17 سبتمبر 2025

دانية فيصل الملا: سر النجاح يكمن في التميز والتوازن

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

في عالم صناعة المحتوى وريادة الأعمال، تختار بعض الشخصيات أن تكون جزءاً من هذا التحوّل، لا مجرّد متابع له. ومن بين هذه الشخصيات، تبرز دانية فيصل الملا، أو كما يعرفها جمهورها على منصات التواصل الاجتماعي بـ «ديفا دي»، التي لا تكتفي بنشر محتوى رقمي لامع، بل تصوغ من حضورها صوتاً مؤثراً يعكس قوة المرأة الإماراتية، وطموحها اللامحدود.

فخلال مشاركتها، أخيراً، في الجلسة النقاشية «المرأة ترسم ملامح المستقبل»، في دبي فستيفال سيتي مول، احتفالاً بالمرأة الإماراتية، استعرضت دانية الفيصل قدرتها على الجمع بين كونها مدوّنة مؤثرة، وسيدة أعمال، وزوجة وأمّاً، وكشفت في حوار لـ«كل الأسرة» سرّ نجاحها الذي يكمن في التوازن، وفي الإيمان بقدرات المرأة حين تُمنح الفرصة:

مجلة كل الأسرة

ماذا يعني لكِ الاحتفاء بإنجازات المرأة الإماراتية؟

الاحتفاء بالمرأة الإماراتية وتخصيص يوم لذلك، بمثابة محطة نتوقف عندها للتأمل في الرحلة بأكملها؛ رحلة مملوءة بالتحدّيات والإنجازات والدروس. إنه تذكير بأن ما وصلنا إليه لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية قيادتنا الرشيدة التي آمنت بقدرة المرأة، ومنحتها كل أشكال الدعم، وثمرة أُسر، ومجتمع وقف إلى جانبنا ليمنحنا القوة والثقة.

المرأة الإماراتية اليوم لم تعد تبحث عن موقع لها، فهي بالفعل في قلب المشهد، شريكة في بناء الوطن، ورافعة للتنمية. نجدها في الإعلام تصنع خطاباً مؤثراً، وفي ريادة الأعمال تطلق مشاريع مبتكرة، وفي العلوم والتكنولوجيا تخوض ميادين المستقبل بجدارة. هذه الصورة تجعلنا ندرك أن الحديث عن المرأة ليس مجرّد حديث عن نصف المجتمع، بل عن طاقة كامنة توازي قوة وطن بأكمله.

وما رسالتك للفتيات الإماراتيات اللواتي يحلمن بخوض الإعلام أو ريادة الأعمال؟

رسالتي بسيطة جداً: لا تضعن حدوداً لأنفسكن. كل مجال بدأ بشخص تجرّأ وخاضه أولاً. إذا كان لديكنّ شغف، وشجاعة، واستمرارية، ستجدن أن الطريق يُفتح أمامكن. الإمارات بلد الفرص اللامحدودة، آمِنّ بأنفسكن واتّخِذن الخطوة الأولى فقط.

مجلة كل الأسرة

تُعرفين اليوم كأم، وزوجة، وسيدة أعمال، ومؤثرة على السوشيال ميديا.. كيف توازنين بين كل هذه الأدوار؟

التوازن ليس مثالياً أبداً، لكنه يظل ممكناً إذا تعاملنا معه بوعي ومرونة. أنا أؤمن بأن لكل مرحلة من حياتنا أولوياتها، ولذلك أضع هذه الأولويات بوضوح أمامي، حتى لا أتشتت. أنظّم وقتي بعناية، وأحرص على أن يكون لكل جانب من جوانب حياتي مساحته الخاصة، لكنني في الوقت نفسه لا أضغط على نفسي بما يفوق طاقتي. أستند كثيراً إلى دعم عائلتي، فهي السند الذي يمنحني القوة لأواصل، وأدرك أن نجاحي ليس فردياً، بل هو ثمرة تكاتفنا معاً.

الأهم من ذلك، أنني أُذكّر نفسي دائماً بأن السعي للكمال مرهق، وغير واقعي، لذلك أسمح لنفسي بأن أتمهّل، وألتقط أنفاسي. في النهاية، الحضور والوجود الحقيقي مع من نحب، ومع ما نؤمن به، أهم بكثير من السعي وراء صورة مثالية لا وجود لها. أريد أن يتذكرني أطفالي بأنني كنتُ قريبة منهم، أصغي إليهم، وأشاركهم تفاصيلهم، أكثر مما يتذكرونني كأم مشغولة تبحث عن المثالية. وكذلك في عملي، أحرص أن أكون حاضرة بكل شغف وإخلاص، حتى لو لم يكن كل شيء كاملاً. فالحضور، في رأيي، هو جوهر النجاح في الحياة الشخصية والمهنية، على حد سواء.

مجلة كل الأسرة

إذن، العائلة تلعب دوراً محورياً في مسيرتك؟

بالتأكيد. عائلتي هي الأساس الذي أستند إليه. دعمها وتشجيعها يمنحاني القوة للاستمرار، والأمومة علّمتني الصبر والمرونة، وهذه القيم تنعكس في عملي، وفي طريقة تواصلي مع الناس.

وماذا عن مشاريعك المقبلة؟

هناك مشروع قريب جداً إلى قلبي نعمل عليه حالياً، ما زال في طور التحضير والتخطيط الدقيق، لذلك لا أستطيع الكشف عن تفاصيله الآن. لكن ما أستطيع أن أؤكده هو أن هذا المشروع ليس مجرّد فكرة، أو تجربة عابرة، بل هو انعكاس لرؤية عميقة تجمع بين الإبداع، وروح التعاون، والعمل الجماعي. نحن نطمح من خلاله إلى إبراز طاقات حقيقية يمكنها أن تصنع فرقاً في المجتمع، وأن تقدّم محتوى يحمل رسالة واضحة، ويلامس الناس بصدق، المشروع سيُظهر كيف تستطيع المرأة الإماراتية أن تكون صاحبة أثر، وصوت يتجاوز حدود المكان والزمان. فباعتقادي أن المرأة الإماراتية اليوم تعيش مرحلة استثنائية؛ فهي تجمع بين الأصالة والجذور، من جهة، والانفتاح على العالم بكل تطوّراته، من جهة أخرى. هذا التوازن هو الذي يمنحها قوة أن تكون مصدر إلهام، داخل الوطن وخارجه.

مجلة كل الأسرة

بهذه الروح المتفائلة، تواصل دانية فيصل الملا رحلتها كمثال حيّ على أن المرأة الإماراتية ليست شريكاً في التنمية فقط، بل أيضاً رمز للإلهام وقوّة الإرادة، قادرة على أن توازن بين الحلم والمسؤولية، وأن تنسج قصتها الخاصة لتشاركها مع العالم.