03 يوليو 2025

«جردة» لنجاح وفشل الأفلام التجارية في النصف الأول من عام 2025

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

مجلة كل الأسرة

من المثير دوماً معرفة لماذا ينجح فيلم تجاري، ولماذا يفشل فيلم تجاري آخر. لماذا، على سبيل المثال تبوأ فيلم «ليلو وستيتش» Lilo and Stitch القمة بين إيرادات الأفلام في نصف السنة الجارية، ولماذا فشل «إليو»  Elio في الوصول إلى مرتبة متقدّمة. كلاهما من صنع ديزني. كلاهما توجّه للجمهور نفسه. كلاهما مسلٍّ وخفيف.

مجلة كل الأسرة

لكن، بينما أنجز الفيلم الأول، الذي كلّف 100 مليون دولار، 912 مليون دولار حتى الآن، بلغ إيراد الفيلم الثاني («إليو») 21 مليون دولار، علماً بأن ميزانيّته بلغت 150 مليون دولار. «ليلو وستيتش» هو فيلم يعتمد على تمثيل حي مدمّج بالرسوم والمؤثرات، و«إليو» فيلم أنيميشن وكلاهما عن طفلين (صبي وفتاة) في معالجة فانتازية.

مجلة كل الأسرة

ما حدث أن ديزني أخطأت حساباتها عندما رمت لموسم الصيف الحالي، وفي خلال شهر واحد، بفيلمين متشابهين في التوجه وفي التصنيف: دفعت بـ«إليو وستيتش» أولاً، ثم بـ«إليو» ثانياً. ومن شاهد الأول اكتفى به.

«إليو» ليس إنتاج ديزني الوحيد الذي «طبّ» على وجهه بلا حراك. «ثندربولت» الذي انطلق للعروض في كل مكان في مطلع شهر مايو سجل 381 مليون دولار، ضعف ذلك المبلغ، لكنه لم ينجز أرباحاً لأنه كان بحاجة إلى أكثر من 580 مليون دولار لكي ينجو بنفسه.

مجلة كل الأسرة

أسباب النجاح والفشل

من الأسئلة المطروحة في هذا الإطار مصير فيلم «مهمّة: مستحيلة- الحساب الأخير» الذي ارتفعت كلفته إلى 400 مليون دولار، وأنجز أقلّ مما طمح إليه، وهو 549 مليون دولار. هذا أقل إيراداً من أفلام السلسلة الأخيرة التي كلّفت أقل وأثمرت نجاحاً أكبر.

وفي هذا الصدد، لابد من الإشارة إلى أن ميزانية هذا الفيلم كانت مثقلة بحسابات مكلفة. فإلى جانب تصوير شمل اثنا عشر موقعاً دولياً، ضمت جنوب إفريقيا، والنرويج، وبريطانيا، وإيطاليا، وبلجيكا، قبض توم كروز أجراً بلغ 120 مليون دولار، وبإضافة حصة صالات السينما (تبدأ بـ40 في المئة في الأسابيع الثلاثة الأولى)، فإن الفيلم سقط تحت ثقل طموحاته، خصوصاً أن الجمهور كان شاهد ما فيه الكفاية من أفلام السلسلة.

بذلك حط الفيلم الذي موّلته شركة باراماونت، في الخانة الحمراء لأن ما كان يحتاج إليه لتحقيق أرباح لا يقل عن 900 مليون دولار.

مجلة كل الأسرة

ليس كل أفلام النصف الأول من العام هَوَت. فإلى جانب «ليلو وستيتش» حقق «خاطئون» (Sinners) 364 مليون دولار، في عروضه العالمية، في مقابل ميزانية لم تتجاوز 90 مليون دولار. هذا الهامش من الربح تحقق لسببين: لكون الفيلم جديداً في موضوعه (قصّة تشويقية تقع في بيئة أفرو-أمريكية)، ولحقيقة إن ميزانيته كانت محدودة، ما رفع احتمالات تسجيله الفوز في سباق الأفلام.

وفي حين أنه ‫لم يكن من المتوقع لـ«سينرز» تحقيق هذا النجاح، كذلك لم يكن متوقعاً لفيلم مقتبس عن شخصيات وألعاب فيديو عنوانه Minecraft Movie حصد 954 مليون دولار (مقابل كلفة لم تزد على 150 مليون دولار). لم يحاول الفيلم أن يكون أكثر من ترفيه عائلي (ولو أن 70 في المئة من المشاهدين كانوا دون الخامسة والعشرين من العمر)، من دون رسائل خفية، والجمهور قدّر ذلك.

لا تتضمن ميزانية كل فيلم من هذه الأفلام المذكورة ميزانية الدعاية والترويج التي تصل بسهولة إلى سقف المليون دولار. ويتم صرف هذا المبلغ على دعوة الصحفيين للتصوير (أينما كان موقعه)، والترويج عبر الدعايات المباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومحطات التلفزيون، أو على الطرق العامّة. هذه الكلفة الإضافية تأتي من قسم آخر منفصل في كل شركة إنتاج، ولا يدخل خانة الميزانيات الأساسية.