من ما تريوشكا إلى لابوبو... ما الدُّمى الأكثر شهرة في التاريخ؟

الدمية أو العروسة أو اللعبة تُصنع عادة لتسلية الأطفال، لكنها تكون أحياناً عبارة عن ديكورات أو تشكل مجموعات يقتنيها الكبار لأجل قيمتها المعنوية أو المادية ولأجل جمالها.
وتستوحى الدمى عادة من شكل الأطفال، أو المشاهير، أو بعض أشكال الحيوانات، أو من مخلوقات خيالية، وهي إما أن تكون مصنوعة من الحجر، أو الخزف، أو الخشب، أو الورق، أو القماش، أو المطاط، أو البلاستيك. وقد ظهرت الدمى منذ بدايات الحضارة البشرية.
وتعد اليابان من أكثر الدول التي تملك تنوعاً في الدمى، وما زالت منذ القدم تحتفظ بتقاليدها في صناعة الدمى، التي يقال إنها قد بدأت منذ قرابة 3000 سنة قبل الميلاد.
وتعود أقدم الدمى الموثقة إلى الحضارات القديمة في مصر واليونان وروما. أما صناعة الدمى الحديثة فتعود جذورها إلى القرن الخامس عشر في ألمانيا.
تطور الدمى عبر العصور
العصور القديمة
في مصر القديمة، كانت الدمى تستخدم في الطقوس الدينية وكألعاب للأطفال، وقد عثر على بعض الدمى المصنوعة من الطين والعظام والخشب في مقابر مصرية قديمة.
اليونان وروما القديمتان
كانت الدمى تشكل جزءاً من الثقافة والفن في اليونان وروما القديمتين، وقد ذكرت في كتابات هيرودوت وزينوفون.
العصور الوسطى
في العصور الوسطى، استخدمت الدمى في عروض مسرحية، وعروض الدمى المتحركة.
العصور الحديثة
مع مرور الزمن، شهدت صناعة الدمى تطوراً كبيراً، واستُخدم في صناعتها مواد متنوعة مثل الخشب، والجلد، والشمع، والخزف، والبورسلين. وكانت ألمانيا من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر رائدة في صناعة الدمى والألعاب. أما باريس فكانت من أوائل الدول المنتجة للدمى بكميات كبيرة، وكانت تُصنع رؤوسها بشكل رئيسي من البسكويت. وقد انتشرت بيوت الدمى في أوروبا منذ القرن السادس عشر.
وفي القرن العشرين، كانت الدمى المشهورة بشكل خاص تشمل الدب تيدي (1903)، ودمية كيوبي (1903)، وطفل باي لو، الذي أغمض عينيه أثناء النوم (1922)، ودمى ديدي وويتسي بيتسي (1937)، ودمية باربي ( 1959)، وأطفال كابيج باتش (1983)، ومجموعة الفتيات الأمريكيات (1986).
وما تزال الدمى اليوم تشكل جزءاً مهماً من الثقافة الشعبية في العديد من البلدان، وهي متنوعة جداً، وتصمم للأطفال والكبار، وتستخدم في العروض المسرحية والفنون المختلفة.
ونستعرض هنا بعض الدمى التي حظيت بشهرة واسعة وجابت أرجاء في المعمورة، وذُكرت في كتب التاريخ والكتابات الفنية والأدبية:
أشهر الدمى

ماتريوشكا
دمية ماتريوشكا، أو المَترِيُشكة، أو دمى الشاي الروسية، وتعني «الأم الصغيرة»، هي مجموعة من الدمى الخشبية، وترمز إلى الأم التي تعني باللغة الروسية «ماتريونا» أو «ماتريوشا». وتتكون الماتريوشكا من تماثيل خشبية متداخلة وبأحجام مختلفة. وقد صنعت أول مجموعة من هذه الدمى عام 1890 على يدي حرفي الخشب النحات «فاسيلي زفيوزدوتشكين»، وصممها «سيرجي ماليوتين» الذي كان رساماً تقليدياً للحرف الشعبية.

بينوكيو
هي دمية خشبية يعود تاريخها إلى عام 1881، عندما بدأ الإيطالي «كارلو كولودي» بكتابة مغامراته في سلسلة قصص للأطفال نُشرت في مجلة «جورنالي دي بامبيني». وفي عام 1883، جمعت القصص في كتاب حمل عنوان «مغامرات بينوكيو». وفي فيلم «Pinocchio's Revenge»، يتحول بينوكيو إلى دمية شريرة.

دمى الأميش
دمى الأميش هي نوع من الدمى التقليدية المصنوعة من القماش، وقد نشأت بين أطفال مجتمع الأميش القديم في الولايات المتحدة. وهي تتميز بأنها ليس لها ملامح للوجه، وغالباً ما تُصنع من بقايا الأقمشة المستخدمة في ملابس أفراد الأسرة، وهذا ما يجعلها فريدة من نوعها، وهي تعكس قيم البساطة والتشابه بين أفراد المجتمع التي كانت سائدة آنذاك.

دبدوب «تيدي بير»
هي دمية محشوة على شكل دب، حازت شعبية كبيرة، وما زالت حتى اليوم محبوبة لدى الصغار والكبار، وتتميز بفراء ناعم ومظهر لطيف.
وتعود تسمية «دب تيدي» إلى الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت. ففي عام 1902، رفض روزفلت إطلاق النار على دب أسود خلال رحلة صيد. فألهمت قصته أحد صانعي الألعاب الذي أنتج الدمية وأطلق عليها اسم «دب تيدي».

باربي
هي دمية أزياء شهيرة من إنتاج شركة ماتيل للألعاب، تمثل أيقونة في عالم الألعاب ورمزاً للموضة، طُرحت في الأسواق لأول مرة في مارس عام 1959. وهي من تصميم سيدة الأعمال الأمريكية روث هاندلر (1916-2002) التي استوحت فكرتها من الدمية الألمانية الشهيرة بيلد ليلي. وقد ظلت باربي جزءاً بارزاً في سوق دمى الأزياء على مدى خمسين عاماً.

لابوبو
لابوبو دمية ذات تصميم مميز وغريب تجتاح العالم اليوم، وهي شخصية ابتكرها الفنان «كاسينغ لونغ» من هونغ كونغ عام 2015، ضمن سلسلة «The Monsters» المستوحاة من الفلكلور والأساطير الإسكندنافية.
اكتسبت لابوبو شهرة واسعة في عام 2019 بعد تعاون لونغ مع شركة «بوب مارت» الصينية. وتعد لابوبو اليوم ظاهرة عالمية في عالم الألعاب والتحف، وتتميز بتصميمها الفريد الذي يجمع بين الغرابة والجاذبية، وهي ذات عينين واسعتين، وأذنين مدببتين، وأسنان بارزة. وربما بلغت شهرتها الآفاق لأنها تباع في صناديق مغلقة «عمياء»، فلا يعرف مشتريها شكلها قبل شرائها، وقد بلغت أسعاراً خيالية بسبب الإقبال الكبير عليها.