انتهى لقاء جمع شاباً وفتاة بواقعة جنائية، بعد أن أقدم على اصطحابها في سيارته، واستغلال فرصة تواجدها بمفردها معه، ليُقدم على سرقتها بعد تهديدها بواسطة سكين، ثم أنزلها في الشارع العام، بعدما استولى على هاتفها النقال.
القضية التي وصلت إلى أروقة القضاء، واطّلعت عليها «كل الأسرة»، روت فيها الفتاة تفاصيل ما حدث معها، وكيف تعرّضت للسرقة من قبل الشاب، في حين قدّم الشاب رواية أخرى مُغايرة في محاولة للدفاع عن نفسه:
تعود تفاصيل القضية، وفقاً للتحقيقات، إلى أن الشاب والفتاة تقابلا أمام أحد الفنادق التي تضم ملهى ليلياً، في وقت مُتأخر بعد منتصف الليل، حيث تقول الفتاة في روايتها عن بداية لقائهما إنه أثناء خروجها من الملهى، تعرّضت لمضايقة من أحد الأشخاص، فحضر الشاب إليها وأبعده عنها.
الموقف «الشهم» جعل الشاب محل ثقة بالنسبة لها، وتضيف: «عرض الشاب أن يُوصلني من باب المساعدة، فوثقت به، وركبت سيارته، ثم انطلق مسرعاً من المكان، بعد أن طلب مني موقعَ سكني، وزوّدته به».
سلك طريق آخر
وتؤكد الفتاة أن الشاب بدلاً من أن يسلك الطريق المؤدي إلى مقر سكنها، سلك طريقاً آخر، وعندما استفسرت منه عن سبب تغيير مساره، ردّ عليها بأنه سيأخذها إلى سكنها بأقصر وأسرع طريق ممكن.
وتشير إلى أن الشاب أوقف سيارته بعد ذلك في مكان خالٍ من المارّة، وأشهر سكينه في وجهها، ما أثار الرعب في نفسها، ثم اعتدى عليها بالضرب، وأخذ حقيبتها، وسرق منها مبلغ 5 آلاف درهم، إضافة إلى هاتف نقال، تقول: «بعد أن أقدم على سرقتي أوصلني إلى مكان قريب من مقر سكني، ولاذ بالفرار».
بلاغ وتقرير طبي
قدمت الفتاة بلاغاً للجهات الشرطية عن الواقعة، فيما ذكر التقرير الطبي الخاص بفحصها: «وجود إصابات رضّية وخدشية تحدث من جسم، أو أجسام راضّة ذات طرف رفيع خادش، أيّاً كان نوعها، وهي تشير إلى حدوث تماسك وتجاذب مع شخص آخر».
ضبط الشاب
بعد تقديم البلاغ، عملت الجهات الشرطية المُختصة على مراجعة كاميرات المراقبة الموجودة أمام الفندق، وهو المكان الذي اصطحب منه الشاب الفتاة، وأظهرت التسجيلات «خروج الفتاة من الفندق، وإيقاف الشاب لها، ثم اصطحابها في سيارته…».
بحوزته سكينان وهاتف الفتاة
تمكنت الشرطة لاحقاً من إلقاء القبض على الشاب بالقرب من أحد الفنادق، بعد تلقي معلومات موثوقة عن تواجده في المكان حيث كان يتردّد، وعُثر بحوزته على سكينين، وهاتف نقال تبيّن أنه يعود فعلاً إلى الفتاة.
سيارة والدته!
كشفت التحقيقات في القضية أن السيارة التي كان يقودها الشاب مُسجّلة باسم امرأة متواجدة خارج الدولة لحظة وقوع الجريمة، وعند سؤاله عن هذه المرأة أكد أنها والدته، وأنه استغل سيارتها أثناء سفرها.
علاقته بالفتاة
أقرّ الشاب في التحقيقات بلقائه الفتاة خارج الفندق في وقت متأخر من الليل، مبيناً أن حدث في ذاك اليوم بدأ بأن توجه إلى الفندق، وأوقف سيارة والدته في الموقف، ثم انتظر خروج النساء من الملهى الليلي إلى أن خرجت الفتاة، وقابلها.
وذكر أنه اصطحب الفتاة برفقته في السيارة بعد أن وافقت على ممارسة أعمال مُخلة بالآداب العامة معه مقابل المال، إلا أن خلافاً وقع بينهما، ورفضت إعادة المال إليه ما دفعه إلى أخذ هاتفها النقال، مُقرّاً في الوقت ذاته بأنه ضُبط بحوزته سكينان، وهاتف الفتاة لحظة القبض عليه.
الشاب مُدان
نظرت الهيئة القضائية في المحكمة الابتدائية القضية، ودانت الشاب بتهمة «السرقة ليلاً مع حمل سلاح "السكينين»، في إحدى وسائل النقل البرية، لأموال منقولة عبارة عن هاتف المجني عليها، وقيمته 2400 درهم، ومبلغ 5 آلاف درهم، بعد الاعتداء عليها بالضرب أثناء وجودها في سيارته».
ودانت المحكمة الشاب عملًا بالمادة «437»، البند ثالثاً من المرسوم بقانون اتحادي رقم 31 لسنة 2021، بشأن إصدار قانون الجرائم والعقوبات، التي «تُجرّم ارتكاب جريمة السرقة في الطريق العام، أو في إحدى وسائل النقل البرية، أو المائية، أو الجوية...».
حبس وغرامة وإبعاد
في نهاية حكمها، عاقبت الهيئة القضائية في المحكمة الابتدائية، الشاب عن هذه التهمة بالحبس لمدة 6 أشهر، وتغريمه مبلغ 5 آلاف درهم، إلى جانب مصادرة السكينين اللذين كانا بحوزته.
كما قضت المحكمة الابتدائية بإبعاد الشاب عن الدولة بعد قضاء مدة الحكم، عملاً بالمادة 126 من المرسوم بقانون الجرائم والعقوبات، وهو الحكم الذي أيّدته محكمة الاستئناف، مع خفض قيمة الغرامة المالية إلى مبلغ 2400 درهم.