10 أغسطس 2025

غبيشة الكتبي: طب الصقور يحتاج لمهارات شابة تخدم تراثنا

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

في وطن يعتز بإرثه، ويؤمن بقدرات أبنائه وبناته، تبرز نماذج نسائية إماراتية استثنائية، يخضن مجالات نادرة، وميادين غير تقليدية، من بينهنّ تلمع الدكتورة غبيشة طالب الكتبي، أول طبيبة إماراتية متخصصة في طب الصقور، حيث اختارت أن تربط بين شغفها بالحيوانات وحبها لتراث الصقارة، لتسلك درباً غير مألوف، وتفتح آفاقاً جديدة للمرأة الإماراتية في الطب البيطري، وباتت نموذجاً ملهماً للشباب الذي يسعى لحماية التراث بأساليب علمية، حديثة ومتطورة.

أول طبيبة صقور إماراتية
أول طبيبة صقور إماراتية

في هذا الحوار الخاص، تتحدث الدكتورة غبيشة الكتبي عن بداياتها، والدعم الذي تلقته من القيادة الرشيدة، والتحدّيات التي واجهتها في التعامل مع الطيور الجارحة، لتروي قصة نجاح عكست تحوّلاً أوسع في دور المرأة الإماراتية، ويبعث برسالة أمل لكل فتاة تسعى للتميز في ميدانها، مهما بدا الطريق مختلفاً، أو غير مألوف.

مهنة طب الصقور رسالة لحفظ التراث الوطني
مهنة طب الصقور رسالة لحفظ التراث الوطني

ما سبب اختيارك مجال طب الصقور؟

أن أكون طبيبة صقور إماراتية ليس مجرّد وظيفة، بل مسؤولية تجاه إرث ثقافي عميق. والصقر ليس مجرّد طير، بل رمز لهويتنا وشعار دولتنا. ومن خلال هذا العمل، أُسهم في حماية هذا الموروث الغالي على قلوبنا، وأؤمن بأن مستقبل المرأة الإماراتية في جميع التخصصات، بما فيها الطب البيطري، مشرق، وقائم على ثقة ودعم لا محدود من وطنها.

من الداعمين لك؟ وكيف طوّرت نفسك في هذا المجال؟

الدعم الكبير الذي حظيت به من القيادة الرشيدة منذ بداياتي هو ما أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم. فقد منحني الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، الفرصة لأتدرب في مستشفى دبي للصقور، حيث بدأت رحلتي الفعلية في هذا المجال. ومن هناك، انطلقت لمسيرة مهنية أوسع، عملت خلالها في مشاريع داخل الدولة، وخارجها، في المغرب وباكستان، كطبيبة بيطرية مرافقة في رحلات المقناص الرسمية. وهذا لم يكن ليتحقق لولا ثقة القيادة بكفاءات المرأة الإماراتية، وإيمانها بدورها.

غبيشة تعالج أحد الصقور المصابة
غبيشة تعالج أحد الصقور المصابة

ما المهارات المطلوبة في طب الصقور؟ وما التحدّيات التي تواجهك؟

الصقور مخلوقات حسّاسة للغاية، وتتطلب رعاية دقيقة، خصوصاً في مناخ الإمارات الصحراوي، فقد واجهت حالات صعبة، وطيوراً لم تستجب للعلاج بسهولة، وأحياناً واجهت صعوبة في إقناع بعض المنتجين والصقارين بالأساليب الحديثة. لكننا استطعنا تجاوز هذه التحدّيات، وأنا الآن أعمل على مشروع بحثي لتطوير أساليب علاجية جديدة للصقور، باستخدام تقنيات مبتكرة، بعيداً عن الطرق التقليدية.

حدّثينا أكثر عن بحثك العلمي الجديد لعلاج الصقور بطرق تجديدية

أنا اليوم أعمل في مركز الإمارات لأبحاث التكنولوجيا الحيوية، وأجري بحثاً علمياً هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة، حول إدخال الطب التجديدي لعلاج الصقور. هذا المشروع يفتح آفاقاً جديدة في طب الطيور الجارحة، ويهدف لإيجاد حلول طبية أكثر فعالية، وأقل تدخلاً. المشروع في مراحله المتقدمة، ونتائجه الأولية ستظهر خلال الأشهر الستة المقبلة.

مجلة كل الأسرة

ماذا تقولين لنساء الإمارات بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية؟

في هذا اليوم الذي نحتفي فيه بإنجازات المرأة الإماراتية، أوجّه رسالة لكل فتاة طموحة تحلم بخوض مجالات غير تقليدية، وأقول لها: كوني جريئة، وادخلي المجال الذي تحبينه، حتى لو بدا غريباً، أو نادراً. أنا فخورة بكوني أول طبيبة إماراتية متخصصة في طب الصقور، وأشجّع كل من تهوى الصقارة أو تحب الحيوانات، أن تخوض هذا المجال. الدولة تدعمنا، والفرص كثيرة، والمجال يحتاج إلى عقول ومهارات شابة تخدم تراثنا وهويتنا.