«غرق»، فيلم من إخراج زين دريعي، وإنتاج الأردن، من النوع: دراما نفسية.. عائلة مؤلّفة من أم، وأب، وولدين، وفتاة تعيش في راحة اقتصادية، ووئام شامل، باستثناء أن أحد ولدَي العائلة، باسل (محمد نزار)، لديه خلل نفسي ويكتنز في داخله عداء مكبوتاً، في بدايات الفيلم، ثم علنياً في مراحل لاحقة يتحوّل فيها هذا العداء إلى عنف جلي.
والدته ناديا (كلارا خوري) تشعر بحالته وتدافع عنه، وهو يلجأ إليها بحثاً عن الراحة والحنان. في المقابل علاقته بوالده (وسام طبيلة) حادة رغم محاولة الأب التواصل معه.
يلج الفيلم فصلاً طويلاً من عرض حيثيات تلك العلاقة بين ناديا وابنها. تهيؤ المخرجة هذا الفصل باقتراح الأم لباسل عدم قيامه بالدراسة لامتحان نهاية السنة، موازياً لسفر الأب، وابتعاد الابن والابنة، وإجازة الأم من عملها. هذه ليلة يذهب باسل ووالدته إلى تمضية وقت خارج البيت، والرقص في المرابع، واللعب في منتزه، مغلق حيث يرمي كل الآخر بالطمي. هي ليلة حاسمة في علاقة تخفي حدّة ومخاوف ومشاعر فرويدية. لكنها تتطور في اليوم التالي على غير ما سبق، عندما ينفجر باسل غضباً، وينقضّ على رقبة والدته لخنقها.
المخرجة زين دريعي
الموضوع، كما سبق القول، جديد، وغير مطروق، وهو منفّذ غالباً بإجادة، لكن ما يعرضه الفيلم يبقى في إطار حكاية، ولا يرتفع إلى مستوى الدراسة النفسية، لكون هذه الأحداث من مطلع الفيلم كانت تحتاج إلى مبررات يمكن الاعتماد عليها كأسباب وراء مواقف كل من الأم وابنها.
هناك مشاهد منقوصة، مثل تغييب إذا ما اعتدى باسل على أستاذه فعلاً، أو كيف تملك الأم مفاتيح سيارتها، وليس مفتاح الباب الخارجي. ثم لماذا يعود الأب من دون الطبيب الذي ذهب إليه. في الدقائق العشرين الأخيرة تميل الكاميرا إلى الاهتزاز تعبيراً عن شيء يمكن للمشاهِد نفسها الإيحاء به، من دون اللجوء إلى هذا الاختيار.