تمكنت 5 فتيات، ومن خلفهنّ رجل يُدير أعمالهنّ، من الإيقاع بشاب في شباكهنّ، عبر نشر إعلان وهمي لخدمات تدليك على صفحة في برنامج التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ليكتشف الشاب أن هذا الإعلان كان طُعماً لاصطياده، والإيقاع به في قبضتهنّ، ثم سرقته.
تفاصيل قصة الشاب، وما حدث معه أثناء وجوده في قبضة الفتيات، اطّلعت «كل الأسرة» عليها من حكم قضائي دانهنّ وبرفقتهنّ الرجل، بتهمة حجز الشاب والاستيلاء على ماله:
بدأت تفاصيل القصة عندما كان الشاب يتصفح صفحته على موقع «فيسبوك»، ليجد أمامه إعلاناً عن خدمات تدليك في منطقة قريبة من المكان الذي يقطن فيه، فأبدى رغبته في الحصول على هذه الخدمات.
اتصل الشاب برقم الهاتف المرفق، فردّ عليه الرجل وأبلغه أن لديه شقة لتقديم خدمات التدليك، ثم أرسل إليه رابط عنوان الشقة، ومكان تواجدها، برسالة نصية عبر تطبيق «واتساب».
لقاء الفتيات
في الساعة الحادية عشرة مساء، توجه الشاب إلى الشقة وطرق الباب، ففتحت له إحدى الفتيات الباب، فدخل إلى المكان الذي كان مظلماً، ويعطي انطباعاً بالأجواء التي تُقدم فيها هذه الخدمة غير القانونية.
يروي الشاب: «شاهدت في البداية 3 فتيات، ثم باقي الفتيات. وبشكل مفاجئ بعد دخولي، جلست إحداهنّ فوقي، وأقدمت ثانية على إمساكي، فيما قامت ثالثة بتفتيشي، واستولت على هاتفي النقال، وجواز سفري، ومبلغ ألفي درهم، وبطاقتي البنكية».
كان الشاب في حالة صدمة من هذا التصرف، وما لم يكن يعلمه أن ما قُمن به لم يكن سوى خطة للاستيلاء على أمواله، وسرقته، وأنه وقع في الفخ الذي نُصب له.
وبشكل متسارع، تحوّلت أجواء المكان إلى تهديد للشاب، والاعتداء عليه بالضرب، ثم السيطرة عليه بشكل كامل، فيما لم يتمكن من مقاومتِهنّ، أو الدفاع عن نفسه أمام عددهن.
يقول الشاب: «في تلك الأثناء، فتحت إحداهنّ هاتفي النقال، ثم مسحت كل المحادثات التي جرت بيني وبين الشخص الذي تواصلت معه، ويعمل معهنّ، وهددتني بالقتل في حال قدمت بلاغاً».
سحب 10 آلاف درهم
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أخذت فتاة البطاقة البنكية للشاب، وتوجهت إلى أحد أجهزة الصراف الآلي وسحبت مبلغ 10 آلاف درهم، بعد أن تم إجباره على البوح بالرقم السري للبطاقة.
تهديد ووعيد
عقب ذلك، عادت الفتيات إلى تهديد الشاب بأنه في حال الإبلاغ عمّا حدث سيتعرض للقتل، وأنهنّ يعرفن عنوانه، وبياناته الشخصية والمالية، ثم أطلقن سراحه، فهرع إلى حارس البناية، وطلب منه إبلاغ الشرطة بالواقعة، ففعل.
ضبطهنّ ومعهنّ هواتف وجهاز حاسب
وفقاً لتفاصيل القضية، فقد توجهت الشرطة إلى الشقة التي تبيّن أنها كانت مستأجرة من أجل تنفيذ الجريمة فقط، وغادرتها الفتيات بعد الواقعة، لكن تمكّنت من التعرف إلى هوياتهنّ، وضبطهنّ لاحقاً، وضبط الرجل الذي كان متواطئاً برفقتهن.
كما ضبطت الشرطة بحوزة الفتيات والرجل 10 هواتف نقالة، وجهازي حاسب آلي محمول، كانت جميعها تُستخدم لغرض استدراج ضحايا من أجل سرقتهم في شقق يتم استئجارها من قبلهم.
الرجل: نستخدم صور الفاتنات
أما الرجل، فقال عن دوره في التحقيقات: «إنه يدير عملية استدراج الضحايا عن طريق عرض صور فتيات فاتنات على برامج التواصل الاجتماعي، بالاتفاق مع جميع الفتيات اللواتي تربطه بهنّ علاقة صداقة».
وأضاف: «في يوم الواقعة، تمكّنا من سرقة البطاقات البنكية للمجني عليه، حيث اتصلت بي إحدى الفتيات، فتوجهت إلى مكان بالقرب من الشقة، واصطحبتها لجهاز الصراف الآلي، وسحبنا الأموال من حساب المجني عليه، بعد أن تم إجباره على تزويدنا بالرقم السّري للبطاقة. وسلّمتني مبلغ 10 آلاف درهم، وبعدها غادرت المكان».
فتاة تعترف: نستدرج الضحايا
أما إحدى الفتيات، فقالت: «إنها تعمل مع باقي الفتيات في استدراج الضحايا الراغبين في علاقات غير شرعية، أو الحصول على خدمات تدليك، وإن الرجل برفقتِهن هو من يدير العملية، وإنه في يوم الواقعة طلب منهن التوجه إلى الشقة لاستقبال المجني عليه، بعد استدراجه إليها».
وأضافت: «في يوم الواقعة، حضر المجني عليه، وكنت متواجدة في دورة المياه، وعند خروجي شاهدته يصرخ على الفتيات، فقمنا جميعاً بتقييده، وأخذ بطاقاته البنكية، وسرقة ماله».
تهمتان جنائيتان
رفعت النيابة العامة لائحة اتهام بحق الفتيات الخمس، والرجل، إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، موجهة لهم تهمتين الأولى: «حجز المجني عليه باستخدام القوة، وبغرض الكسب، بأن قاموا باستدراجه إلى إحدى الشقق، والاعتداء عليه، وحجز حريته، وأخذ هاتفه المتحرك، ومبلغ ألفي درهم، وبطاقته الائتمانية».
أما التهمة الثانية، فتمثلت في «استخدام بطاقة ائتمانية وبطاقة بنكية عائدتين للمجني عليه، من دون تصريح، في سحب مبلغ مالي قدره 10 آلاف درهم من جهاز صراف آلي».
وطالبت النيابة العامة بمعاقبة الفتيات والرجل، بعقوبة السجن، وإبعادهم عن الدولة، وإيقاع غرامة مالية بحقهم، عملاً بالمرسوم بقانون اتحادي رقم 31 لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات، والمرسوم بقانون اتحادي رقم 34 لسنة 2021 في شأن مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية.
3 سنوات وغرامة وإبعاد
خلصت المحكمة بعد نظر القضية، إلى إدانة الفتيات والرجل، بالتهمتين الموجهتين إليهم، وقضت بسجنهم جميعاً لمدة 3 سنوات، وتغريمهم مبلغ 12 ألف درهم، وأمرت بإبعادهم عن الدولة بعد قضاء مدة الحكم.