03 يوليو 2025

زملاء السكن: النجدة.. زميلنا الجديد خارج عن السيطرة

فريق كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

حضر مؤخراً للإقامة معهم في مقر السكن، ونظراً لكونه من نفس جنسيتهم، كان موضع ترحيب في المكان لتقارب الأفكار والآراء والمعتقدات واللغة، لكن «الزميل الجديد» كان «خارجاً عن السيطرة»، ولا يُمكن التنبؤ بتصرفاته، وهو لا يعرف ماذا يفعل، أو هكذا يدّعي.

في أحد الأيام، فاجأ «الزميل الجديد» زملاء السكن بتصرف غريب أثار الخوف والرعب في نفوسهم، وجعلهم يصرخون وهم يحاولون والهرب والابتعاد عنه، وكان أفضل حل هو الاتصال بالجهات المُختصة للسيطرة عليه.

تفاصيل قصة «الزميل الجديد»، وما فعله مع زملائه في السكن، اطّلعت «كل الأسرة» عليها من حكم قضائي صدر بحقه بعد إدانته بما ارتكبه.

شاب طبيعي وملتزم

قبل الواقعة بسبعة أيام، حضر شاب للالتحاق بالسكن المُشترك الذي يضم مجموعة من الشباب والفتيات من الجنسية ذاتها، وبدأ بالإقامة معهم، وكانت الأيام الأولى طبيعية دون أي ملاحظات على الضيف الجديد «المُلتزم».

في اليوم السابع، فاجأ «الزميل الجديد» زملاءه بتصرف غريب، حيث يصف أحدهم المشهد قائلاً: «شاهدته جالساً أمام الباب الرئيسي لمقر سكننا مُمسكاً بسكينين في يده».

أبدى الزميل استغرابه من طريقة جلوس «الزميل الجديد» أمام الباب وحمله سكينين، فالمشهد لم يكن مريحاً، وكان يدعو إلى الريبة خاصة أنه جديد وغير معروف له جيداً. يضيف: «فجأة رفع السكينين في يديه، وبدأ يهدد كل الموجودين في مقر السكن بالقتل».

أصيب الزميل بالخوف من مشهد التهديد... يصف رد فعله: «هرعت نحو غرفتي، وأغلقت الباب على نفسي، ثم اتصلت بالشرطة طالباً النجدة».

صوت صراخ

أما إحدى الفتيات في السكن، فقالت: «الزميل الجديد يشاركنا الإقامة في السكن مع آخرين، وله أسبوع واحد فقط معنا».

وأضافت: «في اليوم السابع، وأثناء وجودي في غرفتي سمعت صوت صراخ في الخارج، فخرجت مذعورة لاستطلاع الأمر، فرأيته مُمسكاً بسكينين في كلتا يديه».

وتابعت الفتاة: «كان يهدد جميع الموجودين أمامه بالقتل، فهربت إلى غرفتي وأغلقت الباب خوفاً منه».

السيطرة عليه

في تلك الأثناء، تلقّت الجهات الشرطية بلاغاً حول تصرف الزميل الجديد، وأنه يحاول الاعتداء على زملائه باستخدام سلاح أبيض، وقد يُعرّض حياة أحدهم للخطر، فتوجهت إلى المكان على وجه السرعة من أجل إلقاء القبض عليه ومنع وقوع جريمة.

ووفقاً لتفاصيل القضية، فقد تمكنت الشرطة من السيطرة على «الزميل الجديد»، الذي كان حينها يحمل السكينين في يديه، الأولى كانت متوسطة الحجم وبدون قبضة، والثانية كانت متوسطة الحجم ذات قبضة خضراء، وعليها آثار دم.

غير طبيعي.. وهذا هو السبب

وصفت حالة الزميل الجديد عند القبض عليه، بأنها «غير طبيعية»، وتبين لاحقاً أن السبب يعود إلى تعاطيه المشروبات الكحولية، التي أثرت في سلوكه وجعلت تصرفاته غير مُتزنة.

رد غريب: لم أُهدد أحداً ولا أعرف زميلي!

بعد ضبطه، أقر «الزميل الجديد» بتعاطيه المشروبات الكحولية أثناء وجوده بمقر السكن يوم الواقعة، إلا أنه نفى تهديده أي أحد من زملائه، خصوصاً الزميل والزميلة اللذين قدّما إفادتيهما حول تصرفاته، مُدعياً عدم معرفته السابقة بهما.

لائحة اتهام

بعد التصرف الغريب، رفعت النيابة العامة لائحة اتهام ضد «الزميل الجديد» إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، بتهمة «التهديد بالقتل لزملائه من خلال إمساك سكينين في كلتا يديه، والتلفظ بعبارات تهديد بالقتل لجميع الموجودين في الشقة».

وطالبت النيابة بتطبيق المادة 404 من المرسوم بقانون الجرائم والعقوبات رقم 31 لسنة 2021، التي تنص على: «كل من هدد آخر بالقول أو بالفعل أو بالإشارة كتابة أو شفاهة أو بواسطة شخص آخر، يُعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة، أو بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف درهم»، إلى جانب المطالبة بإبعاده عن الدولة، عملاً بنص المادة 126 من القانون ذاته.

في المحكمة… يدّعي: هذا كيد

ظهر «الزميل الجديد» كمتهم في المحكمة، وأنكر التهمة الموجهة إليه، مُدّعياً كيدية الاتهام وتلفيقه بحقه من زملائه، مُتحججاً في الوقت ذاته بوجود تناقض في أقوال زميليه الشاهدين حول ما فعل من تصرفات، ومطالباً بالبراءة أو الرأفة في حال إدانته بالتهمة الموجهة إليه.

شهر في الحبس مع الإبعاد

أدانت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات المتهم بالتهمة الموجهة إليه في ظل الواقع والشهادات، ورأت أنها «لا تعول على إنكاره التهمة، وأنه كان يقصد من خلال الإنكار الإفلات من العقاب».

وقضت المحكمة بمعاقبة المتهم بالحبس لمدة شهر واحد، مع الإبعاد عن الدولة بعد تنفيذ العقوبة، لما شكّله تصرفه «الغريب والمُريب» من خطورة على الآخرين، وأمرت بمصادرة السكينين اللتين كانتا بحوزته.