنّي برامج مدروسة تتيح لها الحصول على منزل جديد، ضمن جهود الإمارة في تعزيز التوازن البيئي، وتقليل معاناة الحيوانات، وترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية في رعايتها.

مجلة كل الأسرة

يجمع المأوى بين الجانب الإنساني في حماية الحيوانات، والجانب التنظيمي في ضمان صحتها وسلامتها، قبل انتقالها إلى بيئة مستقرة، وتتحدث د. ميثاء المرزوقي، من مأوى القطط والكلاب في الشارقة «نستقبل في المأوى جميع أنواع القطط والكلاب التي يتم تسليمها، أو التي يتم العثور عليها في الأحياء، إضافة إلى الالتزام بتطبيق برنامج TNR (الإمساك – التعقيم – الإرجاع) من خلال جولات ميدانية يقوم بها المأوى، بهدف الحدّ من تكاثر الحيوانات الضالّة، وتحقيق التوازن البيئي، سعياً لتقليل معاناتها، وتوفير بيئة أكثر انسجاماً بين الإنسان والحيوان في الإمارة».

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

وحول آلية استقبال الحيوانات، تكشف د. ميثاء «غالباً ما تكون عمليات تسليم الحيوانات لعدم القدرة على رعايتها بسبب زيادة العدد، أو لدواعي السفر. حيث تبدأ إجراءات التسليم بخطوة توقيع مالك الحيوان على ورقة إخلاء المسؤولية، التي تنتقل بموجبها كل الالتزامات القانونية والرعاية إلى إدارة المأوى. وللوهلة الأولى، تبدو هذه الخطوة أنها مجرد إجراء روتيني، لكنها في الحقيقة تشكّل ضمانة أساسية لشفافية العملية، وتقطع الطريق أمام أيّ التباس محتمل في المستقبل، وهي بذلك لا تحمي المأوى فحسب، بل تضع مصلحة الحيوان في رسم بداية حياة جديدة أكثر أماناً واستقراراً». تكمل «يخضع بعدها الحيوان لإجراءات التعقيم، وإصدار جواز سفر، إضافة إلى إجراء التحاليل الطبية اللازمة للتأكد من سلامتها من الأمراض، ليتم بعد ذلك إدراجها ضمن برنامج التبنّي الذي يتيح لها فرصة الحصول على منزل وعائلة جديدة، توفر لها الرعاية والاهتمام«.

أما عن أعداد الحيوانات داخل المأوى، فتبيّن د. ميثاء المرزوقي «من الصعب تحديد رقم ثابت بسبب التغير المستمر في أعدادها، من ساعة إلى أخرى. إلّا أن المكان يتمتع بطاقة استيعابية واسعة، إذ يمكن أن تتراوح أعداد الكلاب ما بين 45 و50، فيما يصعب حصر أعداد القطط بدقة، بسبب حالات التسليم والإنقاذ التي تجري بشكل يومي». وتوضح «هذا التبدل الدائم لا يعكس حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المأوى فقط، بل يسلط الضوء أيضاً على حاجة المأوى الملحّة إلى الدعم المجتمعي، لضمان استمرار الجهود لرعاية الحيوانات، وتوفير حياة أكثر أماناً لها».

وعن أهم ما يتعلق ببرامج التبنّي، تشير د. ميثاء «يضع المأوى جملة من الشروط الدقيقة التي تهدف إلى ضمان استقرار الحيوانات في بيئة جديدة آمنة. إذ يشترط ضمن بنود استمارة التبنّي، إلا يقل عمر المتقدم عن 18 عاماً، إلى جانب معلومات أساسية أخرى، مثل عدم وجود أي حساسية لدى أحد أفراد الأسرة، إضافة إلى التأكد من موافقة جميع سكان المنزل على قرار التبنّي. كما يفرض المأوى، في حالة الرغبة في تبنّي كلب كبير داخل شقة، الحصول على موافقة خطية من مالك البناية، نظراً لصعوبة تربية الكلاب الكبيرة في المساحات الضيقة. وتشمل الإجراءات أيضاً طرح أسئلة حول وجود حيوانات أخرى في المنزل، أو سبب الرغبة في اقتناء حيوان إضافي، لتجنب تفادي أي تعارض، أو مشكلات مستقبلية».

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

وتضيف «لا يقتصر عمل المأوى على استقبال الحيوانات وتسهيل تبنّيها، بل يتعدّى ذلك ليشمل توفير رعاية، صحية ومعيشية، متكاملة. فالحيوانات المقيمة تخضع لجدول تطعيمات سنوي، يحميها من الأمراض والطفيليات، كما يتم إعطاؤها أدوية وقائية كل ثلاثة أشهر، إضافة إلى الاهتمام بالنظافة عبر جلسات العناية التي تشمل تنظيف الفراء، وقص الأظافر، والاستحمام، لحمايتها من الأمراض الجلدية. كما يحصل كل كلب وقط، على نظام غذائي متوازن، يتناسب مع عمره وحالته الصحية، في بيئة تسعى إلى ضمان أعلى مستويات الأمان والرفاهية».