سيقضي شابان، في العشرين والثلاثين من عمرهما، عقوبة طويلة خلف القضبان بعد أن تبيّن تورطهما في الاتجار بالمواد المخدرة والمؤثرات العقلية، بشكل سرّي، إلى أن كانت نهايتهما بإلقاء القبض عليهما إثر عملية «بيع فاشلة» أسهمت في كشف هويتيهما.
تفاصيل قصة الشابين التاجرين وكيفية إلقاء القبض عليهما، اطّلعت «كل الأسرة» عليها من الحكم القضائي الذي شدّد عقوبتهما لما يشكلّانه من خطر على المجتمع:
ووفقاً لتفاصيل القضية، فقد كان الشابان يعملان بالتنسيق مع بعضهما بعضاً في بيع المواد المخدرة والمؤثرات العقلية للمتعاطين، من خلال عرضها عليهم بطرق عدّة، سواء هاتفياً، أو عبر التعرف إليهم شخصياً.
استمر الاثنان على هذه الطريقة في العمل إلى أن عرض أحدهما، وهو التاجر العشريني، السّموم المخدرة على أحد الأشخاص، فما كان من الأخير إلا أن بادر بتقديم بلاغ إلى الجهات المُختصة في مكافحة المخدرات.
وعلى الفور، أعدّت مكافحة المخدرات كميناً للتاجر العشريني، وطلبت من الشخص الموافقة على شراء السموم المخدرة منه، فتواصل معه، واتفقا على اللقاء من أجل شراء مخدر «الميثامفيتامين»، مقابل مبلغ 350 درهماً.
وفي اليوم المحدّد، اتفق الاثنان على اللقاء بالقرب من أحد الفنادق لإتمام عملية الشراء، على أن يكون اللقاء في مكان عام، وفي وقت مُتأخر من الليل حتى لا يكون المكان مزدحماً بالناس والمارّة.
قرابة الساعة العاشرة مساء، توجه الشخص إلى المكان، تحت أعين مكافحة المخدرات، وجلس ينتظر حضور التاجر الذي كان مجهول الهوية في ذلك الوقت، ولا يعرف الاثنان بعضهما بعضاً.
بعد نصف ساعة، شاهد رجال المكافحة شاباً في العشرين من العمر يظهر في المنطقة، ثم أخذ يقترب نحو الشخص«المشتري» بحذر، وباشر في الحديث معه، وتبين أنه بالفعل التاجر المجهول «المُنتظر».
وقع في الفخ... وفشل البيع
أخرج الشاب المواد المخدرة واستلم المبلغ المالي من الشخص، وتمت عملية البيع التي اعتقد للوهلة الأولى أنها ناجحة، لكن المفاجأة التي كانت في انتظاره تمثلت في سرعة مداهمة رجال مكافحة المخدرات له، وتمكنهم من إلقاء القبض عليه مُتلبساً بجريمته، وبحوزته مبلغ الـ350 درهماً، ثمن المواد المخدرة التي سعى لبيعها والتكسّب منها.
ماذا بحوزته؟
بعد تدقيق هويته، تبيّن أن عمر الشاب 26 عاماً فقط، وأنه يحمل بحوزته كيسين صغيرين من مادة الميثامفيتامين التي تُعد من المؤثرات العقلية المحظورة، وتزن قرابة 0.35 غرام، إلى جانب العثور بحوزته على لفافة قصدير تحتوي على 0.13 غرام من مادة الهيرويين، ومؤثر عقلي من مادة الديازيبام المخدرة.
الشاب: أنا تاجر وبعت للعديد
أقرّ الشاب على الفور بأنه جلب المواد المخدرة ليبيعها إلى الشخص، وأنه يتاجر بها، مؤكداً أنه يجلبها من شاب آخر يعمل معه في المجال ذاته.
أقرّ الشاب أيضاً بأن هذه المرة ليست الأولى التي يبيع فيها المخدرات، وأنه سبق أن زوّد العديد من الأشخاص بالمواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وبمبالغ مالية متفاوتة، بهدف الحصول على الربح المالي السريع.
الثاني «ثلاثيني»
سقط الشاب الأول وأفصح عن هوية الثاني الذي يتاجر معه بالمواد المخدرة، وتبيّن أنه أكبر سناً منه، حيث يبلغ من العمر 34 عاماً، فداهمت الشرطة مقر سكنه، وألقت القبض عليه.
تاجران ومُدمنان أيضاً…
وفقاً لتفاصيل القضية، فإن الفحوص المخبرية للإثنين أظهرت أنهما لا يتاجران بالمواد المخدرة فقط، بل مُدمنان، ويتعاطيان أيضاً هذه السموم، حيث تبين احتواء جسم الشاب العشريني على مركّبات مخدرة لمواد «مورفين، وميثامفيتامين، وأمفيتامين، وبريجابالين»، فيما تبيّن احتواء جسم الثلاثيني على مخدر المورفين.
3 تهم جنائية
رفعت النيابة العامة لائحة اتهام بحق الشابين إلى الهيئة القضائية في المحكمة الابتدائية، موجهة لهما 3 تهم، تتمثل في «حيازة مواد مخدرة ومؤثرات عقلية»، و«الاتجار بها»، إلى جانب تهمة «التعاطي في غير الأحوال المرخص بها قانوناً».
وطالبت النيابة العامة بمعاقبتهما عملاً بالمادة 57 البند ثانياً من المرسوم بقانون مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، التي تنص على عقوبة الإعدام للمتاجرين بالمخدرات.
كما طالبت النيابة بمعاقبتهما عن تهمة التعاطي عملاً بالمادة 41 البند أولاً، التي تنص على أن «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر أو بالغرامة التي لا تقل عن عشرين ألف درهم، ولا تزيد على مائة ألف درهم، كل من تعاطى بأيّ وجه، أو استعمل شخصياً، في غير الأحوال المرخص بها...».
نهاية الشابين سجن مؤبد
دانت المحكمة الابتدائية الشابين بالتهم الموجهة إليهما، وقضت بمعاقبتهما بالسجن المؤبد، ومدته 25 عاماً، وبمنعهما من تحويل أو إيداع أية أموال للغير، بذاتهما أو بواسطة الغير، إلا بإذن من مصرف الإمارات المركزي، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، لمدة سنتين بعد انتهاء تنفيذ العقوبة، إلى جانب الحكم بإبعادهما عن الدولة بعد قضاء مدة الحكم.