08 أكتوبر 2025

المخرجة ميثة العوضي: أطمح أن تصل قصصي من الإمارات إلى العالم

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

حين تلتقي الجرأة بالخيال، تولد حالة سينمائية تحمل بصمة خاصة. هكذا تصف المخرجة الإماراتية ميثة العوضي مسيرتها، التي بدأت بحلم في عالم الرسوم المتحركة، لتكبر وتصبح رحلة امتدت بين الإمارات، وأستراليا، والهند، والمملكة المتحدة.

كل محطة أضافت إلى تجربتها زوايا رؤية جديدة، حتى باتت عدستها تلتقط قصصاً بعمق إنساني يعكس هوية مجتمعها، ويخاطب العالم في الوقت نفسه. في هذا الحوار، تكشف ميثة كيف صقلت تجاربها أسلوبَها في السّرد، وما التحدّيات التي واجهتها كامرأة مخرجة، وأين ترى صناعة السينما اليوم:

مجلة كل الأسرة

كيف أثرت تجاربك في الإمارات وأستراليا والهند والمملكة المتحدة في رؤيتك للقصص؟

تجربتي في أستراليا كانت نقطة تحوّل مهمة؛ دخلت الجامعة وأنا أطمح أن أكون رسامة رسوم متحركة، لكنني كنت خجولة جداً. العيش هناك وسط تنوّع ثقافي فتح عينيّ على طرق جديدة لرؤية القصص. وفي المملكة المتحدة عملت مع مخرجين من دول مختلفة، فاكتشفت أن القصة يمكن أن تُروى بطرق متعدّدة. أما الهند، فقد علمتني كيف أكتب عن مجتمعي الإماراتي بصدق، مع احترام العادات والتقاليد، من دون إثارة جدل غير مرغوب فيه.

ما أبرز التحدّيات التي واجهتك، وكيف تحوّلت إلى فرص؟

أكبر تحدٍ كان إصراري على تقديم قصص جديدة عن المرأة الإماراتية والعربية، لكن بصيغة تحترم ثقافتنا وتصل إلى الجمهور. بعد إخراج أول فيلم طويل مع شركة «إمجنيشن»، والذي عُرض على منصات كبرى، بدأ الناس يثقون أكثر بقدرتي كمخرجة، وفتحت أمامي فرص جديدة.

مجلة كل الأسرة

كيف ترين واقع صناعة السينما في الشرق الأوسط اليوم؟

خلال السنوات الأخيرة شهدت السينما طفرة واضحة؛ نرى إنتاجات بجودة عالية وصلت إلى منصات، مثل نتفليكس، وشاهد. القصص صارت أكثر تنوّعاً، والأسماء الإماراتية بدأت تبرز، ما يجعلني متفائلة بمستقبل أكثر إشراقاً.

أخبرينا عن تجربتك مع فيلم «العيد عيدين»

كانت تجربة غيّرت حياتي؛ الكوميديا قريبة من قلبي، لكنها من أصعب الأنواع. كنت خائفة من عدم قدرتي على إضحاك الجمهور، لكن ردود الفعل كسرت ذلك الخوف. الأجمل أن الجمهور الأجنبي تفاعل مع الفيلم أيضاً، وقالوا لي: «رغم أنه إماراتي سعودي بالعربية، شعرت بأنكم تحكون قصة عائلتي».

العرض الخاص لفيلم العيد عيدين
العرض الخاص لفيلم العيد عيدين

كيف أثرت الجوائز والمهرجانات في مسيرتك؟

الجوائز أكدت أن صوتي له قيمة، ومنحتني ثقة أكبر. المهرجانات عرّفتني بما يفضله الجمهور، وسهّلت الحصول على تمويل لمشاريع جديدة.

ما أهمية السينما العربية بالنسبة إليك؟

أؤمن بأن السينما العربية تمتلك خصوصية تستحق الوصول إلى العالم. ما يهمني هو إبراز صوت المرأة الخليجية بعيداً عن الصور النمطية، وتقديم قصص صادقة تروي تجاربنا كما هي.

مجلة كل الأسرة

وماذا عن دور التراث الثقافي في أعمالك؟

أراه مصدر ثراء وليس عائقاً. أحب أن أبرز ثقافتنا حتى في التفاصيل الصغيرة، لأنها تمنح القصص أصالة، وعمقا إنسانياً، وهدفي أن يُسمع الصوت العربي عالمياً.

كيف تنظرين إلى الذكاء الاصطناعي في السينما؟

أعتبره أداة مساعدة، وليست بديلاً عن المبدعين. جرّبته لعرض تصور أولي للمموّلين وكان مفيداً، لكنه يظل وسيلة، بينما يبقى الإحساس الإنساني جوهر السينما.

ما نصيحتك لصنّاع الأفلام الشباب؟

ابدأوا بالأفلام القصيرة فهي بوابة المهرجانات، واعملوا بروح الفريق. لا تخافوا من قلة الإمكانات، فكل فيلم درس يقرّبكم من أحلامكم.