فيلم 196 متر، إخراج شكيب طالب بن دياب، إنتاج الجزائر، وهو من النوع البوليسي عن خطف الأطفال.. هناك تذكير بالسنوات السوداء، كما تمت تسميتها، التي مرّت البلاد بها في التسعينيات، والتي أدّت مآس عنيفة ودامية، على أيدي متطرفين بدا كأنما ستؤول البلاد كلها إليهم.
«196 متر» (أو «الجزائر كما عنوانه الغربي)، يبدأ وينتهي مثل وتر مشدود. سيارة تدخل شارعاً ضيقاً، وتلاحق فتاة صغيرة تلعب وحدها. تتوقف، وتتقدم الفتاة لنافذة السيارة مستطلعة. يتم سحبها من النافذة إلى داخل السيارة، وتنطلق السيارة بها مبتعدة. الشاهد الوحيد أخوها الصبي الذي كان يلعب مع رفاقه في الحارة. ركض وراء السيارة الهاربة لكنه لم يستطع التقاط رقم السيارة ولا إفادة تنفع المحققين كثيراً.
يقوم بالتحقيق ضابط أول اسمه سامي (نبيل عسلي)، ومساعده خالد (هشام مصباح)، ويلتقيان مع طبيبة نفسية اسمها دنيا (مريم مدكران)، هزّتها حادثة الخطف، وعرضت مساعدتهما للبحث عن الجاني. لديها في البداية فكرة لم تتعدّ بعد حدود النظرية، ولم تحظ باهتمام المحققين، هذا قبل أن يدرك سامي احتمال أن تكون دنيا على حق.
سيتم الكشف عن المجرم في النهاية، لكن الطريق ليس ممهداً، ولا القصّة مُعالجة على نحو متوقع، رغم محطّات متفرقة توحي بأحداث لاحقة. هناك خلاف بين سامي ومساعده الذي يؤمن بالعنف وسيلة لاستخراج الحقائق. يمنعه سامي قائلاً له (تذكر أنك رجل قانون أولاً)، هذا قبل طرده من الخدمة معه، في الوقت الذي بدأ فيه بالاستماع، جدّياً، لما توصلت دنيا إليه من معلومات. دنيا وسامي، ومعهما مساعد جديد (علي الناموس)، ينجزون المهمّة في سيناريو ينجح في طرح توقعات واحتمالات بحدّة، موفراً التشويق من بداية الفيلم حتى نهايته.