«تذكرة الرحلة الأخيرة» لرجل خمسيني تقوده إلى السجن لمدة ربع قرن

«ج.ع» رجل يبلغ من العمر 54 عاماً، اختتم حياته بالحصول على عقوبة السجن المؤبد التي تصل إلى 25 عاماً، أي ربع قرن، بعد أن ورّط نفسه في قضية «نقل مخدرات» لعصابة، بحثاً عن مكسب مالي سريع، ولكنه غير مشروع.

الرجل الخمسيني بفعلته الإجرامية قطع «تذكرة رحلته الأخيرة» من موطنه إلى السجن مباشرة، بعد صدور حكم بإدانته إثر العثور بحوزته على كميات لا يمكن جلبها إلا في حالة «الاتجار والرغبة في ترويج المخدرات على الناس».

تفاصيل رحلة «الرجل» الأخيرة من بدايتها في موطنه الأم، إلى نهايتها خلف القضبان، اطّلعت «كل الأسرة» عليها من الحكم القضائي الصادر بحقه.

بداية الرحلة

بدأت تفاصيل القصة من موطن الرجل في إحدى الدول الآسيوية، بعد تعرّفه إلى عصابة تعمل في مجال تجارة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، ونقلها إلى مختلف دول العالم، مُستغلة في ترويج سمومها فقر الناس، وحاجتهم الماسة إلى المال.

أقنعت العصابة الرجل الخمسيني بالمخاطرة بنفسه، وحمل كمية من المخدرات، ونقلها في حقيبته أثناء سفره إلى الدولة، مقابل مبلغ من المال، فوافق بالفعل، واستقلّ الطائرة من موطنه الأم.

في الساعة الخامسة والربع صباحاً، حطت الطائرة في المطار، ونزل جميع المسافرين إلى صالة الاستقبال، وبدأ المختصون بنقل الحقائب ووضعها على جهاز كشف الأشعة السينية، إلى أن وصلت حقيبة الرجل.

يقول أحد المفتشين العاملين على جهاز كشف الأشعة السينية: «أثناء تمرير الحقيبة على الجهاز، لاحظنا أن هناك شيئاً ما غير طبيعي فيها».

على الفور، بحث المفتشون عن صاحب الحقيبة إلى أن وصلوا إليه، وتحققوا من أن الحقيبة تعود إليه، عبر رقم جواز سفره…، يضيف المفتش: «سألناه عمّا إذا كان يودّ الإفصاح عن شيء، فأجاب بالنفي».

12 كيس ماريجوانا ... في 4 عُلب كرتونية

اصطحب المفتشون الرجل إلى غرفة التفتيش، وشرعوا في تفتيش حقيبته يدوياً، فعثروا في داخلها على 4 علب كرتونية، تحتوي على 12 كيساً بلاستيكياً ملفوفاً عليه لاصق أسود بشكل مُحكم.

باشر المفتشون إزالة اللاصق عن أحد الأكياس، فعثروا في داخله على «عشبة خضراء اللون يُشتبه في أنها عشبة الماريجوانا المخدرة»، وبعد فتح جميع القوالب، تبيّن أنها تحتوي أيضاً على ذات المخدر، فيما أكد الفحص المخبري أن المخدر هو بالفعل «ماريجوانا».

العثور على كيسين آخرين

في الحقيبة أيضاً، عثر المفتشون على حقيبة يدوية صغيرة لونها أزرق وبني، فتم فتحها ليعثروا في داخلها على كيسين من مخدر الماريجوانا نفسه.

3.4 كيلوجرام

وصل إجمالي عدد الأكياس التي عثر المفتشون عليها إلى 14 كيساً، فيما بلغت زِنة محتوياتها 3.4 كيلوغرام، ما يؤكد أن هذه الكمية الكبيرة كانت بهدف الترويج وبيعها للناس، وأن طريقة أخفائها تقف وراءها عصابة متخصصة في ترويج السموم.

المطالبة بالمؤبد والغرامة

بعد ضبطه، رفعت النيابة العامة لائحة اتهام بحق الرجل الخمسيني إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، موجهة إليه تهمة «حيازة وجلب أكثر من 100 جرام من المواد المخدرة إلى الدولة، في غير الأحوال المرخّص بها قانوناً».

وطالبت النيابة العامة بإيقاع عقوبة السجن المؤبد بحق الخمسيني، والغرامة المالية التي تصل إلى نصف مليون درهم، مع الإبعاد عن الدولة، نظراً لجلبه مادة مخدرة تزيد زِنتها على 100 جرام، عملاً بالمرسوم بقانون اتحادي رقم 30 لسنة 2021 في شأن مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.

إنكار التهمة.. محاولة أخيرة للدفاع

مثُل الرجل أمام القضاء وأنكر التهمة الموجهة إليه، فيما قدّم محاميه مذكرة دفاع دفع فيها بـ«انقطاع صلة المتهم بالمخدر»، مطالباً ببراءته من التهمة الموجهة إليه.

المحكمة: لا نُعوّل على إنكاره

دانت المحكمة الرجل الخمسيني بالتهمة الموجهة إليه، ورأت أنها تطمئن إلى شهادة الشهود من المفتشين، وتقرير الأدلة الجنائية، حول نوع المخدر وزِنته، وأعرضت عن إنكار المتهم، مبينة أن إنكاره «لا يُعوّل عليه، لأنه جاء بغية الإفلات من الاتهام وعقوبته».

كما رأت المحكمة أن «علم المتهم بأن ما يحمله مادة مخدرة ثابت من الأوراق، إذ إن طريقة إخفاء المضبوطات تؤكد علمه بأن ما يحمله مادة مخالفة للقانون، وأنه يعرف محتواها تماماً».

المحكمة: مؤبد ونصف مليون درهم وإبعاد

قضت المحكمة في نهاية حكمها، بمعاقبة الرجل الخمسيني بالسجن المؤبد، وأمرت بتغريمه مبلغ نصف مليون درهم، إلى جانب الأمر بإبعاده عن الدولة بعد قضاء مدة السجن، لتقود «تذكرة الرحلة الأخيرة» الرجل إلى المكوث فترة طويلة خلف القضبان تعادل الربع قرن.