مع تكاثر الرغبة في إقامة مهرجانات سينمائية في أنحاء العالم العربي، يرتفع عدد المخرجين الراغبين في الانخراط في هذه المهرجانات، ويسود الكثير من الحديث حول أهمية هذه المهرجانات، وما تخلقه من فرص ثمينة أمام المخرجين الجدد.
«هذا ليس هو الواقع»، يقول أحد المتابعين من الحاضرين في دورة هذا العام لمهرجان لمهرجان فينيسيا، والذي كان مرشّحاً لقيادة أحد هذه المهرجانات «المسألة في اعتقادي لا تخلو من الرغبة الفردية التي تبحث لنفسها عن موقع».
لكن إذا ما كان عامل الرغبة الفردية محتملاً، وهو بالتأكيد موجود لدى البعض، فإن ما هو حاضر أكثر استماتة، المحاولات القائمة التي تهدف لإقامة مهرجانات، مهما كانت العراقيل. والعراقيل كثيرة.
هناك، على سبيل المثال، عدم وجود الأطقم البشرية المدرّبة، وهناك المسائل المادية التي تتحكم في شؤون إدارية عدّة، منها ما هو ظاهر، ومنها ما يبقى خافياً عن الأعين. بعد ذلك، أو خلاله فقدان التنظيم الفاعل الذي يفصل بين ضبط الوقت، وإضاعته.
على ذلك، يتردّد دوماً قرب انطلاق مهرجان جديد. بعضه يأتي مصحوباً بعبارة «لن يكون مهرجاناً كبيراً لكن الحجم لا يهمنا». هذا جيد، لكن جدواه تبقى مثار تساؤل. أحد المخرجين المصريين من جيل التسعينيات واجه مشكلة تمويل عندما انطلق في مشروع لإقامة مهرجان «صغير»، في بلده. داعبه هذا الحلم من أكثر من سنتين، وحتى الآن لم يتحقق جزء منه.
أما تلك الكبيرة فوضعها أفضل، من حيث إنها أكثر جذباً، وأفضل تمويلاً، وخلال الأشهر الثلاثة المقبلة تتنافس كلها على إقامة دوراتها: مراكش، البحر الأحمر، الجونا، القاهرة، الدوحة وقرطاج، ويُقال إن مهرجان أبوظبي سيعود من العام المقبل، وفي زحمة هذه الأشهر أيضاً.
العنصر الأهم هو إذا ما كانت المهرجانات العربية المتزايدة تُضيف، أو إنها تبقى في عداد الرغبة في الظهور.