13 أكتوبر 2025

تبيع أملاك زوجها وتختفي مع أهلها وطفلها

فريق كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

كانت مخادعة إلى درجة الخيانة والجنون، طموحة وذكية، تحمل وجهاً بشوشاً، حسنة المظهر، أحَبّها بشدّة، ولم يبخل عليها بأيّ شيء، ولكنها كانت دائماً تتطلع إلى الأفضل بأي شكل، وبأي طريقة، حتى ضربت «ضربتها الكبرى»، استولت على كل شيء وفرّت مع طفلها، وبعد فوات الأوان، اكتشف زوجها أنه كان متزوجاً من «نصّابة».

نشأت بطلة القصة في كنف أسرة صغيرة مكونة من الأب، والأم، وشقيقها الأصغر، كان والدها لا يدخر وقتاً أو جهداً في رعاية أسرته الصغيرة، لكي يصل بها إلى برّ الأمان، حتى التحقت كريمته بالجامعة. وخلال سنوات الدراسة، أعجب بها أحد زملائها، تبادلا نظرات الإعجاب، أصابت سهام الحب قلب كل منهما، وأصبحا لا يفترقان، قصة حبهما كانت مثال يُحتذى من الجميع. كانا يعدّان الأيام والليالي حتى تنتهي سنوات الدراسة، ويجمعهما سقف بيت واحد، إلى هنا والأمور تبدو طبيعة إلى حدّ بعيد. لكن هذا الحب الكبير لم يكن سوى من طرف واحد في حقيقة الأمر، من جانب الشاب للفتاة التي استحوذت على كل تفكيره، أما هي فكانت من أسرة متوسطة المستوى، وتعيش في إحدى المناطق الشعبية المتواضعة، وهذا الأمر كان الشيء الوحيد الذي ربما سيقف عائقاً أمام إتمام هذه الزيجة، كما سنوضح لاحقاً.

أنهى الشاب دراسته بتفوق، وبدأ بتأثيث مشروعه الخاص، ثم فاتح أسرته في أمر الارتباط بزميلته التي أحَبّها أثناء فترة الدراسة، وحدث ما كان متوقعاً، رفضت أسرته هذه الزيجة نظراً لاختلاف العادات، والتقاليد، والمستوى الاجتماعي. مرّت أيام وليالٍ من الشد والجذب بين الشاب وأسرته، لكن إصرار الشاب على الدفاع عن حبيبته كان له عنصر الحسم في إنهاء الموقف لمصلحته.

زواج غير متكافئ

تم الزواج، وبدأت الحياة تسير في مسيرتها الطبيعية، لكن يبدو أن حياة الحرمان التي عانتها العروس ألقت بظلالها على حياتها، وطلباتها التي لا تنتهي، ما أثقل كاهل الزوج الذي كان يعشق زوجته بجنون، ويخشى على مشاعرها. وما زاد من تعلّق الزوج بزوجته وجود طفل جميل، ثمرة زواجهما، كان قرة أعينهما. ويوماً بعد الآخر، انشغل الزوج جداً بسبب مشاريعه التجارية، ما دفع الزوجة إلى المطالبة بأن تساعده، أو تشاركه في العمل من أجل ملء فراغها، وفي الوقت نفسه تباشر أعمال زوجها في فترات غيابه.

كانت طبيعة عمل الزوج في مجال التجارة تتطلب تواجده خارج البلاد لفترات ليست بالقليلة، تاركاً وراءه زوجته وطفله الوحيد، لكن يبدو أن هناك شيئاً كان يُدبر في الأفق، حتى كتابة هذه السطور لا أحد يعلم أسبابه الحقيقية. قرّر الزوج عمل توكيل رسمي عام لزوجته للتوقيع على أيّ أوراق هامّة، وإنهاء أيّ متعلقات أثناء فترة غيابه. كان الأمر يبدو عادياً وروتينياً، أو هكذا ظنّ الزوج، كل الأمور، وعلاقته الطيبة بزوجته، لم تكن تشير إلى أيّ شيء مريب، الحياة بينهما كانت تسير على أفضل ما يكون، ولا تخلو من بعض المشادات العادية الموجودة في أيّ أسرة، لكن ما حدث بعد ذلك فاق كل تصور.

ضاعت «تحويشة العمر» 

كان كل شيء يسير بعناية شديدة وفقاً لخطة محكمة، كأننا في مشهد من فيلم سينمائي شديد الحبكة الدرامية. بدأت الزوجة بتنفيذ مخططها الغريب، وهو الاستيلاء على أموال زوجها، حيث نقلت العديد من الأموال السائلة إلى حسابها البنكي، وبعض الأملاك باسمها، كانت كل الشواهد تدل على أن هناك سوء نية في هذا الأمر، خصوصاً أن الإجراءات التي قامت بها الزوجة كانت من دون داعٍ، أو سبب منطقي.

عندما عاد الزوج إلى أرض الوطن لم تكن زوجته بانتظاره كالمعتاد، فوجئ بأن كل شيء قد تغيّر. كانت سطور النهاية في الفصل الأخير من حياة الزوجية. حاول مراراً وتكراراً الاتصال بزوجته التي كانت على اتصال به قبل عودته ببضعة أيام، لكنها لم تُجب. عندما دخل إلى منزل الزوجية كان كل شيء يبدو غريباً، كأن المنزل غير مأهول بالسكان منذ فترة ليست بالقصيرة، كأنه تحوّل إلى مكان مهجور تسكنه الأشباح والذكريات، حاول الاتصال بأسرتها لكن لا مُجيب، اختفى الجميع في ظروف غامضة، كأنهم تبخروا كالرماد في الهواء.

بدأت المفاجآت القاسية تتوالى على رأس الزوج تباعاً، كأنه في فيلم لا يمكن تصديقه، زوجته المصونة نقلت كل شيء إلى ملكيتها، ومعظم ثروته وأملاكه تم بيعها، وقبضت الثمن. فاصل من الصدمات ليست الحزينة فقط، وإنما هو سيناريو غريب ربما لن يأتي في ذهن أبرع المؤلفين بهذه الطريقة المأساوية، الغريب في الأمر أن الزوج كان يجهل أيّ سبب، أو مبرّر لهذا الفعل.

بلاغ دون فائدة

لم يكن أمام الزوج سوى الذهاب إلى قسم شرطة العاصمة، وتحرير محضر شرطة تضمنت سطوره تفاصيل الواقعة الغريبة التي لا يصدّقها الكثيرون. تفاصيل المحضر كانت قليلة الكلام كبيرة المعنى، قال الزوج أمام جهات التحقيق «سافرت خارج البلاد لإنجاز بعض الأعمال، وعندما عدت لم أجد أيّ اثر لحياتي الماضية، كأنني دخلت آلة الزمن، كل شيء اختفى، زوجتي، طفلي، أملاكي، حتى أسرة زوجتي لم يعد لها أثر». كان البلاغ غريباً، ومثيراً للدهشة، ويحمل عشرات الأسئلة التي لم تجد إجابة حتى كتابة هذه السطور. هل كل شيء كان مخططاً له بهذه الدقة المتناهية؟ هل هناك خلافات، أو أمور لم يتكلم بها الزوج دفعت الزوجة للهروب؟ هل كانت الزوجة على علاقة بأحد الأشخاص أثناء فترة غياب الزوج؟ لا أحد يعلم، ولا توجد أيّ شواهد لهذا الأمر.

تحرّيات الشرطة كانت أكثر غرابة، حيث تبين أن الزوجة بدأت ببيع الممتلكات بشكل متسلسل، ومتتالٍ، وفي أيام وجيزة، كما تبين أنها أقامت دعوى خلع للضرر بسبب غياب الزوج، كل هذه المفاجآت كان يتلقاها الزوج على رأسه مثل الطعنات والضربات، وهو في حالة ذهول وجنون، وحتى كتابة هذه السطور ما زالت القضية رهن البحث والتحريات، وسط صدمة الزوج الذي يعيش مأساة الانتظار لما ستسفر عنه الأيام المقبلة من مفاجآت!

* إعداد: كريم سليمان