المخرج الإيطالي باولو سورنتينو سبق له أن حقق أفلاماً حول سياسيين إيطاليين، كاشفاً فسادهم الإداري والسياسي. في جديده هذا LA GRAZIA يختار النموذج المقابل الذي يمكن وصفه بالنزيه.
«الشكر» هو فيلم افتتاح الدورة 82 التي انطلقت في السابع والعشرين من أغسطس، وهو أيضاً فيلم هدية لعشاق أفلام مخرجه باولو سورنتينو، ومنحاه في معالجة أزمات الرجال البالغين.
يدور عن رئيس جمهورية إيطاليا في حقبة قريبة. سياسي اسمه ماريانو ديسانتيس، ويؤديه الممثل الذي صاحب العديد من أفلام سورنتينو سابقاً، توني سرفيللو.
في «الشكر» حبكة في ساعتين وربع الساعة، من العرض الشغوف بالتشكيل الجمالي، عبر لقطات بثتها مديرة تصوير أفلام سورنتينو المفضّلة (عملت على معظم أفلامه)، داريا دانطونيو. الرئيس ماريانو على مشارف انتهاء ولايته في غضون الأشهر الستّة المقبلة. وما زال مطالباً باتخاذ قرارات هامّة قبل أن يغادر قصر الرئاسة.
المخرج الإيطالي باولو سورنتينو
يُلقي المخرج على بطله ظلال السنين الستين التي يعيشها، وشعوره بفراق زوجته قبل حين، وبعض اللمحات من ماضيهما (مشهد رقيق له وهو يستعيد ذكرياته بلمس ملابسها). لا يحدّد الفيلم رابطاً مشتركاً بين هذا العاطفي والقضيتين اللتين تنتظران قراره: امرأة قتلت زوجها بعد سنوات عدّة من العنف الذي تحمّلته منه. وأستاذ مدرسة قتل زوجته التي فقدت ذاكرتها وحوّلت حياته إلى جحيم.
طاقم الفيلم أثناء عرضه في افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي 2025
هناك مشهد للرئيس يجلس مع باقي المنتظرين في قاعة السجن، ليقابل المتهم قاتل زوجته. كان يستطيع أن يدخل المقابلة من دون انتظار لكنه لا يرضى. بذلك يمنحه الفيلم صفة مثالية، لولا أنه في مشاهد أخرى، ولو محدودة، يعرض بعض نواقصه كالشعور بالزهو، وبقليل من عدم الثقة.
هذا الرئيس مختلف عن رؤساء آخرين. هو رئيس تخيّله سورنتينو كما لو كان أمنية: ما يقوله سورنتينو هنا هو أن الرؤساء (كأمثال أندريوتي وبرلسكوني الواردان في فيلمه السابقين) هما الواقع، وهذا الرئيس المتخيّل هو ما يجب أن يكون عليه كل رئيس.