07 يوليو 2025

في أمسية فنية راقية.. مكتبة محمد بن راشد تحتفي بالإرث الموسيقي الخليجي والعربي

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

في مشهد فني نابض بالأصالة والإبداع، جسّدت الأمسية الموسيقية التي استضافتها مكتبة محمد بن راشد، أخيراً، حضورها الفاعل كجسر ثقافي يربط بين عبق الماضي ونبض الحاضر، ويقدّم الفنون بوصفها امتداداً حياً للهوية الوطنية.

الأمسية التي حملت بين نغماتها رسالة فنية عميقة، قدّمت للجمهور توليفة موسيقية راقية، جمعت بين الطرب الخليجي الأصيل، والموسيقى العربية الكلاسيكية، في أربع وصلات موسيقية احتفت بجمال التراث، وروح النغمة، حيث تألق على خشبة المسرح نخبة من النجوم الذين حملوا راية الفن، الإماراتي والعربين بكل فخر، وهم: الفنانون أحمد الرضوان، سيف العلي، جاسم محمد، وبقيادة المايسترو أحمد طه، مقدمين للجمهور تجربة سمعية استثنائية، تمزج بين الأصالة والتجديد، وتُلهم الأجيال الجديدة الفن الذي ينبع من جذورهم، ويواكب أحلامهم.

مجلة كل الأسرة

ففي إطار رؤيتها الثقافية الشاملة، تواصل مكتبة محمد بن راشد ترسيخ مكانتها كمنارة للمعرفة وملتقى للفنون، بمختلف أشكالها، حيث تحتضن الفنون باعتبارها جزءاً أصيلاً من النسيج الثقافي والهوية الوطنية لدولة الإمارات. فإلى جانب كونها صرحاً معرفياً، تمتد رسالة المكتبة لتشمل التعبير الفني كأداة فعالة للتواصل الحضاري والحفاظ على التراث، مقدّمة منصة تحتفي بالإبداع في أبهى صوره، فقد نظمت المكتبة بالتعاون مع وزارة الثقافة، أمسية موسيقية استثنائية تُعنى بتكريم الإرث الموسيقي الخليجي والعربي. حيث قدم الفنانون مجموعة من الأغاني والمقطوعات التي تعكس عمق الإرث الموسيقي في المنطقة، وتبرز التنوع الثقافي الغني الذي يميّزها، ما يمنح الجمهور تجربة سمعية راقية تمتزج فيها الأصالة بالإبداع المعاصر. وتتنوع هذه الأعمال بين المقطوعات الموسيقية والأغاني التي تحمل توقيع نخبة من الشعراء والملحنين الذين كان لهم حضور بارز، وبصمة مميّزة في مسيرة الأغنية الخليجية والعربية، ما أضفي على الأمسية طابعاً فنياً أصيلاً، يمتد بين الماضي والحاضر.

مجلة كل الأسرة

فرقة الإمارات الموسيقية تواصل مسيرتها الناجحة

وتعليقاً على الحدث، قال مدير فرقة الإمارات الموسيقية الفنان عبدالعزيز المدني: «تقديم عمل غنائي على خشبة مسرح مكتبة محمد بن راشد يحمل بالنسبة إلى الفرقة بُعداً ثقافياً عميقاً، فهي ليست صرحاً معرفياً فقط، وإنما فضاء يحتضن كل أشكال التعبير الإبداعي، بما فيها الموسيقى التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الوطنية. ومن الرائع أن نشهد هذه العودة القوية لفرقة الإمارات الموسيقية، التي انطلقت في بداياتها من خلال دعم وزارة الثقافة، ورغم التحديات التي واجهتها في فترة معينة وتفكك أعضائها، إلا أن شغف الفن لم يخفت. وقد كان لرجل الأعمال محمد العبار، المؤسّس وعضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة إعمار، المعروف بعشقه للفن، دور محوري في عودتها للحياة من جديد، حين احتضنها في دبي أوبرا، وقدّم لها منصة راقية للانطلاق من جديد. واليوم، تعود الفرقة لتواصل مسيرتها المميزة، وتؤكد من خلال ما حققته من نجاحات خلال السنوات الماضية أنها ليست مجرد فرقة موسيقية، بل مشروع فني وطني يعكس روح الإمارات، وثراءها الثقافي».

مجلة كل الأسرة

أغانٍ أصيلة تنتمي إلى وجداننا وتراثنا العربي والخليجي

أما المايسترو أحمد طه، قائد فرقة الإمارات الموسيقية، فقد أشار إلى التنوّع الذي تحرص الفرقة على تقديمه خلال الحفلات، وتهدف للحفاظ على التراث الموسيقي والثقافي، وإعادة تقديمه للأجيال الجديدة بصورة معاصرة تواكب روح العصر، من دون أن تفقد أصالتها وعبقها التراثي، مضيفاً «لدينا مجموعة من الأغاني الأصيلة التي تنتمي إلى وجداننا وتراثنا العربي والخليجي، فهي أعمال تحمل في كلماتها وألحانها روح ثقافتنا وهويتنا، وتعبّر عن ذائقة فنية متجذّرة في عمق المجتمع. لكن ما يميّز هذا الحفل هو أننا نقدم هذه الأعمال بروح عصرية، من خلال توزيع موسيقي حديث وأداء يواكب تطلعات الجمهور المعاصر، من دون أن نفقدها نكهتها الأصيلة. نهدف إلى إعادة إحياء هذه الكنوز الغنائية بشكل يجعلها قريبة من الأجيال الجديدة، ويمنحها بعداً جمالياً يتناغم مع روح العصر، ويحافظ في الوقت نفسه على جوهرها الثقافي والفني».

مجلة كل الأسرة

الحفاظ على الهوية الفنية الخليجية

من جهته، أكد الفنان الإماراتي سيف العلي: «نحن كفنانين شباب، نؤمن بأن لدينا مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الهوية الفنية الخليجية، من خلال تقديم الألحان الخالدة والأغاني التراثية بروح عصرية تلامس ذوق الجمهور اليوم، وتُعيد لهذه الأعمال بريقها ضمن قالب حديث. كما نحرص على إبراز المواهب الإماراتية الصاعدة التي تمتلك طاقات إبداعية هائلة،وتستحق أن تحصل على مساحة أكبر على الساحة الفنية. رسالتنا واحدة، وهي رسالة الموسيقى، والحفاظ على الثقافة والرؤية الفنية التي تعبر عنّا. وما يميز الفنان الإماراتي هو امتلاكه لثقافة واسعة نابعة من التنوع الثقافي الفريد الذي تتمتع به دولة الإمارات، ما يمنحه مرونة كبيرة في تقديم الفن بأساليب مختلفة ومبدعة. وقد لاحظنا أن الأجيال الصغيرة أصبحت تُقبل على سماع التراث الإماراتي، لا سيما حين يُقدَّم لهم بصوت الفنانين الشباب، وهذا يؤكد أهمية الدور الذي نؤديه في ربط الماضي بالحاضر، وتوصيل الرسالة الفنية بأسلوب معاصر».