فيلم «غفران»، من إخراج هانز بيتر مولاند، وهو إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية ومن صنف التشويق، يختلف عن تلك الأعمال الأخيرة التي قام ليام نيسون بتمثيلها، في السنوات الأخيرة، مثل Taken وCold Pursuit وHonest Thief، في أن هذا الفيلم ليس مبنياً على «الأكشن» ولو أن هناك بعض المشاهد التي لابد منها، بل على نسبة أعلى من الدراما مع لمسات، عاطفية وإنسانية.
حكاية رجل يُنادى بإسم ثغ (Thug أو بلطجي ) مُصاب بنوع من الزهايمر (ناتج ربما عن فساد خلايا دم في الدماغ يتعرّض لها الملاكمون، كغيرهم)، ولديه عامان من الحياة قبل استفحال الأمر. في أحد المشاهد يفكر في الانتحار، لكنه يمضي قدماً في محاولته رأب الصدع مع ابنته وحفيده.
يتعرّف إلى امرأة أفرو-أمريكية، لكنه يعلم من البداية أن علاقتهما لن تستمر طويلاً. يقوم بعمليات نقل بضائع لا يعرف أنها لحساب رجل (رون بيرلمان) خدمه ثغ لثلاثين سنة. عندما يعلم رئيسه ذاك بحالته يطرده. يجبره ثغ على ملء حقيبته بالمال لينطلق موزّعاً المال على محتاجين. يحرّر فتيات من ملكية رجل يستغلهم للاتجار الجنسي، ويشتري البيت الذي تعيش فيه ابنته المهددة بإخلائه. وفي ربع الساعة الأخيرة، يسعى ثغ للتكفير عن حياته السابقة. إنها الفترة من الفيلم التي سيتصالح فيها القاتل مع نفسه.
إخراج مولاند سديد لكنه غير كاف لمنح الفيلم أكثر من تلك المعالجة الفنية المعهودة لأفلام تريد دمج التشويق مع الدراما. الناجح هو تفاهم نيسون مع شخصيته، والاثنان مع المخرج الساعي لفيلم مختلف عن أفلام الأكشن الأخرى.