مشهد من فيلم «فلسطين 36»
الأفلام العربية المرشّحة للتنافس على فئات عدّة لجوائز الأوسكار هي من دول، من دون ترتيب معيّن: الأردن، ومصر، وفلسطين، والعراق، ولبنان، والمغرب، وتونس، مع غياب ملحوظ للجزائر التي عادة ما تبعث بأفلامها باكراً (فيلم العام الماضي كان «جزائر» للمخرج شكيب طالب بن دياب).
الفيلم المصري المرشّح هو «هابي بيرث داي» (كما كُتب عنوانه بالعربية)، لسارة جوهر، دراما عن امرأة (نيللي كريم)، تواجه مصاعب الحياة بعد طلاقها. موقع «السينما» يقول إن الفيلم لم يُعرض تجارياً بعد، وهذا منافٍ لأحد قوانين الاشتراك، إذ على الفيلم المقدّم أن يُثبت أنه عُرض في بلاده تجارياً، قبل ترشيحه.
من العراق «مملكة القصب» لحسن هادي، وهو الفيلم نفسه الذي تم تقديمه في مهرجان «كان» الفائت، تحت عنوان «كعكة الرئيس»، ويدور حول فتاة صغيرة عليها أن تشتري مقادير صنع كعكة عيد ميلاد الرئيس صدّام حسين.
«اللي باقي منّك» لشيرين دعيبس، هو الترشيح الأردني، ويدور حول ذكريات عائلة فلسطينية تعيش في الأردن خلال أحداث الضفة الغربية، وغزة الحالية.
الموضوع الفلسطيني متوفّر في فيلمين آخرين في قائمة ترشيحات هذا العام. هناك «فلسطين 36» لآن ماري جاسر (ممثلاً فلسطين)، و«صوت هند رجب» لكوثر بن هنية (تونس).
أما الفيلم اللبناني فهو «نجوم الأمل والألم» لسيريل عريس، ويتناول وقائع قصّة عاطفية لامرأة ورجل فرقتهما الحرب الأهلية منذ أن كانا صغيرين، قبل لقائهما مجدداً.
احتمالات... «فلسطين 36»
في وقت تصل فيه القضية الفلسطينية إلى مشارف جديدة، فإن السؤال حول أيّ فيلم عربي قد يصل إلى الترشيحات الرسمية يبرز من ثنايا هذا الموضوع. الأغلب أنه إذا ما تم نفاذ فيلم عربي واحد من هذه المذكورة إلى الترشيحات الرسمية سيكون إما «فلسطين 36»، أو «صوت هند رجب».
ما يؤيد احتمال وصول فيلم آن ماري جاسر «فلسطين 36» إلى تلك المنصّة تدعمه حقيقة أنه بانوراما تاريخية عريضة، تقف في منتصف الطريق بين الوقائع والحكايات الدرامية الموزّعة في ثناياه، مع إلمام جيد بكيفية معالجة فيلم يعرض تاريخ الموضوع الفلسطيني لمن يحتاج اليوم إلى معرفته.
لكن فيلم كوثر بن هنية، «صوت هند رجب»، حقق منذ إطلاقه في الثالث من سبتمبر المنصرم في مهرجان فينيسيا قبولاً إعلامياً كبيراً، نظراً لعاملَين: فني وإعلامي. الأول استخدام المخرجة صوت الفتاة هند رجب مسجّلاً ما منحه قوّة وشحنة درامية واقعية مؤثرة، مقابل معالجة أحداث الفيلم الآنية في مقر واحد، ونجاح التوليف (قام به قتيبة برهمجي وماكسيم ماتيس)، في الانتقال ما بين سماع تسجيلات الضحية، وما حدث في غرفتي مقر «الهلال الأحمر الفلسطيني» خلال ساعات الأزمة.
الثاني، هو عامل إعلامي مرتبط بجوهر الموقف العالمي الذي يدين إسرائيل في الوقت الراهن.
وهناك احتمال في أن يتم دفع الفيلم الإسرائيلي «بحر» للواجهة مع، أو-غالباً- كبديل لأي من الفيلمين العربيين المذكورين.
منطقياً، حيال ما ذكرته عن اندفاعة «فلسطين 36»، و«صوت هند رجب»، ضمن هذه الظروف السياسية المواتية، لا يمكن توقع وصول الأفلام العربية الأخرى، وهي «مملكة القصب»، أو «اللي باقي منك»، أو «نجوم الأمل والألم»، إلى أيّ نتيجة تتجاوز، في أفضل الحالات، القائمة القصيرة التي تسبق اختيار الأفلام الخمسة المرشّحة رسمياً، لهذه الجائزة.