06 نوفمبر 2025

لا ننسى إخوتنا... الإمارات تزرع الدفء في شتاء غزة

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

يأتي فصل الشتاء وغزة تلتحف قسوة البرد، وقسوة الحياة، بين منازل مهدّمة، وخيم لا تقي سكانها شدّة الأمطار، وأوضاع إنسانية صعبة تظلّل يوميّاتهم.

في ظل هذا الوضع، تجهد الجمعيات الخيرية في الإمارات تحت مظلة مبادرة «الفارس الشهم 3»، في رفد غزة بقوافل العطاء والدفء الإنساني، حيث تتجدّد، في كل موسم إنساني، ملامح العطاء الإماراتي، وتبرز الجمعيات الخيرية في دولة الإمارات كجسور للرحمة تمتد نحو قلوب المتألمين في كل مكان، لا سيما في غزة التي تستقبل فصل الشتاء مثقلة بالجراح .

مجلة كل الأسرة

ومن خلال التعاون بين مؤسسات الدولة ومبادراتها الإنسانية، تتجسد قيم التضامن التي رسّخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتواصلها القيادة الرشيدة بخطى ثابتة.

وفي هذا الإطار، تتواصل جهود عملية «الفارس الشهم 3» في قطاع غزة، التي تنفذها دولة الإمارات لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين من الأوضاع الإنسانية المتفاقمة، وتوزّع فرقها يومياً المساعدات الغذائية والطبية، والملابس الشتوية، كما أصبحت «التكيات» المدعومة من عملية «الفارس الشهم 3» طوق نجاة لعشرات العائلات المحتاجة، بما يعكس تكامل الجهود الوطنية واستجابة الدولة السريعة لتقديم العون الإغاثي العاجل للشعب الفلسطيني. 

مجلة كل الأسرة

العطاء مستمر

وتبعاً لما تم نشره حول عملية «الفارس الشهم 3» على مدى 100 أسبوع، في الجانب الغذائي دعمت «الفارس الشهم 3» 58 تكية، تقدم نحو 15 ألف وجبة يومياً، يستفيد منها 750 ألف شخص، إلى جانب تشغيل 8 مخابز تنتج يومياً قرابة 25.7 ألف ربطة خبز، يستفيد منها نحو 128.5 ألف شخص، إضافة إلى توزيع أكثر من 20 ألف طرد إغاثي، بواقع 41 مخيماً في مختلف أنحاء القطاع.

وضمن عملية «الفارس الشهم 3» أيضاً، ومع قدوم الشتاء، تم تجهيز «سفينة الإمارات الإنسانية» لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، وتلبية الاحتياجات العاجلة لأهالي قطاع غزة، بالتنسيق مع عدد من المؤسسات والهيئات الخيرية والإنسانية في دولة الإمارات.وتعّد "سفينة الإمارات الإنسانية"ضمن عملية "الفارس الشهم 3" امتدادا للجسر الإنساني الإماراتي المتواصل إلى غزة، تأكيدا على التزام دولة الإمارات بدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته.

مجلة كل الأسرة

حملة «شتاء دافئ في غزة»

وفي هذا الشتاء، كما في الأعوام السابقة، حضرت الجمعيات الخيرية الإماراتية، من الهلال الأحمر الإماراتي إلى جمعية الشارقة الخيرية، وسواهما، بقوة في ميادين العطاء، للتأكيد أن العمل الإنساني رسالة متجذّرة في نهج ومسيرة الإمارات.

تأتي حملة «شتاء دافئ في غزة» ضمن سلسلة مبادرات جمعية الشارقة الخيرية بالتعاون مع عملية «الفارس الشهم 3» حيث انطلقت المرحلة الأولى، أخيراً، من قرية الشحن في مطار الشارقة الدولي.

وكانت جمعية الشارقة الخيرية أسهمت في توفير كسوة شتوية لـ20 ألف شخص من الأسر المتضررة في غزة، شملت الملابس الثقيلة، والبطانيات، ومستلزمات الوقاية من البرد، في مبادرة تحمل الدفء إلى قلوب الأطفال مع حلول الشتاء، وتهدف إلى تأمين احتياجاتهم الأساسية من الملابس التي تحميهم من قسوة البرد، حيث تم توزيعها من قبل عملية «الفارس الشهم 3» على الطلاب في مدرسة معارف مزون بغزة.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

رسالة دفء إنسانية من الإمارات إلى غزة

وفي هذا الصدد، أكد الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن حملة «شتاء دافئ في غزة» تأتي استمراراً لجهود الجمعية المتواصلة في دعم غزة، في إطار عملية «الفارس الشهم» التي تنفذها الدولة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشيراً إلى أن «الإمارات تحمل في كل قافلة رسالة دفء إنسانية تعكس قيم الرحمة والعطاء المتأصلة في المجتمع الإماراتي».

وبيّن أن الجمعية وضعت خطة متكاملة لضمان سرعة وصول المساعدات في الوقت المناسب، بالتنسيق الكامل مع الشركاء في عمليات الإغاثة، مؤكداً أن الاستجابة الفورية للأوضاع الطارئة تعد أولوية إنسانية ملحّة، خصوصاً في ظل ارتفاع أعداد الأسر التي فقدت مساكنها، وتعتمد على المساعدات لتأمين احتياجاتها اليومية.

وقال الشيخ صقر القاسمي  إن هذه القافلة ليست مجرّد شحنة من المساعدات، بل «رسالة دفء إنسانية تحملها الإمارات لأهل غزة، وتجسد روح العطاء المتأصلة في المجتمع الإماراتي».

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

الهلال الأحمر الإماراتي... الخير منهج وطريق

ومنذ بدء عملية «الفارس الشهم 3»، أطلق الهلال الأحمر الإماراتي سلسلة من المبادرات الإغاثية العاجلة التي استهدفت الأسر المتضررة من الحرب في قطاع غزة، ومع قدوم فصل الشتاء، لم تزل الجهود مستمرة في توفير الملابس الشتوية، والأغطية، والمعاطف، والبطانيات، مع تشغيل المطابخ الخيرية وتقديم الوجبات الساخنة والمساعدات العاجلة.

وتبرز جهود الهلال الأحمر الإماراتي كرافعة حقيقية للنجدة، مستجيبة لنداء الإغاثة العاجل، حاملة معها دفءَ العطاء الإماراتي إلى عدد من الأسر المتضرّرة حيث نفّذت هذه الجهود ضمن إطار عملية «الفارس الشهم 3»، المبادرة الإنسانية التي أطلقتها دولة الإمارات لدعم أهل غزة.

مجلة كل الأسرة

ففي هذا الشتاء القارس، يحمل الهلال الأحمر الإماراتي رسالة واضحة، بأن الدفء يتعزز بفعل التضامن حين يحتاج إليه الإنسان. والأرقام التي رصدتها جهوده تؤكد أن هذا الدعم ملموس، ويستند إلى جهد تنظيمي كبير .

فمن خلال قوافل الإغاثة والمساعدات الشتوية، تنسج الإمارات شبكة من الأمل وسط ظلام الأزمة، لتؤكد أن العمل الإنساني لا يعرف جغرافيا، وتكتب حكاية جديدة من حكايات العطاء الإماراتي، وليظلّ الخير الإماراتي جسراً من الرحمة يبلسم جراح المحتاجين.