
في يوم المرأة الإماراتية.. مريم الملا: الإعلام شريك استراتيجي في توثيق إنجازات المرأة

في يوم المرأة الإماراتية، لا يمكن إغفال دور الإعلام الإماراتي في مواكبة نهضة المرأة، ومواكبة مسار تنميتها. وقد كان نادي دبي للصحافة أحد أبرز الأصوات التي احتفت بمنجزات المرأة الاستثنائية، وبمواكبة شخصيات نسائية كان لهنّ الدور والتأثير في رسم ملامح المشهد الوطني.
تؤمن مريم عبدالله الملا، مديرة نادي دبي للصحافة، بالإنابة، بدور الإعلام المحلي كـ«شريك فاعل في إبراز جهود الاتحاد النسائي العام، وتوثيق مسيرة المرأة الإماراتية من التأسيس حتى الريادة»، ومن موقعها في نادي دبي للصحافة، ترسم مريم الملا خريطة تمكين المرأة إعلامياً، وتدعو إلى مواصلة توثيق قصص النجاح الملهمة، وتمكين الجيل الجديد من الإعلاميات بالأدوات والمعرفة.
وفي حوار «كل الأسرة» معها، أجرته الزميلة سلام ناصر الدين، ترسم مريم عبد الله الملا، ملامح مشهد إعلامي متجدّد، تقوده المرأة اليوم بثقة واقتدار، وتوجه رسالتها للمرأة الإماراتية قائلة: «صوتك، وعقلك، وإبداعك، هي أعمدة المستقبل».

في ضوء شعار هذا العام «يداً بيد نحتفي بالخمسين»، نستطلع كيف تقرأ مريم الملا هذا الشعار من واقع تجربتها كعاملة في قطاع الإعلام وقيادية، فتقول «هذا الشعار يعكس روح التلاحم والتكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع في دعم وتمكين المرأة الإماراتية. ومن خلال تجربتي، كإعلامية وقيادية، أرى أن هذا الشعار يجسد عمق العلاقة بين الأجيال، حيث نحتفي اليوم بخمسين عاماً من الإنجازات التي وضعت أساساً متيناً لمستقبل واعد، تُسهم فيه المرأة بفعالية في مختلف المجالات، جنباً إلى جنب مع الرجل».
وترى مريم أن دور الإعلام أساسي باعتباره شريك رئيسي في دعم مسيرة المرأة وتعزيز حضورها، مضيفة «من موقعي في نادي دبي للصحافة، أؤمن بأن الإعلام شريك رئيسي في إبراز الجهود الوطنية التي أسهمت في بناء نموذج إماراتي فريد لتمكين المرأة. والمؤسسات الإعلامية اليوم مطالبة ليس بنقل الخبر فقط، بل بتوثيق المسيرة، وتقديم قصص النجاح الملهمة التي تجسد دور الاتحاد النسائي العام، كواجهة مجتمعية رائدة عملت بثبات طوال خمسة عقود.
فالاتحاد النسائي العام شكّل منذ تأسيسه منصة مؤسسية لصياغة سياسات وخطط تمكين المرأة، ومن أبرز محطاته: إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة، إلى جانب برامج التدريب المهني والاجتماعي التي استهدفت تعزيز مشاركة المرأة. وقد أسهم الإعلام الإماراتي في رسم صورة متقدمة ومشرّفة للمرأة الإماراتية عززت مكانتها، داخلياً وخارجياً، بخاصة عبر الإعلام الرقمي والمنصات الدولية، ولعب دوراً محورياً في تقديم والإضاءة على نماذج ملهمة يحتذي بها العالم العربي».
لدينا اليوم صحفيات إماراتيات بارزات في التحقيقات، والتحليل، والإعلام المتخصص، وحتى في التغطيات الدولية
كما تؤكد أن الإعلام المحلي نجح في أن يكون مرآة حقيقية لروح المرأة الإماراتية وإنجازاتها، وأن المرأة باتت قادرة على نقل صورتها وإنجازاتها ونجاحاتها أمام العالم عبر الإعلام وذلك بفضل الدعم الهائل الذي تحصل عليه، وتقول «الإعلام المحلي أدى دوراً مهماً وفاعلاً في تسليط الضوء على قصص النجاح النسائية، ولكننا بحاجة إلى توسيع هذا التوثيق ليشمل التجارب اليومية، والأدوار التي تؤديها المرأة في البيئات المختلفة. الرؤية النسائية التي قادت تأسيس الاتحاد قبل خمسين عاماً علمتنا أن الإيمان برسالة المرأة هو أساس كل إنجاز.
والمرأة الإماراتية أثبتت حضورها الفاعل والمؤثر في قطاع الصحافة والإعلام، ليس كمحرّرة، أو مذيعة، أو إعلامية فقط، بل أيضاً كقيادية، وصاحبة رؤية استراتيجية. لقد أصبحت المرأة شريكة في صياغة المشهد الإعلامي الوطني، وواكبت تحوّلات العصر الرقمي، والمحتوى الجديد. ولدينا اليوم صحفيات إماراتيات بارزات في التحقيقات، والتحليل، والإعلام المتخصص، وحتى في التغطيات الدولية.. هذا التميّز هو نتيجة الدعم الكبير من المؤسسات الإعلامية الوطنية».

كامرأة إماراتية تعمل في مجال الإعلام، تحدد مريم الملا أبرز التحدّيات التي واجهتها، بخاصة في ظل تسارع التقنيات وتغيّر المشهد المهني «أبرز التحدّيات التي واجهتني كانت مواكبة التحوّلات التكنولوجية المتسارعة، ومتطلبات تطوير المهارات القيادية والإبداعية، في آنٍ واحد. لكنني كنت محظوظة بوجود بيئة مؤسسية، مرنة وداعمة، وتحت قيادة منى المري التي تمتلك رؤية استراتيجية واضحة لرسم خريطة إعلامية مستقبلية، تحوّلت هذه التحدّيات إلى فرص حقيقية للنمو، والتأثير. فالعمل تحت إشراف قيادة بهذه الرؤية منحني الثقة والمساحة لتطوير ذاتي، والمساهمة، بفاعلية، في دفع عجلة الإعلام المحلي نحو مستقبل أكثر ابتكاراً وتمكيناً».
تصف الإعلام بأنه «شغف يسكنها»، ولكن كيف نجحت مريم الملا في الموازنة بين هذا الشغف ومسؤولياتها الإدارية؟ «تجيب الإعلام شغف لا ينطفئ، والإدارة مسؤولية لا تتجزأ. والسّر في الموازنة يكمن في حب العمل، وتشكيل فرق عمل متكاملة تؤمن بالرؤية نفسها. توسُّع دوري في نادي دبي للصحافة زاد من التزامي بصناعة محتوى هادف، وتوفير منصات تسهم في تطوير الإعلاميين، بخاصة من فئة الشباب، والنساء».
تشير أيضا إلى أن الإعلامية الإماراتية اليوم تمتلك الأدوات الكاملة لتقود الحوار الإعلامي عربياً «نعم، الإعلامية الإماراتية اليوم أصبحت تمتلك الأدوات والمعرفة والخبرة لقيادة الحوار الإعلامي على المستوى العربي. ورسالتي لكل إعلامية إماراتية: واصلي التعلّم، وكوني صوتاً مؤثراً في نقل واقعنا وطموحاتنا. وأوجّه تحية تقدير للأجيال من الإعلاميات اللواتي مهّدن الطريق، وفتحن لنا الأبواب أمام ما ننجزه اليوم».
ومن خلال موقعها في نادي دبي للصحافة، تتحدث مريم الملا عن دور النادي في تطوير المشهد الإعلامي الإماراتي والعربي، وأبرز المبادرات التي تفخر بها «نادي دبي للصحافة كان، وما زال منصة حيوية لتطوير المشهد الإعلامي، محلياً وعربياً. ومن المبادرات التي أفتخر بها: قمة الإعلام العربي، منتدى الإعلام الإماراتي، برنامج صُنّاع محتوى دبي، البودكاست العربي، ودبي بودفيست. هذه المبادرات استهدفت تمكين الإعلاميين من الجنسين، وتزويدهم بالمهارات الرقمية اللازمة، بما فيهم النساء الطموحات، وأسهمت في تمكينهم بالمهارات الرقمية والتخصصية».
وتشير إلى آلية تعامل نادي دبي للصحافة مع التحوّلات الرقمية والخطوات التي ينتهجها في تمكين الكفاءات النسائية «النادي يتبنى التكنولوجيا في صلب عملياته، ويعمل على تحويل هذه التحوّلات الرقمية إلى فرص تطويرية. بيئة العمل لدينا مرنة، ومحفّزة على الابتكار، وتُشجّع على المشاركة الفعالة للمرأة في جميع المستويات الوظيفية، إيماناً منا بأن للمرأة دوراً محورياً في قيادة مستقبل الإعلام».
وعند سؤالها فيما إذا قد اكتملت مرحلة التمكين للمرأة الإماراتية، أم أن هناك جولات أخرى تنتظرها، في ظل تطوّر الأدوار المجتمعية والقيادية، تشدد مريم على أن التمكين ليس مرحلة بل عملية متواصلة، وأن 28 أغسطس هو يوم يسلط الضوء على نجاحات ومنجزات المرأة الإماراتية «التمكين ليس محطة، بل رحلة مستمرة. نعم، قطعنا شوطاً كبيراً، لكن الأدوار المجتمعية والقيادية في تطوّر دائم. ويجب أن نبقى مستعدين، وفي جاهزية مستمرة لمواكبة هذه التحوّلات في الأدوار، والتحدّيات الجديدة، من دون أن نفقد خصوصيتنا وهويتنا، الوطنية والثقافية.

وإذ يمكننا الوقوف على أهمية يوم المرأة الإماراتية في تسليط الضوء وترسيخ منجزات المرأة، فإنّ هذا اليوم يواكب مسيرة التمكين، ويعّد محطة سنوية مهمة لتسليط الضوء على النجاحات التي حققتها المرأة في جميع الميادين، كما يُعدّ فرصة لتوثيق هذه المنجزات وترسيخها في الذاكرة الوطنية.
هذا اليوم ليس للاحتفال فقط، بل هو دعوة للتأمل في المسيرة، والاعتراف بالتحدّيات التي تم تجاوزها. ومن خلال هذه المناسبة، نُبرز قصص نجاح ملهمة، ونمنح الأجيال القادمة نماذج يُحتذى بها في العزيمة والقيادة. كما أنه يعزز من مكانة المرأة في الوعي المجتمعي ويشجع على مواصلة الاستثمار في طاقاتها».
وتوجه مريم الملا رسالة تحية وتقدير معطرة بالتهنئة للمرأة الإماراتية في يومها، قائلة «بكل فخر، أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى جميع النساء الإماراتيات بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، هذا اليوم الذي نحتفل فيه بإنجازات المرأة في مختلف المجالات، ونستحضر فيه جهودها ومساهماتها في بناء الوطن.

هو يوم يحمل أبعاداً وطنية وإنسانية عميقة، ويعكس رؤية قيادتنا الرشيدة التي آمنت بدور المرأة، ومكّنتها من أن تكون شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية.
وأقول لكل امرأة: أنتِ أساس كل تقدم، وشريكة في كل إنجاز، واصلي الحلم والعمل، وثقي أن صوتك، وعقلك، وإبداعك، هي أعمدة المستقبل. يوم المرأة الإماراتية هو احتفال بك، وبمن سبقنك، وبمن سيأتين من بعدك. فكل عام وكل امرأة إماراتية مصدر فخر، وعطاء، وتميّز».
* تصوير: السيد رمضان