23 أكتوبر 2025

مرشّحون عرب ينافسون عالمياً... لمن ستؤول جائزة الفيلم الأوروبي؟

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

مجلة كل الأسرة

تم الإعلان عن «القائمة القصيرة» لجوائز الفيلم الأوروبي، تلك التي تمنحها «أكاديمية الفيلم الأوروبي» كل سنة، منذ عام 1988 وتختص بأفلام المنتجين الأوروبيين فقط، حتى وإن قام مخرجون غير أوروبيين بتحقيقها.

لا تكشف «أكاديمية الفيلم الأوروبي» عدد الأفلام التي يقوم الأعضاء المنتسبون إليها بمشاهدتها قبل اختيار ترشيحاتها الرسمية، بل تكتفي بسرد عدد الأفلام التي تشكل القوائم القصيرة المختلفة، وهي قائمة الأفلام الروائية الطويلة (44 فيلماً)، وقائمة الأفلام غير الروائية الطويلة (15 فيلماً)، وقائمة أفلام الرسوم المتحركة (8 أفلام). المجموع هو 67 فيلماً، تم إطلاق قائمة الأفلام الروائية وقائمة الأفلام التسجيلية منها هذا الأسبوع، وسيتم الإعلان عن قوائم أخرى في الأسابيع القليلة المقبلة.

مجلة كل الأسرة

قوائم وأفلام

إلى جانب التقسيم الثلاثي للمسابقات المذكورة هناك مساحة كبيرة لجوائز تتجاوز هذه الأقسام ، فهناك ثماني جوائز تُمنح في مجالات الأفلام المذكورة، مثل جوائز لأفضل اكتشاف أوروبي، وأفضل مخرج، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل كاتب سيناريو، وأفضل مصوّر، وأفضل مونتير، وأفضل تصميم ملابس، وأفضل «كاستينغ دايركتور»، وأفضل موسيقار، وأفضل فنان تصميم شعر ومكياج.

وهناك خمسة أفلام لمخرجين عرب في مسابقة الأفلام الطويلة المعلن عنها، وهي «فلسطين 36»، لآن ماري جاسر الذي تم تمويله من قِبل بريطانيا،وفرنسا، والدنمارك، والنرويج، و«صوت هند رجب»، لكوثر بن هنية (فرنسا)، و«الأخت الصغيرة» لحفصية حرزي (فرنسا، ألمانيا)، و«ذات مرّة في غزّة» للأخوين طرزان وعرب ناصر (تم تمويله عبر شركات فرنسية وألمانية وبرتغالية)، و«مع حسن في غزّة» لكمال الجعفوي المُقدّم باسم ألمانيا (كل هذه الأفلام، ما عدا «الأخت الصغيرة»، تم عرضها نقدياً في مجلة «كل الأسرة» في الأسابيع الماضية).

مجلة كل الأسرة

حاضر وتاريخ

ليس معروفاً ما إذا كان المد الحالي المحتفي بالأفلام التي تطرح الموضوع الفلسطيني والمتمثل هنا في أفلام بن هنية وجاسر وناصر، سيشمل الجوائز الممنوحة من قِبل الأكاديمية. هذا الأمر محتمل لكن المنافسة (ضمن هذا العدد الكبير من الأفلام المرشّحة)، تجعله أيضاً أمراً صعباً.

من الأفلام الأوروبية التي تتمتع بحضور كبير، نسبة لأسماء مخرجيها على الأقل، فيلم البولندية أنييشكا هولاند «فرانز»، وفيلم الإسباني أوليفر لاكس «صِراط»، و«مت يا حبيبي» للأمريكية لين رامزي (إنتاج بريطاني- أمريكي)، و«بوغونيا» لليوناني يورغوس لانتيموس، و«القضية 137» للفرنسي دومينيك مول، و«الشكر» للإيطالي باولو سورنتينو، و«صديق صامت» للمجرية إلديكو إنيادي التي سيحتفي مهرجان القاهرة المقبل بها، مانحاً إياها جائزة عن مجمل أعمالها.

هدف تأسيس «جوائز الفيلم الأوروبي» سنة 1988 للاحتفاء بالأفلام الأوروبية على نحو يتجاوز الإطار المحلي لباقي الجوائز الأوروبية، باستثناء جوائز بافتا البريطانية التي تجاور الأوسكار في اهتماماتها المختلفة، فمسابقاتها تشمل الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية، وتلك الأمريكية التي تم عرضها في بريطانيا طوال السنة.

ويتمثل هدف آخر لإقامة «جوائز الفيلم الأوروبي» في الرغبة في دفع السينما الأوروبية، وتحسين وضعها في الأسواق العالمية. صحيح إن الأكاديمية غير معنية بالمسارات التجارية للأفلام المصنوعة في الدول الأوروبية، لكن من شأن جوائزها ترويج الشخصيات والأفلام الفائزة بها.

عدد الأفلام المرشّحة في الدورة الأولى بلغ سبعة أفلام، فاز من بينها الفيلم البولندي «فيلم قصير عن القتل» لكريستوف كياسلوفسكي. ومن الأفلام التي تنافست على جائزة أفضل فيلم روائي «أصوات بعيدة»، حيوات ساكنة» Distance Voices, Still Lives، للألماني فيم فندرز، و«جوانح الرغبة» Wings of Desire للبريطاني ترنس ديفيز. 

ومن أبرز المخرجين الفائزين خلال الدورات الـ37 الماضية «منظر طبيعي في الضباب» Landscape in the Mist لليوناني ثيودور أنجيليبولوس (1989)، و«قريباً من عدن» لنيكيتا ميخالكوف (1993، الفيلم الروسي الوحيد الذي فاز حتى الآن)، و«أرض وحرية» لكن لوتش (بريطانيا، 1995)، و«الحياة حلوة» لروبرتو بنيني (إيطاليا، 1998)، و«إميلي» للفرنسي جان-بيير جونيه (2001) ، و«كيو فاديس، عايدة؟» (بوسنيا، 2021).

وسيتم الإعلان عن الفائزين في الثامن عشر من الشهر المقبل، وتقام حفلة توزيع الجوائز في السابع عشر من يناير 2026 في برلين.