فيلم «ذئاب»، الفيلم الأول للمخرج يانوس أولريخ، وعرض في مهرجان زيورخ «سويسرا» الأخير، يتحدث عن فتاة شابّة اسمها لوانا (سلما كوب)، غير راضية عن البيت، والعمل، وطريقة العيش. تطمح إلى شيء يستهويها وتجده في الانضمام إلى فرقة موسيقية، حيث يجذبها ذلك الشاب، فيكتور (بورتاش بيالينيا)، البولندي الذي، لاحقاً، سيكون سبباً في تفضيل العودة إلى عالمها السابق على البقاء معه، أو في صحبة الفرقة الموسيقية.
هذه ليست مجرّد فرقة غنائية، بل تمارس ما يُعرف بـ Black Metal وHard Rock، حيث الأغاني هي صراخ، والرقص على أنغامها ليس فنّاً، بل هز رؤوس على إيقاع رتيب وضاجّ، معاً. يفحص المخرج هذا العالم من خلال نظرة الفتاة الموهومة في البداية، والتي تستعيد وعيها بعد أيام تقضيها في صحبة فيكتور (الذي لديه ميول نازية)، وذلك المنهج الذي اعتقدت أنها ستستجيب لطبيعته.
يفتقر الفيلم إلى أحداث توسّع مدارك المعرفة بشخصيته الأولى، وتمنح القصّة ما هو أكثر من ذلك التجسيد (الناجح)، عبر تراكم الصور، واختيار أوقاتها، من الليل أو النهار. واحدة من الإضافات الممكنة والمفقودة هي تأسيس فهم أفضل للعلاقة بين لوانا ووالدتها (جوديث هوفمن). هناك مساحة غير كافية للبحث في مسببات شعور الفتاة بأنها لم تعد تكترث للعلاقة بينهما. كذلك كان الفيلم بحاجة إلى حوار بديل لما تم توفيره الذي يبتسر، عوض أن يكشف ويلعب دوره المفترض