إذ يصل فيلم PALESTINE 36، من إخراج: آن ماري جاسر، إلى شاشات السينما العالمية، ويتقدّم كأحد الآملين في الانضمام إلى سباق أوسكار الأفلام الأجنبية، لابد من التذكير بأن النظر إلى الفيلم يختلف بين مُشاهد عربي، وآخر غربي.
«فلسطين 36» فيلم عن التاريخ الذي صاحب المأساة الإنسانية منذ 1936. لا يتعدّى ذلك التاريخ قصصياً، لكنه حافل بالأبعاد التي تعرض ما وقع من أحداث عندما أسهم الاحتلال البريطاني في تعميق الهوّة بين العرب واليهود، آنذاك. يتحدّث عما آل إليه الوضع، نتيجة ذلك، رابطاً، على نحو تلقائي، بين الماضي والحاضر.
بالنسبة إلى مُشاهد أجنبي الفيلم هو نوع من اكتشاف جديد لتاريخ إما مجهول لديه كليّاً، وإما ملمّ به جزئياً. هو بمثابة استعراض لما حدث آنذاك، وما أسسه من تبعات إلى اليوم. هذا المُشاهد سيستقبله كدراما تاريخية ومعلوماتية، وقد يخرج منه بقناعات جديدة، وهذا جيد.
بالنسبة إلى المُشاهد العربي، هو أكثر دراية، ولو عامّة أحياناً، بما وقع، والنتائج التي ترتّبت عليه منذ ذلك الزمن. على ذلك، سيرغب في مشاهدة الفيلم لاستعادة تاريخ، وللتأكد من أن الفيلم سيضيف إلى معرفته السابقة، التي هي- في الأغلب- عامّة متناقلة من جيل لآخر.
«فلسطين 36» استعراضي شامل، مُنفّذ باعتماد سرد شاسع لما يقع فيه، وبحجم ملحمي. إذا ما بحث الناقد عن المخرجة كفنانة، سيجده في الكيفية السردية والتقنية التي عالجت موضوعها به، في تقسيم الشخصيات الأفقي بين مظلومين، ومعتدين، ومتواطئين. هناك فلسطينيون يدركون مغبّة ما يقع، قيام اليهود باحتلال الأرض بغطاء بريطاني، وآخرون يتجاهلونه. ضابط بريطاني يقف مع المحنة ضد آخرين من أبناء جلدته يريدون تنفيذ «الأجندة».