أقرّ أمام القضاء وخلال التحقيقات بأنه يسرق في الليل، حتى لا يراه أحد، وأنه أقدم على سرقة ذهب من منزل بعد تأكده من عدم وجود العائلة في داخله، فجاء ردّ المحكمة عليه قوياً، بأن حبسته، وغرمته قيمة ما سرقه من ذهب .
تفاصيل قصة «لص الليل»، اطّلعت «كل الأسرة» عليها من حكمَين قضائيين صادرين بحقه من محكمتي الجنايات والاستئناف، وكيف انتهى به المطاف إلى حبس، وغرامة مالية كبيرة، جزاء ما اقترف من جريمة سرقة ذهب بعد دخوله عنوة إلى منزل مسكون للغير.
بدأت تفاصيل القصة حين غادرت عائلة مقر منزلها في رحلة، وأغلقت الأبواب الخارجية والداخلية، فيما تصادف أن كان هذا اللص مُتجهاً تحت جنح الظلام نحو المنطقة التي يتواجد فيها المنزل، بحثاً عن مكان يستهدفه للسرقة.
رواية اللص
وفقًا لأقوال اللص في التحقيقات، فإنه توجه في الساعة الثانية ليلاً بواسطة مركبة أجرة لسرقة أحد المساكن، ووقع اختياره على مسكن العائلة نظراً لخلوّه.
يعترف: «تسلّقت الجدار الخارجي، ووصلت إلى الفناء ثم إلى المنزل، ووجدت جميع النوافذ مُغلقة بإحكام، فتوجهت إلى الباب الخلفي وعملت على فتحه باستخدام مفك براغي كان بحوزتي».
وتابع: «بعد أن استطعت خلع قفل الباب، تبيّن لي أيضاً إغلاق أبواب الغرف، فقمت بخلع أقفالها، ودخلت إلى إحدى الغرف، ووجدت خزنة صغيرة الحجم، فحملتها وهربت من المكان من دون أن يراني أحد».
أخذ اللص الخزنة الصغيرة ومحتوياتها، ليعثر في داخلها على قطعٍ من الذهب، فاستولى عليها، ثم ألقى بالخزنة في حاوية قمامة، يقول: «بعت جزءاً من المسروقات لشخص بمبلغ 1800 درهم، فيما قمت بتسليم باقي الذهب إلى صديقي ليسافر به».
كشف الجريمة
في اليوم التالي، توجه سائق العائلة لتفقد مقر سكنها، ففوجئ بحدوث كسر في الباب الخلفي، وأيقن أن المنزل قد تعرّض للسرقة، فاتصل بربة البيت وأبلغها ما شاهده من تلف في الباب .
بدورها، أقدمت ربة البيت على تقديم بلاغ للشرطة، فتوجهت الأخيرة إلى المكان، وتبيّن تعرّض المنزل للسرقة من قبل اللص مُستغلاً غياب العائلة .
تروي ربة البيت في إفادتها: «سرق اللص 8 خواتم مرصّعة بالأحجار الكريمة، و 4 قطع من حلق أذن ذهبية، وعقداً ذهبياً واحداً، إلى جانب مجموعة من الأساور، إضافة إلى دفتر الشيكات».
ضبط اللص
باشرت الجهات الشرطية المختصة عملية البحث والتحري عن المتورّط في جريمة السرقة، إلى أن قادت التحريات إلى التعرّف إلى هويته وإلقاء القبض عليه، وتبيّن أنه في الثلاثين من عمره، ويدعى «ت» من إحدى الجنسيات الآسيوية.
أقرّ اللص الثلاثيني مباشرة بسرقة منزل العائلة، وتصرفه بالمجوهرات المسروقة، عبر بيع جزء منها بمبلغ زهيد جداً، رغم قيمتها غالية الثمن، وإعطاء جزء لصديقه.
صاحب سوابق
كشفت التحقيقات مع اللص مفاجأة جديدة، حيث تبين أنه متورط أيضاً في جرائم سرقة أخرى من أماكن مسكونة، وأنه ارتكب هذه الجرائم بطريقة مشابهة في وقت الليل، عبر خلع الأبواب بواسطة مفك براغي، ما يعني تورّطه في العديد من المحاكمات القضائية التي ستثقل كاهله بالعقوبات.
3 تهم جنائية
في قضية سرقة منزل العائلة، رفعت النيابة العامة لائحة اتهام بحق «لص الليل» إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، تتضمن 3 تهم، الأولى تتمثل في «سرقة منزل مسكون ليلاً، وبحمل سلاح، عبارة عن مفك براغي، والاستيلاء على ذهب ودفتر شيكات».
أما التهمة الثانية، فتمثلت في «إتلاف باب المدخل الخلفي للمنزل، وثلاثة أبواب لغرف داخلية، وجعلها غير صالحة للاستعمال»، فيما تمثلت التهمة الثالثة في «دخول مكان مسكون خلافاً لإرادة مالكيه».
طالبت النيابة العامة الهيئة القضائية في محكمة الجنايات بمعاقبة المتهم عن التهم الثلاث السابقة بإيقاع عقوبات بالسجن، والغرامة المالية، إلى جانب الإبعاد عن الدولة، عملاً بقانون العقوبات الاتحادي نظير ما اقترفه من جريمة.
ودانَت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات اللصّ بالتهم الموجّهة إليه استناداً إلى إفادة الشهود، والأدلة، واعترافاته الشخصية، مؤكدة في منطوق حكمها «أن الدليل اليقيني قد استقام على صحة الجريمة، وثبوتها في حقه، استناداً إلى أدلتها القولية والمادية، إلى جانب اطمئنانها إلى اعترافاته حول الجريمة، وقيامه بإرشاد الشرطة إلى مكان المنزل الذي سرقه في غياب مالكيه».
وقضت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، بمعاقبة اللص بالسجن لمدة ثلاث سنوات، مع الإبعاد عن الدولة، استناداً إلى قانون العقوبات الاتحادي السابق.
الاستئناف تعدل الحكم وتضيف غرامة مالية
نظرت محكمة الاستئناف الحكم مُجدداً، وطبقت بحق المتهم قانون العقوبات والجرائم الاتحادي الحديث رقم 31 لسنة 2021، وقرّرت تعديل حكم سابقتها «الجنايات»، بمعاقبة اللصّ بالحبس لمدة ستة أشهر بدلاً من 3 سنوات، إلى الحفاظ على عقوبة إبعاده عن الدولة.
وأضافت محكمة الاستئناف إلى الحكم السابق، عقوبة جديدة تتمثل في فرض غرامة مالية على اللص بقيمة الذهب الذي سرقه، والبالغ 195 ألف درهم، مؤكدة أنه في حال لم يسدد الغرامة المالية فسيُحبس عن كل 100 درهم لمدة يوم واحد، تضاف على عقوبة الستة أشهر الصادرة بحقه.