و«معاملة الأميرة» هي الموجة الجديدة من الأفلام التي تجتاح موقع «تيك توك»، في الأشهر الأخيرة. وقد جمع بعضها مئات الآلاف من المتابعين، لاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية. إنها لفتيات ونساء يطلبن أن يعاملهنّ الرجل كأنهنّ بنات ملوك متوّجات على عرش قلبه، حتى لو كانت الحقيقة أنهنّ بنات صعاليك.
ومن علامات هذه المعاملة أن يأتيك بباقات ورد أحمر، وأن يفتح لك باب السيارة، وأن يحمل عنك أكياس مشترياتك، وأن يبادر إلى دفع كل فواتير المقاهي والمطاعم، بل وأن ينحني ليربط لك شريط حذائك الرياضي في حال ارتخى الشريط.
فازت شابات أمريكيات مؤثرات، «أنفلونسرز»، شهيرات، مثل أريانا كاستل وسكينة لويزا، بالآلاف من المتابعات، والتعليقات، وعلامات الإعجاب. لكن كورتني بالمر البالغة من العمر 30 عاماً، تفوقت على الجميع، حيث جمع تسجيلها المنشور على الموقع ما يقرب من 7 ملايين متابع. فماذا تضمن الفيلم؟
قالت إنها ربة بيت عادية، وصورت تفاصيل دعوة زوجها لها إلى عشاء في مطعم. لقد خصص لها استقبالاً ملوكياً. وهي لم تضطر إلى أن تطرق باباً، أو تطلب طبقاً من قائمة الطعام، بل كانت تمشي متهادية والأبواب تنفتح لها، والنادلة تأتيها بطبقها المفضّل، ومشروبها المختار. لقد تكفل الزوج بترتيب كل التفاصيل مسبقاً، بينما جلست هي مستريحة تاركة له دفة القيادة. يقتضي دورها أن تكون أميرة السهرة.
لكن هذا النوع من المنشورات لا يمرّ دائماً مرور الكرام، والكريمات. وهناك دائماً من يعترض، أو بالأحرى من تعترض وتنتقد، بحجة المساواة بين الجنسين، أو لمجرّد الغيرة من أميرة الأمسية الواحدة.
ترى واحدة من المعترضات أن صاحبة المنشور تصرفت بأنانية، وبكثير من التعالي إزاء نادلة المطعم، وهي امرأة عاملة قد لا يكون لها زوج، أو أب يعاملها كأميرة. ثم إن بعض النصائح الواردة على لسان صاحبة المنشور تثير القرف. فهي تفضل عدم النظر في عيني النادلة، أو تبادل الكلام معها. وكذلك تجاهل بقية العاملين في المطعم لأنهم، على الأغلب، عديمو التهذيب، حسب زعمها.
يبدو أن صاحبات هذه الموجة من التسجيلات قد صدّقن أنفسهن أكثر من اللازم. وهنّ يحملن عن الأميرات صورة من العصور الوسطى، تجاوزها الزمن. فسليلات العائلات الملكية والنبيلة يذهبن اليوم إلى المدارس والجامعات مع بقية خلق الله، ويشتركن في المباريات الرياضية، وفي عشرات الأعمال التطوعية. وكلنا شاهدنا أميرات في دول اسكندنافية، بل ملكات متوّجات، يتنقلن على دراجات هوائية، ويصطحبن أطفالهنّ إلى المدارس بأنفسهن.
وأنت يا قارئة «كل الأسرة»، هل تحلمين بمعاملة أميرة لساعة من الزمن على سبيل التجربة؟
قد يكون الأمر مثيراً، لكن لون الحياة لن يكون «بمبي»، بل كحليّاً، على الأرجح، بعد انقضاء الساعة.