هذا الفيلم من إخراج: سبايك لي | Spike Lee ، وهو من نوع التشويق وإنتاج الولايات المتحدة الأمريكية. الرقم 2 في العنوان هو بديل لكلمة to، والفيلم مأخوذ عن «عال ومنخفض» (Hight and Low) للياباني أكيرا كوروساوا. وكلاهما -سبايك لي وكوروساوا- يستند إلى رغبة كل منهما في تداول أزمة أخلاقية - اجتماعية - عائلية ناتجة عن عملية خطف مقابل فدية.
الدورة بدأت سنة 1963 عندما اقتبس كوروساوا رواية وضعها الأمريكي إيفان هنتر. جيل كامل عاش على روايات هنتر البوليسية (منهم هذا الناقد) خصوصاً تلك التي كتبها تحت اسم آخر هو إد ماكبين. وهو كتب سيناريوهات للسينما أشهرها فيلم «الطيور» لألفرد هيتشكوك سنة 1963. كوروساوا حوّل رواية هنتر «فدية كينغ» إلى «عال ومنخفض» للتعبير عن مستويات أخلاقية ومهنية، وصوّر فيلمه بالأبيض والأسود محوّلاً اسم الشخصية الرئيسية من كينغ إلى كينغو. سبايك لي عاد إلى الاسم الأصلي في الرواية وصوّر الفيلم ملوّناً في نيويورك.
يحاذي «عال إلى منخفض» فيلم كوروساوا في إجادة التنفيذ مع اختلاف كبير في استخدام المفردات التقنية والفنية. لكل منهما أسلوبه، ونقطة اللقاء هي سرد محكم لدراما تشويقية هي أكثر من مجرد بوليسية.
في الفيلم الجديد يعاني كينغ (دنزل واشنطن) متاعب مادية، ويرى أن إنقاذ شركته يعتمد على التفاوض مع شركائه بهدف شراء حصصهم. لا اتفاق بل غضب. بعد انتهاء اجتماع بلا نتيجة واضحة يرن الهاتف. هناك من يخبر كينغ بأن ابنه تراي (أوبري جوزف) تم خطفه. يتحوّل كل شيء إلى عاصفة، ثم تزداد الأزمة صعوبة عندما يصله نبأ أن ابن سائقه الخاص (جفري رايت) واسمه كايل (يؤديه إليجا رايت، ابن جفري في الواقع) هو أيضاً مفقود. لقد ارتكبت العصابة خطأ، إذ خطفت ابن السائق معتقدة أنه ابن كينغ. المعضلة هنا إذا ما كان كينغ على استعداد لدفع الفدية (نحو 17 مليون دولار)، لإنقاذ ابن سائقه في الوقت الذي يسعى فيه لتجاوز أزمة شركته المالية.
هذا هو الجانب الأخلاقي من الفيلم. النصف الثاني منه يعتمد على الحركة والإيقاع والنبرة التشويقية القائمة على الإثارة. لكن الفيلم لا يسقط من يدي سبايك لي لسببين: الأول أنه أحكم قبضته على العمل ككل بفضل سيناريو جيد لألان فوكس، والثاني اعتماده على تصوير ماثيو ليباتيك الذي يواكب نظرة المخرج الخاصة لمدينة نيويورك.
في أفلامه السابقة، مثل «حمى الغابة» و«الساعة الخامسة والعشرون» (25th Hour) تعامل مع هذه المدينة بحب رغم واقعية تصويره لها. لنيويورك وجهان وكلاهما موجود في أفلام المخرج، واحد جميل والآخر قبيح، وكلاهما يتناصف. موسيقى هوارد دروسِن هي أكثر من عنصر مكمّل لفيلم من أفضل أعمال المخرج حتى اليوم.