انتهت أعمال مهرجان كارلوفي فاري في جمهورية التشيك، قبل أيام، والفيلم الفائز بالجائزة الأولى هو «الأفضل أن تصاب بالجنون في البرية». جدير بالذكر أن المهرجان التشيكي بات من أهم المهرجانات الدولية منذ انفصاله عن شقيقه مهرجان موسكو.. التالي نقد للفيلم.
BETTER TO GO MAD IN THE WILD
ميرو ريمو
جمهورية التشيك | تسجيلي
تمّت دعوة هذا الناقد إلى الدورة الجديدة من مهرجان «كارلوفي فاري»، لكنه لم يستطع تلبيتها لأسباب خاصّة. كان عليه اعتماد منصّات مدفوعة الثمن لمشاهدة عدد من أفلام هذا المهرجان على النت. أول هذه الأفلام كان «الأفضل أن تصاب بالجنون في البريّة» الذي حاز الجائزة الأولى.
هل استحق الجائزة الأولى؟
الجواب هو إمّا أن هناك ما فات هذا الناقد من عناصر وخصال في هذا الفيلم (وهذا مشكوك في أمره)، وإما إنه كان بالفعل أفضل ما تم عرضه في هذه الدورة. لكن نظرة على عدد آخر من الأفلام التي عرضها المهرجان في مسابقته تقود إلى التفكير في أنه كان- على الأرجح فعلاً- أفضل ما كان متوفراً.
إنه عن شقيقين توأمين في الستينيات من عمريهما، يعيشان في منطقة تشيكية نائية، غير بعيد عن الحدود الألمانية. يمكن التفرقة بينهما بذراع أحدهما المقطوعة بسبب حادثة، أو بأن الآخر مدمن الشرب. الفيلم تصوير لاختيار حياة من الصعب معرفة أسبابها، سوى رغبتهما في العزلة. لكن هذه الرغبة لا مبرر معروفاً لها، ما يبقي التساؤل عن السبب قائماً.
من الصعب كذلك معرفة ما الذي فرض عليهما العيش معاً، على الرغم من مشاجراتهما الدائمة. كل ينتقد الآخر، ويتذمر من تصرفاته. صحيح أن هناك بعض المشاهد التي يسودها الهدوء والوئام، لكن تلك التي تظهر تبرّم كل منهما من الآخر، ونقده له، هي أكثر عدداً، ما يجعل الفيلم منوالاً واحداً على صعيد مضمونه.
أخرج الفيلم التشيكي ميرو ريمو، الذي سبق له وأنجز أفلاماً قصيرة. النواحي الفنية والبصرية والجمالية ترفع من قيمة الفيلم. الأسلوب التسجيلي المعتمد رصين، والتصوير جيد دوماً. ما افتقده الفيلم بعض المشاهد التي تبرّر لنا اختيار موضوعه.