14 أغسطس 2025

جامع الشيخ زايد الكبير… منارة نور وسلام تتصدّر «أبرز معالم العالم»

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

في قلب أبوظبي النابض بالحياة، يعلو جامع الشيخ زايد الكبير كمنارة بيضاء تشق عنان السماء، يلفّه سكون مهيب، وتنثر أروقته عبيراً من الإيمان، وروعة الجمال، حيث تلتقي الخطوات القادمة من أقاصي الأرض، فتتوحّد الأرواح على بساط المحبة والسلام، وجلال المعنى، في حضرة تحفة معمارية إسلامية تنطق بالقيم السامية، وتفتح ذراعيها للزائرين من كل لغة وثقافة، لتحصد أخيراً، مرتبة متقدمة في قائمة «أبرز معالم العالم».

مجلة كل الأسرة

إنجاز عالمي جديد لعام 2025، أهدى هذا الصرح العالمي للإمارات إنجازاً جديداً يضاف إلى سجله الحافل، إذ حلّ جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي في المرتبة الثامنة عالمياً، ضمن قائمة «أبرز معالم الجذب» التي تصدرها منصة «تريب أدفايزر» العالمية المتخصصة في السفر والسياحة، متقدماً مركزين عن تصنيفه في عام 2024، وحافظ في الوقت ذاته على المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط، متصدراً قائمة تضم 10 من أبرز المعالم في المنطقة. وجاء هذا التصنيف بعد تحليل شامل لأكثر من ثمانية ملايين معلم سياحي حول العالم، ليكون الجامع ضمن أفضل 1% من هذه المعالم، ما يعكس مكانته المرموقة، إقليمياً ودولياً، ويؤكد دوره الريادي في تعزيز السياحة الثقافية في دولة الإمارات.

مجلة كل الأسرة

حضور مميّز لجامع الشيخ زايد الكبير في الفجيرة

ولم يكن الإنجاز حكراً على أبوظبي وحدها، إذ برز أيضاً جامع الشيخ زايد الكبير في الفجيرة، كأحد أبرز المعالم الثقافية الناشئة، حيث جاء ضمن أفضل 10% من المعالم حول العالم وفقاً لاختيارات المسافرين، رغم حداثة تفعيل خدمة الزيارات فيه، ما يُعد إنجازاً لافتاً، يعكس الجاذبية الاستثنائية لهذا الصرح، منذ افتتاحه أمام الجمهور.

رؤية قيادية وخطط استراتيجية

من جهته، أكد الدكتور يوسف العبيدلي، المدير العام لمركز جامع الشيخ زايد الكبير، أن هذه النجاحات المتلاحقة تجسّد الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة، وثمرة لخطّة استراتيجية متكاملة تهدف إلى تطوير الخدمات، وتقديم تجارب نوعية لضيوف الجامع، على مدار العام. وقد شملت هذه الجهود تطوير البنية التحتية والثقافية، ورفع كفاءة المرافق، وتمكين الكوادر الوطنية، بخاصة الشباب، لتقديم الجولات الثقافية، وخدمة الزوار من مختلف دول العالم، في إطار برامج نوعية تعكس رسالة الجامع الحضارية.

مجلة كل الأسرة

سبعة ملايين زائر ومصلٍّ من شتى أنحاء العالم

وأضاف: «إن هذه الإنجازات تفتح أمام المركز آفاقاً جديدة نحو المستقبل، بخطط واستراتيجيات تعزز دوره الحضاري، وتمنحه القدرة على مواصلة تقديم خدمات ترتقي بتجارب الضيوف باستمرار، من خلال برامج دينية وثقافية، ومعارض، ومبادرات تجسد رسالة الجامع، وتقدم بأسلوب حضاري متجدّد يواكب تطلعات الزوار، ويحقق الرؤى. ولعل ما يميز جامع الشيخ زايد الكبير أنه يتجاوز دوره كمكان للعبادة، واحتضان الشعائر، ليكون مرجعاً عالمياً للعمارة الإسلامية، وملتقى للثقافات، ومنصة لتجسيد رسالة الإمارات في السلام والتسامح. فهو مقصد سنوي لما يقارب سبعة ملايين زائر ومصلٍّ من شتى أنحاء العالم، يشكل الزوار الدوليون منهم نحو 82%، ما يجعله محطة رئيسية في جدول كبار الشخصيات، والوفود الرسمية».

مجلة كل الأسرة

خدمات ومرافق متكاملة

ويعمل مركز الجامع على تطوير خدماته في جميع المرافق التابعة له وفق معايير عالية الجودة، لتلبية احتياجات ضيوفه. ويمكن لزوار جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي أن يقضوا يوماً كاملاً في رحابه، مستفيدين من مرافق «مركز الزوار» الذي يضم قاعات للمعارض، ومسرحاً، ومكتبة متخصصة، إضافة إلى «سوق الجامع»، بما يحتويه من محال ومناطق ترفيهية ومطاعم تناسب مختلف الفئات العمرية. أما ممشى الجامع الرياضي، فيتيح لأفراد المجتمع، من مختلف الجنسيات، ممارسة الرياضة، وسط مشهد بانورامي ساحر يطل على الجامع.

مجلة كل الأسرة

جولات ثقافية مبتكرة

كما يحرص المركز على تقديم تجارب ثقافية متنوعة، تأتي في مقدمتها الجولات الثقافية التي يقودها نخبة من أبناء الوطن، ممن يجيدون التواصل مع مختلف الجنسيات والثقافات، وينقلون صورة حية عن رسالة الإمارات. ومن بين هذه التجارب جولات «لمحات خفية من الجامع»، التي تنقل الزوار عبر سيارات كهربائية لاستكشاف تفاصيل معمارية وجمالية فريدة، والجولات الليلية «سُرى» التي تتيح زيارة الجامع على مدار 24 ساعة، موجهة خصيصاً لزوار أبوظبي من المسافرين العابرين، أو من لا تسمح لهم جداولهم بزيارته خلال ساعات العمل الرسمية، حيث يطلعون على أنشطة نادرة، مثل أعمال الصيانة والتنظيف الاستثنائية.

ابتكارات لخدمة الزوار ولإثراء تجربة الزائر

يوفر الجامع أيضاً خدمة «الدليل»، وهو جهاز وسائط متعدّدة يتيح جولات افتراضية بـ14 لغة عالمية، إلى جانب جولات بلغة الإشارة لفئة الصم، وجولات مخصصة للأطفال.

مجلة كل الأسرة

وجهات ثقافية رائدة

وفي خطوة أخرى تعكس التوسع المستمر في التجارب الثقافية، برزت «قبة السلام» كمقصد ثقافي يجمع بين الأصالة والابتكار، ويقدم للزوار تجربة شاملة تحت سقف واحد. كما تعزز مكتبة الجامع، والمسرح الثقافي، والمعارض الدائمة والمؤقتة، الحضور الثقافي للمكان، إذ تستضيف فعاليات مثل معرض «الأندلس: تاريخ وحضارة»، ومعرض «النقود الإسلامية: تاريخ يكشف»، ومعرض «ملامح فنية: خطوط أنيقة ومعالم ملهمة»، ومعرض «الحج: رحلة في الذاكرة».

مجلة كل الأسرة

تجارب غامرة تحمل رسالة السلام

ويضم الجامع أيضاً «متحف نور وسلام» الذي يقدم محتوى تفاعلياً يجمع بين الفن والمعرفة، وتجربة «ضياء التفاعلية – عالم من نور» التي تأخذ الزائر في رحلة حسية باهرة، بتقنية 360 درجة، تجمع بين المؤثرات البصرية والصوتية والرياح، ليعيش تجربة تبدأ من الفضاء، وتنتهي على أرض الإمارات، في مشهد يعكس جوهر رسالة الجامع في نشر النور والسلام.

رسالة تتجاوز حدود المكان والزمان

بهذه المزايا والرسائل، يظل جامع الشيخ زايد الكبير – سواء في أبوظبي أو الفجيرة – منارة مضيئة على خريطة السياحة الثقافية العالمية، ورمزاً لبلد يؤمن بأن الجمال المعماري والرسالة الإنسانية يمكن أن يجتمعا ليخلقا أثراً باقياً في القلوب، يتجاوز حدود المكان والزمان.