فيلم «ستار وورز» جديد يسعى لاستعادة وهج سلسلة الأفلام السابقة

دخل الفيلم الجديد من سلسلة أفلام «ستار وورز» مرحلة التصوير في استوديوهات باينوود، في بريطانيا، وتحت إشراف «شركة لوكاس فيلم» التي واكبت سلسلة الأفلام الفضائية هذه منذ إطلاق الجزء الأول في عام 1977.
الفيلم الجديد سينطلق لعروضه التجارية في سنة 2027، أي بعد 50 سنة على إطلاق الفيلم الأول، ويتولّى إخراجه شون ليفي الذي من بين نجاحاته التجارية The Adam Project في العام الماضي، ومن بين إخفاقاته Deadpool & Wolverine، سنة 2022.
أما البطولة فستتوزّع بين رايان غوزلينغ، وآمي آدمز، وميا غوث، وآرون بيير. وهناك تعتيم على الحكاية، لكن منتجة الفيلم، كاثلين كندي، أفصحت عن أن الأحداث تقع بعد خمس سنوات من الجزء السابق، وستنتهج حكاية جديدة قد تشكل نواة لمسلسل منفصل.
نوستالجيا حرب النجوم
لا بدّ من ملاحظة أنه في الخمسين سنة الماضية، تغيّرت أمور عدّة ناتجة عن المتغيّرات المختلفة، التي تبدأ بحقيقة أن الفلم الأول الذي أخرجه جورج لوكاس كان إنتاجاً تمّ بالكثير من التردّد، ولا تنتهي في حقيقة أن التطوّرات التكنولوجية تجعل من ذلك الفيلم الأول، والفيلمين اللاحقين اللذين أكملا الثلاثية الأولى، قديمة الشكل، والجوانب التقنية. على ذلك، من ينشد النوستالجيا ما زال يستطيع مشاهدة تلك الثلاثية التي اختلفت عن جميع ما جرى إنتاجه من أفلام المغامرات الفضائية سابقاً.

ففي عام 1977 قام مخرج غير معروف اسمه جورج لوكاس، بالتقدم صوب شركة فوكس بمشروع فيلم خيال علمي تقع أحداثه في الفضاء برمّته، بعنوان «ستار وورز». وكان لوكاس أنجز قبل ذلك فيلماً صغيراً تلقفه النقاد بترحاب، وحقق، نجاحاً مقبولاً، نسبة إلى ضآلة كلفته، عنوانه «أميركان غرافيتي». وفكرت فوكس في مشروع «ستار وورز» وعاينت كلفته، وبما أنها لم تزد على عشرة ملايين دولار (تسعة ملايين ونصف تحديداً) وافقت على تمويله بعد تردّد.


ستار وورز... من تونس إلى وادي الموت
حسب كتاب How Star Wars Conquered the Universe («كيف قهر ستار وورز الكون»)، لكريس تايلور، فإن كريستوفر وولكن (وليس هاريسون فورد)، هو من كاد أن يؤدي دور المحارب هان صولو. ويبدو الأمر غريباً أكثر عندما يكشف الكاتب عن أن «هان صولو» بني على شخصية صديق لوكاس المخرج فرنسيس فورد كوبولا، من حيث إن كوبولا كان شاباً محارباً في سبيل ما يؤمن به من أفلام.
أما الفكرة ذاتها فهي جزيئات من استيحاءات شتى: فلسفة دينية في مواجهة ذيول الحرب الفيتنامية. أفلام الساموراي جنباً إلى جنب روايات جوزف كامبل. وحتى بعض الأسماء اقتبسها من معطيات مثيرة للغرابة، فالغوريللا الكبيرة التي سماها شيوباكا، مستوحى من صديق له اسمه «بل ووكي»، تميّز بطول قامته، وغزارة شعره.
تصوير الفيلم الأول تم في تونس (استضافه المنتج طارق بن عمّار موفراً الخدمات الإنتاجية)، وفي صحراء Death Valley في كاليفورنيا. لكن الميزانية، وبعد أربع سنوات من الانتظار، كانت من الضيق بحيث صرف المخرج النظر عن إعادة التصوير مكتفياً بلقطتين، أو ثلاث، في أغلب الأحيان.
على أن المتابع لا يحتاج إلى الكتاب المذكور ليعايش أفلام هذه السلسلة، وما آلت إليه من نجاح كبير.

في البداية، تم عرض ذلك الجزء الأول سنة 1977، في 42 صالة أمريكية فقط. وسجل خلال أسبوعه الأول ثلاثة ملايين دولار، لا غير، لكن مكوثه في الصالات منحه دفقاً تجاوز به، ليس ميزانيته الصغيرة فقط، بل ما كان متوقعاً منه، إذ تجاوزت إيراداته خلال فترة الصيف، وما بعد، 323 مليون دولار في الولايات المتحدة. وعالمياً، وصلت إيراداته إلى 775 مليون دولار.
جورج لوكاس كان أول المتفاجئين بهذا النجاح. وهُرع لكتابة جزء ثان بعنوان «الإمبراطورية تردّ الضربة» (The Empire Strikes Back)، وعرض سنة 1980، وجمع 248 مليون دولار حول العالم.
كم ملياراً حققت سلسلة حرب النجوم؟
بعد عشرين سنة من ذلك الجزء الثالث عمدت «شركة لوكاس فيلم» إلى إطلاق ثلاثية جديدة تقع أحداثها قبل الثلاثية الأولى، زمنياً.
الحكاية التي بنى عليها لوكاس نجاحه الأسطوري تحدثت عن غلبة المتمرّدين على الإمبراطورية الفاشية. وتستطيع أن توازي ذلك برموز العصر: المقاومون ضد النازيين، الفيتناميون ضد الأمريكيين، أو أيّ ثورة تنطلق من جماعة تطلب العدالة من قوى مهيمنة وكبيرة. هذا المنوال تغيّر في الأفلام التسعة التي تبعت الثلاثية الأولى. فالثورات المتعاقبة في الأفلام اللاحقة، لن تنجح إلا في شن معارك فردية وجماعية، قبل أن تعود إلى مواصلة القتال في الأفلام اللاحقة، لأنه إذا ما استطاعت الثورات الانتصار على الإمبراطورية المعادية فلن يبقى في سماء هذا المسلسل ما يمكن سرده.
والواقع، أنه لا يمكن تقدير القيمة الإجمالية لهذا المسلسل الناجح، والكبير حجماً، إلا بالنظر إلى مجمل إيراداته العالمية. ليس إيراد كل فيلم من هذه الأفلام فقط، بل مع المرّات المتعدّدة التي تم فيها طرح كل فيلم للتداول التجاري من جديد، (سينما أو أسطوانات). إن فعلنا ذلك فإن الرقم الإجمالي المسجل لهذه السلسلة، حتى الآن، هو رقم ضخم يبلغ 8 مليارات و900 مليون دولار.
اقرأ أيضاً: معلومات لا تعرفها عن أول فيلم في سلسلة «ستار وورز» Star Wars