26 أكتوبر 2025

فيلم THE LOST BUS... مشاهد بصرية رائعة لا تشبه غيرها

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

مجلة كل الأسرة

آخر مرّة شاهدنا فيها فيلماً لبول غرينغراس كانت قبل خمس سنوات، عندما قدّم فيلماً أراده هادئاً ومختلفاً عن أفلام الوسترن الأخرى. الفيلم كان «أخبار العالم» (News of the World) وفيه شاهدنا توم هانكس في دور رجل يقرأ الصحف في الغرب القديم للراغبين، لقاء دراهم، وملتزم بإعادة فتاة صغيرة (هيلينا زنغل)، إلى منزل قريبة لها. ذلك الفيلم لم يتميّز بحسنات تُذكر، وفشل نقدياً وتجارياً.

مجلة كل الأسرة

الآن، ومع «الحافلة المفقودة»، من نوع التشويق ويعرض على المنصات، يعود المخرج بول غرينغراس إلى سابق عهده في تقديم فيلم تشويقي مثير، لا يعرف هدوءاً، ولا نبرة خافتة. هو عن حادثة حقيقية (باستثناء بعض التفاصيل) لحافلة مدرسية تنقل 22 طفلاً ومدرّسة، تحاصرهم نيران الغابات فيم ا عُرف بـ «كامب فاير»، التي اندلعت في الثامن من نوفمبر سنة 2018.

التمهيد مزدوج. لدينا كَفن (ماثيو ماكوهوني) سائق حافلة مدرسية في بعض ربوع كاليفورنيا، مرهق بمشكلات العائلة، والفقر الذي يحيط به. والدته مريضة، زوجته متبرّمة، وابنه لا يودّ الحديث إليه. ولدينا نار نشبت في وادي حرشي صعب الوصول إليه واندلعت سريعاً بسبب الرياح والجفاف. رئيس جهاز الإطفاء في الولاية يصدر أوامره، لكن النار أسرع من أن تُحتوى. وما هي إلا ساعات وتتسع دائرتها في كل اتجاه. في هذا الوقت بالذات تعمد إدارة المدارس لجمع كل التلاميذ ونقلهم إلى موقع بعيد، نسبياً، عن الخطر. كل الحافلات وصلت المقر الآمن من مختلف ربوع المنطقة المشتعلة باستثناء تلك التي يقودها كَفن. هذا يحاول جهده الوصول بحمولته من الأطفال (ومدرّسة)، إلى برّ الأمان لكن النيران تحيط به من كل جانب. المشهد الذي يتحدّى فيه السائق الخطر رائع التنفيذ ككل مشهد آخر في هذا العمل.

مجلة كل الأسرة

هذا هو الوضع الذي تدور فيه الأحداث، والتلخيص هنا لا يأتي على ذكر أيّ تفاصيل. «الحافلة المفقودة» ثري بتفاصيله، ومثير في موضوعه، كما في طريقة تنفيذه. الانتقال ما بين المدرسة، وفريق الإطفاء، ومشاهد النيران المخيفة، والحافلة، يتم بتقطيع رائع، وبتنفيذ بصري يتجاوز ما شوهد من أفلام حول حرائق تهدّد حياة البشر.